معبرا عن ألمه لإثارة النعرات الطائفية والقبلية

محليات وبرلمان

أمير البلاد : لن نسمح لكائن بالمساس بالنسيج الوطني

2241 مشاهدات 0


وجه صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح مساء اليوم كلمة بمناسبة العشر الاواخر من شهر رمضان المبارك فيما يلي نصها:

 بسم الله الرحمن الرحيم (ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة) صدق الله العظيم الحمد لله رب العالمين اله الأولين والآخرين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأجمعين.
نحمد الله تبارك وتعالى حمدا يليق بجلاله وعظيم سلطانه ونشكره على ما أفاء به علينا من خير وعطاء واحسان وبما احاطنا به من مودة وتواصل واخاء ضارعين اليه في هذا الشهر الفضيل وهذه الايام المباركة أن يتقبل صيامنا وقيامنا وصالح اعمالنا وان يحفظ وطننا العزيز ويجعله آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين ويحقق كل ما ننشده له من عزة ورفعة ورخاء.
أهنكم بشهر رمضان المبارك وبالعشر الاواخر منه أعاده الله على وطننا العزيز وعلى امتينا العربية والاسلامية بوافر الخير واليمن والبركات.
ان حديث العشر الأواخر من رمضان له عندي خصوصية وأهمية وحبا لما تحمله هذه الليالي العشر من روحانية خاصة لدينا جميعا وحسبكم ايها الاخوة والاخوات بهذه الليالي العشر التي خصها الرحمن بليلة هي خير من الف شهر وجعلها موسما للمغفرة والرحمة والعتق من النار.
اخواني وأخواتي عايشنا جميعا طوال الشهر الماضي بكل الألم والأسى حادث حريق الجهراء المؤسف الذي اودى بحياة واصابة العشرات من الامهات والبنات والابناء والذي توحدت فيه مشاعر المواطنين والمقيمين تجاه هذه الفاجعة وتعاطفهم مع اسر الضحايا مجسدين بذلك اصالة شعبنا الوفي وتكاتفه بالسراء والضراء.
شاكرين ومثمنين في الوقت ذاته تعازي ومواساة اخواننا واصدقائنا اصحاب الجلالة والفخامة والسمو وقادة الدول الشقيقة والصديقة بهذا الحادث المفجع وتعاطفهم معنا.
مبتهلين الى المولى تعالى في هذا الشهر الكريم أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته ويلهم ذويهم جميل الصبر وحسن العزاء وان يمن على المصابين بسرعة الشفاء والعافية.

- اخواني واخواتي ان الكويت هي الكيان الذي يجمعنا وهي الوجود الثابت والملاذ الامن لنا جميعا حافظ عليها اهلنا على مر الازمان فكان منهم الشهداء الذين روت دماؤهم الزكية ارضها الطاهرة وكان منهم الشرفاء الذين قامت على اكتافهم نهضتها ولايزال فيها الاوفياء العاملين في خدمتها بحب واخلاص فاضحى كل فرد على هذه الاض راعيا ومسؤولا عن رعيته حافظا لامانة المسؤولية التي تقتضي الاخلاص في العمل والصدق في القول والايثار في المحبة.
ولعل في طليعة المسؤوليات الملقاة على عاتق كل مواطن التزامه بدينه واعتزازه بوطنيته والتمسك بما يدعو اليه من مكارم الاخلاق والبعد عن الفتنة والفاحش من القول والعمل واحترام القوانين التي ارتضيناها لانفسنا وشرعناها لحفظ الحقوق وبيان الواجبات وتنظيم شؤون المواطنين والتي علينا الالتزام بها وتطبيقها على الجميع ومنها ايضا احترام ما ورثناه من قيم وتقاليد داعية للفضائل والتراحم والتواصل ووحدة الصف ونبذ الخلافات.
اخواني واخواتي لا يخفى عليكم ما يشهده العالم من حولنا من تطورات متسارعة وتغيرات مستجدة واحداث مؤلمة لسنا بمعزل عنها يتوجب علينا ازاءها ان نعي حجمنا وامكانياتنا وان نستخلص العبر والعظات منها فنكون صفا واحدا في مواجهتها حكماء في التعامل معها مقتدين بسلوك الاباء والاجداد الذين كانت افعالهم ومواقفهم خير دليل على حب هذا الوطن والحفاظ على امنه واستقراره ووحدته الوطنية.
اخواني واخواتي لقد المني ما قرأت وتابعت وسمعت من تصنيفات وتقسيمات لابناء الوطن واثارة للنعرات الطائفية والقبلية وهي تصنيفات ومسميات لم نعتد عليها ولم نكن نعرفها او نقبل بها في وطن واحد ولا يفرق بين ابنائه.
وعلينا ان نتذكر ان وحدتنا الوطنية هي التي جمعت اهل الكويت في احلك الظروف والمحن وان الحفاظ عليها وصونها من كيد العابثين والحاقدين واجب وطني مقدس ولن اسمح لكائن من كان بالمساس او العبث في نسيجنا الوطني واذ كانت حرية القول والعمل مكفولة للجميع فان ذلك لا يعني سوء استخدامها والاساءة للوطن وثوابته بل الواجب ان يكون ذلك مدعاة لتوحيد الصفوف في مواجهة كل من يريد بهذا الوطن سوءا او تفرقة بين ابنائه وتعكيرا لصفو امنه واستقراره.

 - وانني اكرر دعوتي لوسائل اعلامنا المسموع والمقروء والمرئي ان تحفظ للحرية مساحتها المقبولة وان تلتزم في ممارسة دورها حدود المسؤولية الملقاه عليها وان لا تكون أدوات ووسائل لبث الفتنة والفوضى والشقاق والصراع بين فئات المجتمع.
إن الواجب يملي على وسائل إعلامنا المختلفة أن تكون منارات هدى ووعي تمارس نقدها برزانة وتبرز ما تريد إبرازه بمصداقية دون تهويل وأن تنتقد ما تريده دون تضليل.
فنحن بحاجة إلى كل جهد مخلص يزيد من تلاحم مجتمعنا ويقوي أواصر المحبة والترابط فيه ويبرز القيم الفاضلة والنبيلة له ويوحد صفوفنا لنكون يدا واحدة قادرة على بناء هذا الوطن الذي يزخر بالخيرات وبالاوفياء من أبنائه.
فالعالم من حولنا في سباق محموم لاخذ زمام المبادرة في كل المجالات ولابد لنا من مواكبة هذا الركب دون تقاعس أو تباطؤ.
إن من أهم أسباب تخلف الأمم كثرة الجدل وقلة العمل فاستبدلوا الجدل بالعمل والتفرقة بالتكاتف والخلاف بالتسامح ولنعلم بأن العمل عبادة وبأن وطننا بحاجة إلى كل عمل دؤوب وليكن رائدنا في حب الوطن العمل المخلص والقول الصادق والايثار الواضح لوطننا الكويت الذي لم يبخل على أبنائه بشيء.
إخواني وأخواتي يعاني وطننا العزيز كغيره من دول أجمع من مخاطر انتشار أنفلونزا الخنازير وقد اتخذت الأجهزة المختصة في الدولة الإجراءات الكفيلة لمواجهة هذا المرض وعملت على تكثيف الحملات التوعوية والارشادية لتجنب الاصابة به ونحمد الله تعالى أن انتشارها لازال في أدنى حدودها حسب الاحصاءات العالمية.
سائلين المولى تعالى أن يحفظ وطننا الغالي وشعبنا الكريم والمقيمين على أرضه من هذا المرض وأن ينعم على المصابين بعاجل الشفاء.
اخواني وأخواتي نستذكر في هذه الليالي المباركة أميرنا الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح وأميرنا الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح طيب الله ثراهما مبتهلين إلى المولى تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته وأن يسكنهما فسيح جناته وأن يمن على أخينا سمو الشيخ سالم العلي الصباح رئيس الحرس الوطني بالشفاء وموفور العافية ويعيده إلى أرض الوطن معافى ليواصل عطاءه المعهود في خدمة الوطن العزيز وأن يتغمد شهداءنا الأبرار ويعلي درجاتهم في جنات النعيم بفضله وكرمه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته....

الآن - كونا

تعليقات

اكتب تعليقك