هناك أسباباً كثيرة لتعرقل أو لفشل الثورة السورية.. كما يرى وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 1250 مشاهدات 0

وائل الحساوي

الراي

نسمات - مَنْ سيفوز بكاترينا؟!

د. وائل الحساوي

 

لم تدع معلمة التربية البدنية كاترينا مكليوريني وسيلة لمناشدة العالم من أجل إنقاذ مدينتها في البرازيل من آفة الفقر لم تفعلها، لكن جميع محاولاتها باءت بالفشل، وبعد عام كامل من مناشداتها أعلنت تلك الحسناء البرازيلية ذات العشرين عاماً عبر الإنترنت عن بيع عذريتها في مزاد عالمي من أجل مساعدة الفقراء وبناء دور للسكن تؤوي فيها أبناء مدينتها من حر الصيف وبرد الشتاء! أثار ذلك الخبر جدلاً كبيراً في البرازيل وهجوماً شديداً عليها من الصحف، وقد بلغ عدد المشاركين في المزاد العالمي 890 رجل أعمال من جميع دول العالم!

دفع رجل أعمال عربي لها 1.5 مليون دولار من أجل النيل بعذريتها، مما آثار صدمة كبيرة لدى كاترينا خصوصا وإنها تزامنت مع وقع الأحداث السورية العام 2011 وزيادة المشردين السوريين!

في اليوم التالي ألغت كاترينا المزاد ووجهت رسالة إلى رجل الاعمال مفادها «لو أنكم تفكرون ساعة واحدة في اليوم في الفقراء بدلاً من رغباتكم الجنسية لقضيتم على الفقر في بلادكم».

لقد تحولت كاترينا إلى نجمة عالمية في برنامج تلفزيون الواقع، وتبنت الوكالة جميع الدور السكنية ومساعدة الفقراء في مدينتها، ومازال العالم يكرر بأن الشرف في عقولكم، في ضمائركم، في قلوبكم، لا في أعضائكم التناسلية!

مرت ذكرى ست سنوات منذ اندلعت الثورة السورية ضد النظام المجرم، نظام الأسد، لكن هذه الثورة قد عانت من الفشل والإحباطات الكثيرة وما زال يتلاعب بها الجميع كالكرة في أيدي الصبيان، ولا يبدو في المستقبل المنظور لها حل!!

لا شك أن هناك أسباباً كثيرة لتعرقل أو لفشل الثورة السورية لكن من أهم هذه الأسباب هو وجود الكثير من أمثال رجل الأعمال العربي الذي لديه الاستعداد لإنفاق الملايين على شهواته وملذاته بينما لا يهتم بإنفاق فلس واحد على دعم إخوانه الذين يذبحون يوميا كذبح الفراخ!!

الإحصاءات الرسمية تقول بأن 470 ألف سوري قتلوا خلال ست سنوات، وأكثر من مليوني جريح وأكثر من 12 مليون مهجر، ودمار كامل للبلد ومجاعات وأمراض، فإذا لم تحرك هذه الإحصائيات القلوب الميتة فماذا سيحركها؟

سلطان العلماء يهزم التتار؟!

بعد أن ظهر خطر التتار ووصول أخبار فظائعهم خلال زحفهم على العالم الإسلامي، أمر سيف الدين قطز بجمع الأموال من الرعية للإعداد للحرب، لكن سلطان العلماء العز بن عبدالسلام وقف في وجهه وطالبه ألا يؤخذ شيء من الناس إلا بعد إفراغ بيت المال، وبعد أن يخرج الأمراء وكبار التجار من أموالهم وذهبهم المقادير التي تتناسب مع غناهم حتى يتساوى الجميع في الإنفاق فما كان من قطز إلا أن نزل على حكم العز بن عبدالسلام فجمعوا أموالاً كثيرة مولوا بها حملتهم ضد التتار.

كما اشتهر سلطان العلماء بفتواه الجريئة بعدم جواز تولي الإمارة للمماليك الذين اشتراهم نجم الدين أيوب فهم في حكم العبيد، فما كان منه بعد رفض الصالح أيوب فتواه إلا أن خلع نفسه من منصبه ثم خرج من مصر فخرج معه آلاف العلماء والصالحين بل خرج معه النساء والصبيان تأييدا له فما كان من الملك الصالح نجم الدين أيوب إلا أن لحق به ليسترضيه فقال له الشيخ: أن أردت أن يتولى هؤلاء الأمراء مناصبهم فلا بد أن يباعوا أولا، ثم يعتقوا ويدخل ثمن بيعهم بيت مال المسلمين فوافقه الملك!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك