العازمي في رأي قانوني خص به ((الآن)):

زاوية الكتاب

القانون مدين للوسمي بالإعتذار لوقوفه عاجزا عن حمايته

كتب 7956 مشاهدات 0

ضرب الوسمي من احد رجال قوات الخاصة

خص المستشار أحمد العازمي بمقال عن الدكتور عبيد الوسمي، وما تعرض له من الضرب أثناء ندوة النائب د.جمعان الحربش،  وجاء في مقاله:

بل القانون يعتذر يا عبيد


بقدر ما يعتصرنا الألم والحسرة لسقوط المبادئ التي طالما تغنينا بها ، وضياع ديمقراطية كنا نفخر بها لعقود خلت ، بقدر ذلك الحزن على كرامة شعبنا التي أهدرت يوم استبيحت الحرمات، وانتهكت الحقوق والحريات، بقدر فاجعتنا برؤية ما تعرض له الأحرار من ممثلي أمتنا وصفوة مفكريها، بقدر كل تلك الجراح والأحزان تمتلئ قلوبنا بالأمل في غد مشرق، فالأقنعة السوداء والهراوات السوداء مهما كثرت لن تحجب نور شمس ذلك الغد، ولا بد لليل الأربعاء 8/12/2010 مهما طال واشتد حلكة أن ينجلي، وما ذاك إلا بجهود وتضحيات من يشكلون ضمير الأمة.

إن ما تعرض له نوابنا الأفاضل الأحرار، وما تعرض له الدكتور والمفكر عبيد الوسمي من ضرب مبرح وبصورة همجية وحشية لم نعهدها من قبل في بلدنا، بلد الأمن والأمان، كان بمثابة طعنة سددتها يد آثمة نحو الكرامة الكويتية، وكل ذنب أولئك أنهم ولدوا أحرارا وتشربوا المبادئ والقيم السامية، وآلوا على أنفسهم أن ينتصروا لحقوق الشعب وحرياته، ويذودوا عنها في ظل أحكام دستور ارتضيناه ولن نرضى له بديلا،وتشريعات يراقب مدى دستوريتها صرح قضائي شامخ ، والمتمثل في المحكمة الدستورية.

لقد عجزت الحكومة عن مقارعتكم الحجة بالحجة يا ضمير الأمة ، وساءها سماع صوت الحق وهو يعلو مدويا من منزل النائب الفاضل الدكتور جمعان الحربش، فما استطاعت إسكات ذلك الصوت إلا باستخدام قواتها، تلك القوات التي عبثا كنا نعتقد أنها وجدت لحمايتنا لننعم بالأمان في وطننا، فإذا بنا نلوذ بمن يحمينا من بطشها، وهم نوابنا الأحرار والنائبة الحرة الدكتورة أسيل العوضي، لله دركم حيث آثرتم حرية الشعب وكرامته على متاع السلطة ومغرياتها، لله دركم كم هي حية ضمائركم ، لله دركم وأنتم تبرون بقسمكم الدستوري في الذود عن مصالح الشعب وحقوقه وحرياته، ولمن لم يلحق بكم حتى الآن نقول إن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل، فلا تغرنكم مغريات الحكومة ، فمن سره زمن ساءته أزمان.

أما أنت يا أخي عبيد فلم يجدوا عقلاً يواجهوا به رجاحة عقلك، فاستيقنوا أنهم في معركة خاسرة سلفاً، فما كان منهم إلا أن أرسلوا إليك قوات خاصتهم ليقتحموا منزل النائب جمعان الحربش منتهكين حرمته، بقصد ارتكاب جريمة، وهي خطف الدكتور عبيد والشروع في قتله ، وهي جريمة وقعت مكتملة الأركان ولا ريب ، وما أن ظفروا به حتى انهالوا ضرباً على جسده النحيل، الذي احتوى ذلك العقل الثقيل بهراواتهم السوداء كسواد أقنعتهم التي يخفون خلفها وجوههم من خوف أو عار.

وليتهم اكتفوا بذلك، بل ألصقوا بك التهم الشنيعة، ونحن بدورنا نتوجه إليهم بالسؤال، وهو إذا كان الدكتور عبيد قد أرتكب ما يشكل جرائم مشهودة على حد زعمكم فلم أخليتم سبيله بعد أن كان بين أيدكم عندما أوسعتموه ضرباً؟!! لتعودوا وتطلبوه بعد ثلاثة أيام!! أولم تعلموا أن حالة التلبس تبيح لرجل الشرطة استثناءً إلقاء القبض على المتهم دون إذن من المحقق المختص؟! أم أن معرفتكم بالقانون قد خانتكم في ذلك الوقت؟ لا شك أن كل ذلك يؤكد كيدية الاتهامات المنسوبة للدكتور عبيد الوسمي، ولعمري أن من أشدها كيداً زعمهم بأنك تطاولت على مسند الإمارة، فوالله الذي لا إله إلا هو لم أعهدك منذ سنوات الدراسة إلى وقتنا الحاضر تذكر سمو الأمير في نقاش قانوني يدور بيننا إلا وذكرته بقولك (صاحب السمو)، تكن لهذا المقام السامي كل تقدير واحترام سواء في عهد الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله ، أو في عهد حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه، فإذا كان ذلك ما كان من شأنك بيننا ونحن أصدقاؤك وخاصتك، فكيف لنا أن نصدق ما قيل بشأن تعرضك للمقام السامي في ندوة جماهيرية؟!

كما زعموا أنهم طبقوا القانون، ونحن رجال القانون نقول لهم إنه منكم براء، فالضرب والتنكيل في سبيل القوت هو قانون الغاب وليس بقانون الدول المتمدينة، فضرب أفراد من المواطنين العزل المسالمين، الذين كل جريرتهم أنهم أصحاب عقول واعية جاءت متعطشة للاستماع إلى حديث العقول للعقول، لا يستوي وضرب الغوغاء من المتظاهرين المخربين الذين يعيثون في الأرض فساداً، فشتان بين الاثنين ، ولعل الإشارة هنا تكفي لمن زعم أن ما حدث عندنا هو أمر مألوف لدى الدول الديمقراطية.

وختاماً أقول بأنك يا عبيد اعتذرت للقانون في البيان الذي وجهته للشعب الكويتي ، في حين أن القانون هو  المدين لك بالاعتذار إذ وقف عاجزاً عن حمايتك والدفاع عنك في تلك الليلة المشئومة، ولكنه عجز حتى حين ، فالحق يعلو ولا يعلى. 


المستشار/ أحمد سعد العازمي

الآن - رأي: المستشار/ أحمد العازمي

تعليقات

اكتب تعليقك