لربما ما حجبه الله عنّا كان أعظم!.. بقلم وليد الأحمد

زاوية الكتاب

كتب 511 مشاهدات 0

وليد الاحمد

الراي

أوضاع مقلوبة!- لربما ما حجبه الله عنّا كان أعظم!

وليد الأحمد

 

خرج رجلٌ في سفر مع ابنه إلى مدينة تبعد عنهما قرابة يومين، وكان معهما حمارٌ وضعا عليه الأمتعة. وكان الرجل يردد دائما قول: ما حجبه الله عنا كان أعظم!

وبينما هما يسيران كسرت ساق الحمار في منتصف الطريق... فقال الرجل: ما حجبه الله عنا كان أعظم!

فأخذ كل منهما متاعه على ظهره وتابعا السير. بعد مدة، تعثر الرجل بحجر أصاب رجله فأصبح يجر رجله جراً، فقال: ما حجبه الله عنا كان أعظم!

فقام الابن وحمل متاعه ومتاع أبيه على ظهره، وانطلقا يكملان مسيرهما.

وفي الطريق، لدغت الابن أفعى فوقع على الأرض وهو يتألم. فقال الرجل: ما حجبه الله عنا كان أعظم!

هنا غضب الابن، وسأل والده «أهناك ما هو أعظم مما أصابنا»؟

وعندما شُفي الابن، أكملا سيرهما، حتى وصلا إلى المدينة وقد أزيلت عن بكرة أبيها بسبب زلزال أبادها بمن فيها.

فنظر الرجل لابنه وقال له: انظر يا بني، لو لم يُصبنا ما أصابنا في رحلتنا، لكنا وصلنا في ذلك اليوم، ولأصابنا ما هو أعظم وكنا مع من هلك!

خلاصة هذه السطور المنقولة، ونحن نعيش أوضاعاً عربية وإسلامية مزرية، ننقلها لمن تعصف به اليوم المحن والمصائب وضنك في العيش وفقر وتهجير مع تشريد ومآسٍ، ليعرف بأن ما ابتلاه الله به لربما امتحان له لمعرفة قوة إيمانه وصبره وإنقاذ لحياته من بؤس أعمق وحياة أشد ضنكاً!

لذا علينا عدم الجزع مما كتبه الله لنا في هذه الدنيا والصبر على البلاء والابتلاء مع السعي إلى حياة أفضل، بلا كلل أو ملل أو يأس، من أجل تصحيح تلك الأوضاع المتردية، فربما ما حجبه الله عنا كان أعظم!

على الطاير:

- قال تعالى في سورة الحديد: «مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ - لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ» الآيتان 22-23.

ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع بإذن الله... نلقاكم!

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك