خالد العتيبي يستنكر ان تكون «زوارة خميس» عنوانا لخيانات متكررة ومتواصلة داخل الأسرة الكويتية

زاوية الكتاب

كتب 1662 مشاهدات 0


 


بكل تجرد
 

تزوير..«زوارة»

 
كتب خالد ساير العتيبي
 
2010/09/09    06:12 م
 
ملأت برامج ومسلسلات رمضان مساحة الاعلان قبل شهرين من رمضان تلفزيونيا وصحافيا وفي كل الطرق، حتى جاء رمضان بكل مافيه من فضائل وكرم، فحوصرنا جميعا في أوقات راحتنا بعروض تلفزيونية، منها ماهو ثمين ومنها ماهو غث لا يسمن ولا يغني، ومنها ماهو وبال وطامة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
أما الثمين فبالتأكيد يشاطرني فيه الكثيرون، من أعمال ذات قيمة عالية أكملت الأجواء الرمضانية من طاعة وعمل صالح لتتوج النفحات الايمانية بالتذكير واللفت والاسترجاع، ويشدني في ذلك ماقدمه أفاضل كرماء أدركوا حاجة المجتمع والأمة ويعوون فضيلة هذا الشهر الكريم، لذلك قدموا أفضل ماعندهم، من «خواطر» وتحديد «لحجر الزاوية» في فهم الدنيا، والوعي بما «علمتني الحياة»، وتعريف «بنجوم من الكنانة» واستعادة «لمشاهد» من تاريخ فيه الكثير من العبر، مع حديث سار «بيني وبينكم».
وبعض من البرامج تعطيك ثقافة منوعة وفق أسلوب بركات في «قرارك» حتى ندرك كم نحتاج لمراجعة معلوماتنا، بدلا من ثقافة الاستهلاك الساذجة مأكل وملبس ومركب وماركات، أوثقافة التسطيح أفلام وأغاني ولاعبين، وهناك من البرامج ماهو حشو كمي لا داعي له ولا طائل منه، لغو ولهو ومضيعة ومع ذلك يمكن غض الطرف عنها وتجاهلها.
لكن ما يؤسف له ان يسهم العمل الانتاجي التلفزيوني في بذر مايسيء الى كيان المجتمع والأسرة، ولا يهم لو كان لا يحظى بالمشاهدة لكن عندما يكون ناجحا ويصبح الذروة في الاستقطاب والجماهيرية والمشاهدة، فعندها نشعر بالخوف على المجتمع.
ان ما نتمناه وننشده القيمة والأثر الايجابي الذي يتركه العمل الفني في نفوس وعقول وثقافة وفهم المشاهد، وعمل تلفزيوني مثل «زوارة خميس»، اجزم انه نجح على مستوى نسب المشاهدة لما فيه من عناصر جذب كثيرة بدءا من نجوم الرعيل الأول والوجوه الصاعدة، وكذلك القصة الكبرى التي تحتوي على قصص قصيرة مع ايقاع سريع في بداية القصة ونهايتها وبدأ قصة أخرى موازية لها، ومما يحسب للكاتبة هي قدرتها على ربط المشاهد بصور تثير الفضول، وتبقيه في جو شغف المتابعة بلا ملل، تابعت العمل في بعض حلقاته وفهمت قصته.
في تقديري الشخصي العمل أساء وزوّر معنى ومقصدا، لفظة اجتماعية جميلة تعبر عن التواصل الاجتماعي داخل الأسرة الكويتية، من دون قصد وتعمد، لكن المحصلة هي إساءة، فلا يمكن ان تكون «زوارة خميس» هي عنوان لخيانات متكررة ومتواصلة داخل الأسرة الواحدة، وليست فقط خيانات نابعة من ضعف وغفلة بل هي خيانات محبوكة تتسم بالحيلة والمكر، تظهر الرجل الكويتي كأن لا هم له سوى الجري وراء لذة دون اعتبار لأسرته، العمل استوفى عناصر التشويق لكن لم يستوف الكثير من عناصر الموضوعية في النص والقصة، فليس من الانصاف ان ينظر الكاتب للمجتمع من زاويته الشخصية البحتة دون اعتبار لتنوع واقع وحال المجتمع، انا افهم تأثرالكاتب بظاهرة ما، لكن ان يحكمنا بظرفه الشخصي الذاتي ويعممه على المجتمع، فهذا ما لا يقبل البتة.
كما أشير لسابقة خطيرة في «زوارة خميس»، وهو استخدام الأطفال بأسلوب مخل تربويا، وتسخيرهم كأداة جذب لكن للأسف، من خلال وضعهم في اطار تمثيلي يجسدون فيه دور «الفتيني»، فالعمل يشجع الأطفال على التلصص ونقل الأخبار وتتبع العورات.
وبكل تجرد.. قد يكون عمل «زوارة خميس» أحسنهم حالا، فالمتبع للمسلسلات التلفزيونية يجد أغلبها مفلسات وليست مسلسلات، فكل قصصها تقوم على تصديرالخيانة والكذب والاحتيال والعنف والضرب والتعدي والسرقة، وتصرعلى أنها واقع حال المجتمع.
اننا نحتاج الى أفكار ابداعية ذكية، تعكس حياة وشخصيات ليست مثالية، لكنها تتسم بالكفاح والعصامية وروح التحدي، وما أكثرها في مجتمعنا.
خالد ساير العتيبي 
 
 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك