أكثر ما يذهب ببركة البلد وخيرها وأرزاق شعبها هو تفشي الفساد وانتشار المفسدين.. بوجهة نظر ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 1035 مشاهدات 0

ناصر المطيري

النهار

خارج التغطية- قحط الشتاء وما كسبت أيدي الناس

ناصر المطيري

 

قدّر الله جل وعلا أن يكون موسم شتاء هذا العام جافا أمسكت فيه السماء عن المطر وأجدبت الأرض، فقلت البركة وتبدل الطقس من نسمات ربيعية منعشة الى غبار وتقلبات جوية وهواء يمتلئ بالملوثات والأمراض والحمدلله على ما قدر وشاء..

ولأن لله في خلقه شؤون وأن ما يصيب البشر من شر هو مما كسبته أيديهم من إثم أو ظلم، فيمحق الله البركة بقدر ما يصيب النفوس من شح ويشوبها من بغضاء وتحاسد وظلم أو فساد.

ومن يتبصر بأحوال الأمة اليوم يجد أن البركة منزوعة من رزقنا، فالعبرة الحقيقية ليست بوفرة النقود وزيادة الأجور بل هي البركة، ان بارك الله في المال ضاعفه، أما أن محقت البركة فتضعف قيمة النقود ويحل الغلاء، فالبركة بدينار واحد أطيب من مئة دينار منزوعة البركة..

المفارقة العجيبة أن كل ما ننعم به من الرخاء الاقتصادي وما فاضت به خزائن الدولة من أموال أنعم الله بها وما دخل جيوب الناس من رزق وزيادة في الموارد المالية الا أن الشعور بعدم الاكتفاء والحاجة للمزيد اصبح شعورا عاما بسبب ما يواجهه الناس من غلاء وارتفاع تكاليف الحياة المادية وازدياد أعباء المواطن.

ولعل أكثر ما يذهب ببركة البلد وخيرها وأرزاق شعبها هو تفشي الفساد وانتشار المفسدين من آكلي السحت المتجاوزين على القانون وحقوق الناس، يقول الله تعالى في كتابه العزيز: «ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس».. ويقول رب العزة والجلال: «ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض» هذا هو العلاج الحقيقي لتحقيق البركة في المال والحال.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك