مشيرا إلى 20 لهجة يتحدث بها الكبار في الجهراء، لذا يتمني خالد القحص تقليص الفارق بين اللهجات لمصلحة اللهجة الرسمية

اللهجة الرسمية 

كتب خالد عبدالله القحص : 

 
هناك لهجة جهراوية تبلورت واكتملت بعد أن كانت خليطا من اللهجات، وأتذكر عندما اتصلت هاتفيا في العلاقات العامة بالبورصة، بادرني المجيب: أنت جهراوي؟ وهذه اللهجة لها مستويان: مستوى أقرب إلى اللهجة الكويتية الرسمية، فيما عدا قلب الجيم إلى ياء، بالإضافة إلى مد الكلام مثل «شلوونك» مع تضخيم الواو، أما المستوى السائد وهو قريب طبعا، لكن مازلنا نقول إلا بدل بلا، خوذ بدل أخذ، كورة بدل كرة.
أما قلب الجيم ياء فهي عربية بل فصيحة بامتياز، ودليل أنها تقلب عند أهل البحر بطول سواحل الخليج تقريبا، وعند بادية العراق وحتى في قلب صحراء نجد في حوطة بني تميم، ويقال ان أصل القلب هذا لغة تميم الأصلية التي تقلب الياء في كلمات معينة فقط، لكن مع توافد أخوتنا من العجم أو حاضرة الزبير على مر تاريخ الكويت، اختلط الأمر، فصارت كل جيم تقلب ياء، فمثلا هناك من يقول أريع أي: أرجع، علما بأن الأفعال لا تقلب بل الأسماء.
كلي أمل أن يتقلص الفارق بين اللهجات لمصلحة اللهجة الرسمية، وأعلم أن الوقت كفيل بذلك، فنحن بلد صغير لا نحتاج لتنوع بقدر ما نحتاج لعوامل تجمعنا، واللهجة تجمع وتذيب الفوارق، ولن يتقلص الفارق ما لم يكن هناك استخدام للهجة الرسمية التي يجب أن تتخلص من بعض ما علق بها من شوائب، خاصة أريع هذه، والدور هنا يرجع الى الإعلام ليصيغ هذه اللهجة ويستخدمها ويطعمها قدر الإمكان بالكلام الفصيح العملي.
وهناك ظاهرة تستحق التأمل، فإلى الآن لم يندمج إخواننا «البدون» الجهراويون من حملة إحصاء 65، باللهجة، فمازالو يقولون الله ينعلك أي يلعنك (وهي أكثر ما يعسرهم)، وت.دري أي تدري، وأعاتبهم لأن البلد صغير وغير مقنع هذا التفاوت باللهجات، خاصة أنهم كويتيون آجلا أم عاجلا، وكثير منهم آباؤهم وأجدادهم مواليد الكويت وهم ترعوعوا بيننا. وفي المقابل، كبار السن بالجهراء كانوا يتكلمون أكثر من 20 لهجة، لكن الجهراء وحدت لهجة أبنائها، فلا نعرف العنزي من الشمري، وأعتقد أن السبب هو عدم حصولهم على الجنسية في وقت مبكر، فكيف ينتبهون الى الاندماج باللهجة، ونحن نقول انهم غير كويتيين؟ فتعصبوا عفويا للهجاتهم، لكن هناك ايجابية بتعدد، لأنني عصمت ابن أختي السارح على شاطئ الخيران وقت الشروق، فلقد خرجت عليه من البلكونة وقلت: يا أحمد يا أحمد ييب الوراعين يا أحمد، فتفرق من يدور حوله من بنات.
سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم.