لم اجد تفسيرا لضعفها وسوء ادارتها للازمات المتلاحقة.. عادل الرومي متحدثا عن الحكومة

زاوية الكتاب

كتب 961 مشاهدات 0

د. عادل الرومي

النهار

نبض القلم- رسالة إلى معالي وزير المالية المحترم

د. عادل الرومي

 

لا أعلم كيف تدير حكومتنا الرشيدة  وضع استمرار انهيار بورصة الكويت منذ 2008، ولا أعلم كيف لم تعط توجيهاتها وأوامرها إلى الهيئة العامة للاستثمار في دعم سوق الكويت للأوراق المالية، كما ساهمت في دعم أسواق المال العالمية الأخرى خلال الأزمة العالمية.

أجد نفسي ابحث عن سبب واحد يدعو ان تستمر بورصة الكويت في انهيارها المستمر منذ 2008 وحتى يومنا ، ولم اجد تفسيرا لضعف الحكومة في سوء ادارتها للازمات المتلاحقة ومنها أزمة انهيار بورصة الكويت، ولم اجد السبب الذي يمنع أغنى حكومة في المساهمة  كباقي حكومات العالم جميعها في علاج مشكلة انهيار البورصة، ولم اجد من أهل الاختصاص في هيئة أسواق المال ذوي الرواتب الفلكية سببا يمنعهم من إيجاد الحلول والتوصيات المناسبة لعلاج هذه المشكلة التي تأثر بها كثير جدا من مدخرات الشعب الكويتي ، في وقت كان فيه برميل النفط يباع بسعر120 دولارا ويدخل الفائض في خزائن الدولة...

مرت البورصة في سنوات كثيرة ومنذ تأسيسها بأزمات اقوى وأمرّ كأزمة المناخ، وأزمة الحرب العراقية - الإيرانية ، وأزمة الغزو الغاشم ثم ازمة انخفاض سعر النفط الذي وصل وقتها 8 دولارات للبرميل، وغيرها من الأزمات الكثيرة التي هزت كيان الاقتصاد الكويتي في ذاك الوقت، وكانت الحكومة وقتها تخرج بحلول سريعة وفورية يتم تطبيقها بالعمل الجاد على الواقع فكانت بورصة الكويت بعدها تتعافى بأسرع من سرعة البرق، وقتها كنا نملك حكومة حكيمة وذات بعد نظر ومجلس أمة قوياً وفعالاً يعمل مع الشعب وليس ضد مصالحه، وإدارة حكومية بسواعد الكويتيين أهل الاختصاص وليست كما هي اليوم، وحتى وقتها لم تكن هناك هيئة سوق مال ولا حتى نظم حاسب الآلي متطورة، الا انه وقتها كان القرار هو قرار اقتصادي بالدرجة الاولى وليس قراراً سياسياً كما تمارسه الحكومة الآن، فدمرت ومازالت تدمر بورصة الكويت من تاريخ الأزمة حتى هذه اللحظة، مرت علينا علينا 8 سنوات عجاف ضاعت فيها مدخرات المستثمرين من أهل الكويت وأغلبهم فئة المتقاعدين البسطاء في بورصة الكويت، وفي بورصة اغنى بقعة في العالم ، فالكويت تحتل تصنيفا ائتمانيا عالميا AA، ونظرة مستقبلية مستقرة كما ذكرته تقارير كبريات شركات التصنيف العالمية كشركة استاندرز اند بور وشركة فيتش، تمتلك الكويت خامس اكبر صندوق سيادي في العالم بقيمة 548 مليار دولار أميركي يستثمر بالكامل خارج الكويت ولا يخصص ولو جزءاً بسيطاً منه داخل الكويت لحل مشكلة بورصة الكويت العجوز ، تمتلك الكويت اكبر احتياطي نفطي في العالم يقدر بـ 102 مليار برميل نفط يمثل 10 في المئة من احتياطيات العالم من النفط، وتحتفظ الكويت باحتياطي ذهب يقدر 80 طنا، يضعها بالترتيب الـ 38 عالميا والـ 6 عربيا، وتتمتع الكويت بجهاز مصرفي متين واستقرار مالي عالي ، وتحتفظ المصارف الكويتية بسيولة عالية جدا وفقا لمعايير بازل 3.

في بورصة الكويت  نجد اغلب الشركات اسعارها السوقية اقل بكثير جدا من اسعارها الدفترية، وفي بورصة الكويت بدأت تخرج الشركات الجيدة بسبب يأسها من علاج مشكلة انهيار السوق التي استمرت 8 سنوات بلا حل، والتي تؤثر قيم أسهمها السوقية على حجم اصولها الاستثمارية في ميزانياتها.

مع كل تلك المعطيات والمؤشرات الإيجابية للاقتصاد الكويتي المتين، هل من اجابة  من حكومتنا الرشيدة عن أسباب استمرار مرآة الاقتصاد الكويتي مكسورة  ولم يتم إصلاحها حتى يومنا هذا؟ 

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك