الأوقاف: عدم انقاذ المريض.. إثم

محليات وبرلمان

3912 مشاهدات 0


على «أصوات» الأجهزة الطبية و«صور» الرسومات البيانية في المستشفيات والتي تتسارع او تبطئ حسب نبض المرضى، تجد في الطرقات ذوي المرضى شاحبة وجوههم من آثار «التعب»، حيث رسمت حول عيونهم «الهالات السوداء» نتيجة «للسهر»، فهم ينتظرون أي بصيصين نور يمدهم بـ«الأمل» في ان يعود اليهم مريضهم الذي اصبح طريح «الفراش» ويتنفس بالاجهزة الى الحياة من جديد، او ان يظل على حالته دون ان يخسره الى الأبد، وفي المقابل، ينتظر مرضى آخرون ـ لديهم نسبة عالية من الشفاء اذا اخذوا نفس الرعاية على هذه الاجهزة ـ لساعات وأيام طويلة لكي يحصلوا على مكان في المستشفى، أملا في نفس العلاج الذي يتلقاه مرضى ميؤوس من علاجهم ظلوا لسنوات على هذه الاجهزة ربما دون جدوى او أمل في الشفاء.

وبين هذا، وذاك، تبنت وزارة الصحة فكرة استحداث نص لقانون مزاولة مهنة الطب البشري والأسنان والمهن المعاونة يسمح بمقتضاه للطبيب المعالج اذا ثبت عدم جدوى إنعاش «المريض الميؤوس من شفائه» بعدم استمراره في تلاقي العلاج وإتاحة الفرصة لمريض اخرى يمكن شفاؤه بالعلاج على هذه الاجهزة، وطلبت «الصحة» الفتوى الشرعية من وزارة «الأوقاف» تستفتيها في هذا الامر. وبررت وزارة «الصحة» اسباب طلبها ذلك، مؤكدة لوزارة «الأوقاف» ان استخدام هذا النوع من العلاج، قد ينتج عنه بقاء الطفل او المريض على تلك الأجهزة لسنوات طويلة في قسم العناية المركزة دون شفاء مرضه الأصلي واعتماده على تلك الأجهزة، يتسبب في ضرر او وفاة طفل او مريض آخر طبيعي كان في امس الحاجة لتلك العلاجات او عبر هذه الأجهزة وتعيده الى حالته الطبيعية قبل سقمه.
أمثلة

وضربت «الصحة» عدة أمثلة على ذلك، فكان الاول منها: اذا كان الطفل او المريض بحالة عجز شديد عقليا او جسمانيا او كليهما مثل «الشلل الدماغي» بحيث انه لا يحرك يديه او رجليه ومصاب بتخلف عقلي، ولا يرجى برؤه، فهل يحق لثلاثة اطباء متخصصين اتخاذ القرار بعدم اجراء الانعاش في حالة حدوث توقف للقلب، معللين ذلك بأنه قد يعيش لسنوات ولكن بنفس الوضع السابق ويكون على اجهزة التنفس والدعم الطبي في العناية المركزة؟

والثاني: اذا تم تشخيص الطفل بمرض جيني يصاحبه ضعف شديد في عضلات التنفس ولا يرجى برؤه، وغالبا ما يموت مثله في الأشهر الاولى من عمره.

والثالث: اذا كان المريض يعاني مرحلة متقدمة جدا بمرض السرطان، بحيث لا يرجى برؤه، وحدث معه توقف مفاجئ في القلب والرئتين.
آثم

وفي المقابل، ردت وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية على وزارة الصحة، قائلة: على كل من يقدر على إنقاذ «المريض» من الموت من خلال استعمال «آلة» او «دواء» او غير ذلك يظن انه يحفظ له حياته، ولو إلى امد قصير فعليه ان يبذل جهده في ذلك ولا يكلف بأكثر من ذلك، ويستوي في هذا ان يكون المريض ذكرا او أنثى صغيرا او كبيرا، مشيرا إلى انه اذا امتنع عن ذلك مع المقدرة عليه فهو «آثم»، اما لو عجز عن مساعدته لانعدام «الدواء» او الأجهزة الطبية مثلا، ثم مات المريض فلا «إثم» عليه.

الآن - الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك