عبدالله الموسوي يكتب عن معاناة البدون في لهيب الصيف، محذرا من أن نراهم يوما ينتحرون جماعيا بسبب ضنك العيش في بلد الخير

زاوية الكتاب

كتب 2281 مشاهدات 0



علمتني الحياة
البدون و«الصيف» والموت
عبدالله الموسوي 

 
 
بدأت العطلة الصيفية وبدأت إجازة نواب مجلس الأمة ولم يتم ذكر الكثير من القضايا التي كانوا يعدون بها ناخبيهم ومن أهم تلك القضايا هي قضية البدون، هل فكر النواب الذين سيقضون اجازتهم الصيفية في ربوع جنيف وباريس ولندن وغيرها من بلدان العالم هربا من الغبار والعوافير والحرارة التي تصل السبعين في الكويت ما الذي يعانيه ويقاسيه هؤلاء؟.

إن البدون بشر خلقهم الله الذي خلق الكون وخلق النواب والوزراء والأغنياء والفقراء وخلق الجنة والنار، كيف يكون هنا في دولة مثل الكويت جمعية أو مؤسسة لحماية البيئة والحيوان ولا توجد جمعية أو مؤسسة للحماية والمطالبة بحقوق «الإنسان البدون»؟

عندما يسافر النائب وهو مرتاح مطمئن البال «لشم الهوا» هنا وهناك هل يفكر في الإنسان البدون ماذا يفعل حينها في الصيف اللاهب؟

أين يسكن ماذا يعمل وكيف يكسب رزقه؟ ألا يفكر الإنسان النائب في الإنسان البدون عندما يعمل في كثير من المجالات؟ لأنه من السهل أن يعفى من رأس عمله لأنه بدون ولا يمكنه أن يطالب بأبسط حقوقه إذ أنه لا يملك هوية رسمية تثبت شخصيته عندها لا يمكنه إبرام عقد رسمي ليكفل حقوقه بالتالي من رئيس عمله !

لقد أصبح «البدون» اناسا بلا أمل ولا هدف ولا رجاء في هذه الحياة إلا رحمة الله وينتظرون ساعة الموت لتذيقهم طعم الراحة فلا يمكن لهم أن يحسوا بطعم الأمان والاستقرار دون أمان وظيفي ومعيشي، «البدون» ينطبق عليهم اسم لا مكان لا زمان لا وطن ولا هوية، ما الذي سيحل بهم أكثر مما حل؟ إنهم أشقياء فمنهم فقراء ومتسولون ومنهم من اتجه للجريمة والسرقة ومنهم صار بائعا للمخدرات وغيرها مما لا يحمده البشر، أليس لتلك الجرائم دوافع؟ قد تكون هناك ام تحتاج لدواء أو لمأوى، أو أب يحتاج لشربة ماء أو لقمة يسد بها الرمق !، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، أخشى أن نرى البدون يوما ما بحركة انتحار جماعية كالزواج الجماعي «ولكن مع الموت» بسبب ضنك العيش في بلد الخير التي تعطي خيرها للشرق والغرب مهما بعد دون ابنائها الذين لا يعرفون غيرها، أو ينتظرون الموت لكي يرحمهم من الحياة حيث لا حياة.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك