لماذا لا تفعل حكومتنا معنا مثل ما تفعل باقي الدول الخليجية؟ .. يتسائل زياد البغدادي

زاوية الكتاب

كتب 772 مشاهدات 0

زياد البغدادي

النهار

زوايا- العلاج بالخارج بين المفروض والدارج

زياد البغدادي

 

كانت تجربتي مع العلاج في الخارج معدومة وذلك حتى عام 2010 عندما استعنا بما تقدمه الدولة للمواطنين من فرصة تلقي العلاج في الخارج وذلك للحالات الصعبة والمستعصية، ثلاثة شهور من الانتظار والوعود وكان والدي - رحمه الله - بين العناية المركزة وجناح مرضى القلب في المستشفى الاميري حتى اتى ذلك الصباح الذي تلقيت فيه مكالمة هاتفية من موظفة في الديوان الاميري تسألني عن والدي ومكانه وهل نحن قد سافرنا لتلقي العلاج ام لا؟ فقلت لها اننا نسعى لذلك منذ ثلاثة اشهر ولا جديد، الخلاصة اننا وبعد اغلاقي للهاتف بـ 24 ساعة كنا في لندن.

ذكريات العلاج بالخارج وتجربتي الشخصية معه لم تكن سعيدة، فعلى الرغم من حجم الاهتمام والتفاعل الايجابي للسفير الكويتي هناك وايضا رئيس المكتب الصحي والذين تواصلا معنا بالحضور شخصيا والتعهد بتوفير كافة سبل الرعاية والاهتمام، ومع ذلك ماهي الا اسابيع قليلة وتتوالى علي الاتصالات من المكتب الصحي لاعلامي ان كتاب التمديد لم يصل من الكويت مما قد ينتج عنه وقف العلاج ومازلت اذكر جيدا ان هذه المكالمات كانت تأتيني في الوقت الذي كان والدي في غيبوبة بالعناية المركزة، للامانة كان الوضع مختلط المشاعر بين مؤلم وسخيف ومخيب للآمال، قمت عندها بمكالمة احد اصدقاء الوالد رحمه الله ليوصلني هاتفيا بوزير الصحة آنذاك ليتعهد ان لا احد سيزعجني بعد اليوم وهذا ما حدث فعلا.

رجعنا بعدها الى الكويت بعدما استعصت حالة والدي - رحمه الله - واصبح وضعه الصحي اقرب الى المستحيل علاجه، طلبنا الانتقال الى أميركا للعلاج فكان الرد أن هذا الامر صعب جدا وقد ظننته سهلا لما شهدته من حالات كانت حاضره للعلاج في لندن وكانت تتمتع بصحة اكثر من ممتازة بالمقارنة مع حالة والدي الصحية، رجعنا للكويت وماهي الا ايام واستدعت حالة والدي الصحية الدخول للمستشفى وبالفعل دخلنا للعناية المركزة في مستشفى «العدان» هذه المرة الى ان اتى الاتصال من الاستاذ تركي الدخيل يسأل فيه عن صحته ومد يد العون والمساعدة على لسان سمو الشيخ محمد بن زايد - حفظه الله- الذي تكفل بالعلاج اينما كان، فكانت مشيئة الله ان نغادر الى الامارات لتكون هي المحطة الاخيرة لحربنا مع المرض والذي نحسبه عند الله عز وجل اجرا وثوابا.

آلاف  المواقف والصور كانت حاضرة في ذهني وانا استمع لصديقي الذي قطعت الحكومة علاجه في ألمانيا وهو الذي عانى من الألم لثلاث سنوات دون حل جذري لمعاناته في الكويت، ليحصل على الواسطة المناسبة ليذهب هناك وحيدا دون زوجته وابنائه ليعود بعد شهر من العلاج فقط وهو يجر معه اذيال الهزيمة بحجة ان الدكتور الالماني قد قرر علاجه باستخدام العلاج الطبيعي، يحكي والمرارة والحسره تملأ عباراته وما ذنبي فيما يقرره الدكتور المعالج وما يضعه من خطة علاجية، فمن الطبيعي والبديهي ان لا يلجأ الدكتور المعالج للتدخل الجراحي في بداية العلاج اذ انه يعد حلاً اخيراً في علاج مشاكل الدسك والاعصاب.

نعم هو ليس ذنبك يا صديقي ولا ذنب الدكتور المعالج ايضا، اذ انه ذنب صاحب القرار الذي استسلم للواسطة والمحسوبية، فلو كنت مسلحا بها لما عدت الى الوطن الا متى اردت ذلك، هو حالنا وواقعنا الذي فرض علينا من خلال ادارة فاسدة لا نقوى على اصلاحها الا بالدعاء لها وعليها. اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيك .

خاتمة:

الانسان بطبعه لا يعيش وحيدا، فصديقنا قد تعرف على مجموعة من الخليجيين وكانوا اخوتنا الاماراتيين، فكانوا نعم الصحبة والاخوة، ولكن ما شاهده صديقنا من رعاية لهم من المكتب الصحي وقنصلية حكومتهم الرشيدة جعله يتساءل لماذا لا تفعل وتعمل حكومتنا معنا بالمثل؟

نعم هو سؤال مشروع، والاجابة حاضرة يا صديقي، فوضعنا طبيعي لاننا لا نضع الشخص المناسب في المكان المناسب، واضح؟

زوايا:

1- العلاج والمسنين والايتام، رعايتهم عمل يستدعي مستوى عالياً جدا من الانسانية واليقظة، وفاقد الشيء لا يعطيه، فأنتم فقدتم الاثنين مع الاسف.

2- صديق اخر اوقفت الحكومة علاج اخته الكريمة المريضة بالسرطان، والحمد لله انه يملك من العلاقات التي اجبرت الوزارة على استمرارها في تلقي العلاج.. تخيل انني اشكر الله على وجود الواسطة؟ فالحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.

3- سيطرة الوافدين على المكاتب الصحية وعدم وجود المواطنين لخدمة اخوانهم وابناء وطنهم له انعكاس سلبي على اداء الخدمات والرعاية والمتابعة، الاماراتيون يقولون تعلمنا منكم، مو عيب الحين احنا اللي نتعلم منهم.

4 - سمو رئيس الوزراء، قرأت لك تصريحاً ان تقرير الدكتور المعالج هو الذي سيعتمد في وقف العلاج او استمراره، عذرا يا سمو الرئيس ليس هذا ما يحدث على ارض الواقع او على الاقل ما حدث مع صديقي.

 

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك