يا ترى كم وزيرا مرّ على الكويت وتغاضى عن كشف الفاسدين؟.. يتسائل وليد الغانم

القبس

معالي الوزير .. ألا تبرُّ بقسمك؟!

وليد الغانم

وزير حالي، قدم اليه مواطنون شكاوى محددة ضد احد المسؤولين في وزارته ممن اعتادوا تلقي الرشى لانجاز المهمات غير القانونية، لم تكن الشكاوى غامضة ولا الاتهامات مرسلة، وانما معززة بادلة وبراهين تكفي لاغراق هذا المسؤول في بحر الشبهات، وكان من المتوقع ان يبادر هذا الوزير الى اتخاذ الاجراءات القانونية الكفيلة بتطهير وزارته واشهار سيف الاصلاح ضد هذا المسؤول الفاسد، وللاسف تناسى معالي الوزير قسمه وتقهقر في الوفاء بعهده وفضل السكوت والتغافل عن هذه الواقعة المشينة.

ثمة سؤال محير حقا، لماذا يخاف بعض الوزراء من تطبيق الاصلاحات الحقيقية والجادة في وزاراتهم والمؤسسات التابعة لهم رغم معرفتهم بمواقعها ومنافذها؟ لماذا يتراجع بعض الوزراء عن تنفيذ سياسات التطهير الاداري في وزاراتهم على الرغم من معرفتهم بحقائق الفاسدين وشخصياتهم؟ لماذا يهرب بعض الوزراء من محاسبة اهل التجاوزات والالاعيب في وزاراتهم على الرغم من ثبوتها على فاعليها بتقارير موثقة وادلة مؤكدة حتى فاحت رائحة البعض منهم؟

اغلب الوزراء قبل توليهم مناصبهم قد ابدعوا في التنظير الحالم والخطابات المنمقة والنقد الحاد لمواقع الفساد الحكومي، إما في مقالاتهم او مقابلاتهم او طروحاتهم السياسية، ثم تأتي ساعة الحقيقة ويقعون تحت الاختبار الواقعي في تنفيذ المبادئ الجميلة التي كانوا يصرحون بها، فاذا بهم يتراجعون عما قالوا وينسون ما كانوا يطالبون به ويقعون تحت فتنة حماية الفاسدين والتستر عليهم!

لهذا الانقلاب المشين في شخصية بعض اولئك الوزراء اسبابه، فبعضهم يخاف من مواجهة الفاسدين، وبعضهم له مصلحة في بقاء الفاسدين، وبعضهم يخشى من كشف الفاسدين فيتحمل مسؤولية سياسية قد تفقده منصبه، وبعضهم بالاساس لم يكن من المصلحين وانما كان مخادعا في طروحاته ومبادئه التي سبق له الدعوة اليها، فلما تولى المنصب وفتحت امامه الدنيا كما يظن، اظهر وجهه الحقيقي الذي اخفاه عن الناس ولم يكن خافيا على المولى جل جلاله.

يا ترى كم وزيرا ووزيرا مرّ على الكويت وتغاضى عن كشف الفاسدين؟ وكم وزيرا ووزيرا عرف مواطن الاصلاح لكنه تحاشى الدخول اليها؟ وكم وزيرا ووزيرا تلوثت يداه وافعاله واقواله بالفساد والحرام والمنكر، وهو يرفع شعار الامانة والصدق امام الناس؟ معالي «الوزير المقصود» ندعوك الى اتباع «الاصلاح» ومباشرة امانتك، ولا تخن قسمك فهل تفعل؟.. والله الموفق.