الأزمة الحالية لن تحلها انتخابات جديدة بل مناخ سياسي صحي..بوجهة نظر محمد المطني

زاوية الكتاب

كتب 418 مشاهدات 0

محمد المطني

النهار

نقش- «مو سالفة انتخابات»

محمد المطني

 

تفاعل الناس الضعيف مع الأخبار التي يسعى رجال السياسة لترويجها وإن صدقت حول حل المجلس وما فعلوه من تدافع مكشوف لتقديم الاستجوابات وخصوصا المتعلقة برفض القرارات التي تمس جيب المواطن حول البنزين وغيره أمر له أسبابه ومقدماته. الناس الذين يريدون رجل السياسة تسجيل النقاط عليهم بما يقوم به اليوم في استجواباته الفارغة وتصريحاته الرنانة حول رفضه لتوجه الحكومة نحو دخول المواطنين لسد عجز سببه سوء ادارة الحكومة للموارد هم نفس الناس الذين تابعوا ما قام به هذا البرلمان المعجزة من تمرير عشرات القوانين دون مناقشة ولا دراسة، وهم نفس الناس الذين تشبعوا من الأحاديث المملة الساذجة حول الأجيال القادمة والتنمية الوهمية والتطور الذي لم نشاهده.

ما يحدث اليوم من محاولات لاحياء مجلس يعاني من عدم تقبل الناس لوجوده ولا لدوره أمر طبيعي وسببه لا الأشخاص ولا نوعية المتواجدين مثلما يردد البعض بحسن نية، الأزمة سببها متجذر ولن تحله انتخابات جديدة ولا تغيير الوجوه بل بالتوجه مباشرة نحو المرض وعلاجه. ما نعاني منه يا سادة هو عدم وجود بيئة سياسية صحية ولا يمكن الاستمرار والوصول لبر النجاة في الجانب السياسي دون وقفة مع النفس وتشخيص للمرض الحقيقي وهو تذبذب نظامنا السياسي وعدم وضوحه، لا يمكن فك ما يحدث دون التوجه لتغيير الأداة نحو الوصول لحياة ديموقراطية حقيقية كاملة الدسم تحتوي أنظمة حزبية تقدم برامجها وأفكارها لتتمكن من الوصول إلى بيئة يختار فيها المواطن ما يريد لمستقبله ثم يحاسب من اختارهم.

أما اذا استمر الوضع فتستمر مثل النتائج ولو غيرنا الأشخاص، سيستمر رجال السياسة في ابتزاز الناس عن طريق اللعب على آلامهم واحتياجاتهم وستستمر الحكومة بتعزيز هذا النمط عن طريق حنفية المعاملات وسنضطر في كل مرة إلى التعويل على وعي الشعب الذي انحشر بين مطرقة الحاجة وسندان مصلحة البلد، اللهم بلغت اللهم فاشهد. تفاءلوا.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك