بالفصحى أحلى.. بقلم محمد السداني

زاوية الكتاب

كتب 950 مشاهدات 0

محمد السداني

الراي

سدانيات- بالفصحى أحلى

محمد السداني

 

ست ممن يؤمنون بنظرية المؤامرة على العرب والعربية، ولكني متابع جيد لما آلت إليه اللغة العربية من إهمال في الاستخدام وعزوف في التعليم. وكثيراً ما يجول في خاطري عن سبب هذه الظواهر التي آلت بنا إلى هذا المستوى من التردي في التعاطي مع لغتنا التي تحمل كلام الله - عز وجل - وكلام نبيه - صلى الله عليه وسلم - فوجدت أنَّنا نعرف لغتين عربيتين، لغة فصحى تحمل أخبار الأولين والآخرين، ثقيلة بألفاظها ومعانيها، تصعب على العربي الذي يعيش على شواطئ دبي وبيروت والقاهرة، وتصلح لمن يسكن الصحراء ويعايش الإبل والكثبان.

ونعرف لغة خفيفة بيضاء فصحى ولكنها ممزوجة ببعض من العامية التي تجعلها مستساغة لدى متحدثيها، فالأولى نفر منها أبناؤها وصارت تسكن المكتبات والكتب القديمة، والثانية تجري على لسان المعلمين والأكاديميين والإعلاميين، سهلة سلسة.

لا تعاني اللغة العربية من نظرية للمؤامرة من الغرب، ولكنَّ أبناءها يعانون - عقدة الخواجة - في التعاطي معها، فنجد أقوى سلاح للتأثير ألا وهو الإعلام يضع معلم اللغة العربية، مثالا للسخرية والضحك، وهذا ليس وليد اللحظة وإنما منذ ما يقارب قرناً من الزمن، فبدأ الإعلام المصري برسم صورة المعلم مهزوز الشخصية وكان هذا المعلم بكل تأكيد - معلم اللغة العربية - فجاءت شخصية أستاذ شرفنطح لمحمد كمال المصري وأستاذ حمام لنجيب الريحاني وأخيرا أستاذ - أبو العلمين - لمحمد هنيدي... وكل هذه الشخصيات تسخر وتحط من مقام اللغة ومعلمها.

نحن نحتاج قبل تعليم اللغة العربية لأطفالنا، أنَّ نحترم لغة نقلت أعظم كلام عرفه الإنسان، وأن نحترم رجلا درس وتفقَّه في لغة تحمل من القواعد ما لا يحمله البعير. فإذا احترمنا لغتنا ساغت وسهلت وصارت عوناً لنا في فهم ما يحيط بنا من تطور متسارع جعلنا نلهث وراء لغات أكثر تطوراً بسبب احترام أبنائها لها.

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك