تأتي في ظروف حساسة تمر بها المنطقة.. حمد العصيدان متحدثا عن زيارة خادم الحرمين للكويت

زاوية الكتاب

كتب 491 مشاهدات 0

حمد العصيدان

الراي

من زاوية أخرى - خادم الحرمين الشريفين ... قلوبنا مسكنكم

حمد العصيدان

 

بترحيب كبير، واحتفالية غير عادية، استقبلت الكويت أمس، ضيفها الكبيرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي يختتم في البلاد جولة خليجية، شملت كلا من الإمارات العربية وقطر والبحرين.

 

ولا شك أن هذه الزيارة التاريخية غير المسبوقة، والتي فتحت لها قلوب الكويت وأهلها قبل أن تفتح أبوابها، خطوة مهمة في مسيرة طويلة من العلاقات الطويلة والمتميزة بين الكويت وشقيقتها الكبرى، والتي أثمرت نموذجاً فريداً من التحالف والتعاون والترابط، بصورة قلّ نظيرها في المجتمع الدولي. فالعلاقات بين البلدين ظلت، عبر الزمن، تتواصل تعضيدا وقوة على كل المستويات، وتشهد تنسيقا ثنائيا لإعلاء المصالح المشتركة ومواجهة الأخطار المحدقة بالمنطقة.

ولعل ما يزيد من أهمية زيارة خادم الحرمين الشريفين أنها الأولى للكويت بعد توليه مقاليد الحكم، يضاف إلى ذلك أنها تأتي في ظروف حساسة تمر بها المنطقة وتستوجب التنسيق والتشاور بشأنها. وهناك ملفات قوية تفرض نفسها على جدول الزيارة، أولها مشكلة الإرهاب الذي يعصف بدول عربية، ويطل برأسه بين كل فترة وأخرى على منطقة الخليج، ما يتطلب العمل الخليجي المشترك لمواجهته ومنع امتداده إلى دول الخليج، إضافة إلى ملف اليمن واستمرار المتمردين الحوثيين وميليشيا صالح في تحدي المجتمع الدولي في انقلابهم على الشرعية، وهو أمر له تأثيرات التي يجب مواجهتها، ولاسيما ما يشكله اليمن من موقع جغرافي يقع في خاصرة الخليج، وعدم استقراره سيلقي بظلاله على دوله.

ومن ملفات الزيارة كذلك التنسيق المشترك لمواجهة انخفاض أسعار النفط العالمي وتأثيراته على ميزانيات وخطط دول الخليج، ما يعني ضرورة بذل الجهود للحفاظ على استقرار أسعاره بشكل يحفظ للدول استقرارها الاقتصادي، أضف إلى ذلك القضية الأبرز التي طرحت منذ سنوات ولاتزال مطروحة على طاولات البحث والدراسة، ونقصد بها تطوير منظومة دول مجلس التعاون إلى مرحلة التكامل وصولا إلى الاتحاد الخليجي، وهو ملف يفرض نفسه بقوة في ظل التكالب العالمي والإقليمي الذي يعمل للنيل من استقرار الدول، وهو أمر يدعو اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى تفعيل مسألة الاتحاد الخليجي الذي يشكل ضمانة لاستقرار وأمن المنطقة.

ولا شك أن الحكمة والخبرة اللتين يتمتع بهما سمو الأمير وخادم الحرمين الشريفين ستسهمان في إعطاء الزيارة أهميتها، وجعل نتائج المحادثات ذات جدوى كبيرة، ولاسيما أنها تأتي بعد قمة البحرين الخليجية، ما يعني متابعة نتائج تلك القمة ومناقشة الملح من قراراتها، ولعل ما يساعد على نجاح الزيارة التي بدت بوادرها قبيل وصول خادم الحرمين الشريفين، تميز العلاقات الكويتية - السعودية في شتى النواحي الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية، فالبلدان كانا، وسيظلان دائما، في خندق واحد وما يمس الكويت يمس السعودية، والعكس كذلك.

وأقرب حدث يؤكد ما قلناه موقف السعودية من كارثة الغزو العراقي الغادر، ودورها الحاسم والفاعل والمؤثر في تحرير البلاد وعودة القيادة الشرعية، إضافة إلى فتح المملكة بيوتها للقيادة والشعب الكويتي الذي وجد كل رعاية واهتمام بتوجيهات كريمة من الملك سلمان الذي كان في ذلك الوقت أميراً لمنطقة الرياض.

ونحن، وكل مواطن كويتي، نرحب بجلالة الملك في بلده وبين أهله، ومحبيه، ونؤكد أننا على يقين بأن مسار العلاقات بين البلدين الشقيقين سيشهد مزيدا من التلاحم والترابط والتكامل في جميع المجالات بما يخدم تطلعات قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين والمسيرة المباركة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ولاسيما أن هناك إصرارا من قيادتي البلدين على العمل معا لتحقيق تطلعات الشعبين بالرفعة والرقي وترسيخ اللحمة الكويتية السعودية وتعزيز مضامين التعاون الإسلامي والإسهام البناء نحو تحقيق السلام والرفاه للشعوب العربية والإسلامية وفي العالم.

فحللتم سهلا يا جلالة الملك، ووطئتم سهلا وإقامة طيبة في ربوع بلدكم الكويت.

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك