وقاحة الأطفال.. وصمت الأسرة !!

محليات وبرلمان

3662 مشاهدات 0


 ألفاظ نابية وكلمات سوقية وعبارات جريئة جدا تخرج من أفواه الصغار، تستغرب كيف نطق بها علنا، تخرج بكل وقاحة على من هم أكبر سنا منهم، وقد تتطاول أحيانا الأب أو الأم علنا في أي مكان، دون وجود عقاب أو وسيلة صارمة تجعله يشعر بالخطأ الفادح الذي يسير به من خلال التلفظ بعبارات سلبية كثيرة، ونتساءل أحيانا من أين يلتقط الطفل هذه العبارات، و لماذا تصمت الأسرة أمام ما تسمعه منهم، فهل هذا يعني أنه يكرر ما يقولونه الآباء والأمهات فيما بينهم مما يجعله يقوم بمحاكاة والديه بنفس الاسلوب، أو أنه يستمدها من الأطفال الآخرين المحيطين به خارج المنزل كالمدرسة أو من الجيران أو من أي مكان سيئ، فيحاول أن يكررها أمام أخوته الكبار ووالديه لعدم درايته بفظاعة ما يقوله إلا حين ينبه ويعاقب، لكن بعض الأسر تصمت لاعتقادها أنه طفل ولا يحاسب على يفعله أو يقوله، بينما الصحيح هو اتخاذ أسلوب النصح و محاولة إقناع الطفل بعدم استخدام بعض الألفاظ الجارحة أو السب بطريقة 'شوارعية ' لا ترتبط  بالأخلاقيات، وأيضا  بيان أهمية الصفات الحسنة، وفي حالة عدم الاستماع لهذه الأمور يتم اللجوء للعقاب، حتى يشعر أكثر لخطورة التحدث بقلة أدب مع الكبار واستخدام عبارات غير لائقة  يستنكرها كل من يستمع إليها، وتتنوع أساليب العقاب حسب رؤية الأسرة بما هو مناسب لتطبيقه على الأبناء، الذين لم يستمعوا لنصائح الكبار بالابتعاد عن ما هو غير مناسب لهم.

الأطفال من خلال الكثير من الأمور التي تحيط بهم منها التلفاز والأصدقاء يستطيعون أن ينطقوا بعبارات قد لا يفهم الكبار  معانيها فيتفاجئوا بأنهم لا يبالون بما يقولونه، وقد لا يدركون ماذا تعني، فيستمرون بقولها إن لم يجدوا رادعا يوقفهم، فيمر الوقت بهم حتى يدق ناقوس الخطر، وتستمر العبارات معهم وتكبر معهم وقد نجد أحيانا وخاصة عندما تحدث بعض الاختلافات الشخصية بين اثنين أو أكثر في أي مكان،  لتجد أحدهم ينطق بأقبح الألفاظ والتي يقشعر لها البدن دون مراعاة لأحد، مما يؤكد أن هذه السلوكيات قد نمت وكبرت معه و هي عادية بالنسبة له، فبقيت معه نفس العبارات السلبية تخرج من فاهه بين حين وآخر حسب المواقف التي يمر بها في حياته،  فهل يستحق فعلا أن نترك أطفالنا يطوروا ألفاظهم السيئة ونكثرها في معاجمهم، دون أن نصحح مسارهم بالنصح والإرشاد؟!
الأفضل عدم ترك هذه الأمور ليعدلها الزمن لأن من شب على شيئ شاب عليه، فإجعلوا أبنائكم يقتدون بخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، بحسن الأخلاق التي اتسم بها، ولنضرب لهم الأمثلة الحسنة ونكون نحن صورة مثالية لهم، فكما نهتم بنظافة جسدنا وملبسنا ومأكلنا لابد أن نهتم بنظافة لساننا أيضا.

 

 

الآن - تقرير: نورا ناصر

تعليقات

اكتب تعليقك