د.حسن عباس لكتلة الوطني: كونوا أحراراً ولا تجعلوا عيال الفهد يشوشوا عليكم الصورة والمواقف السياسية

زاوية الكتاب

كتب 2376 مشاهدات 0



الراى
د. حسن عبدالله عباس / رسالة إلى التكتل الوطني... مع التحية
 
الله سبحانه وتعالى وحده العالم بمقدار التعب والضغط، الذي يتحمله النائب هذه الأيام حتى يعيّن موقفه في جلسة «عدم التعاون» بعد غد. فكلما طال به زمن الوقوف في الظل كان وقع الضغط السياسي عليه أكبر بالتأكيد!
من هنا يبدو أن كتلة العمل الوطني حسمت أمرها مبكراً، عندما أعلن العضو الأبرز فيها مرزوق الغانم في لقائه مع «الراي» قبل أيام بأنها مع «عدم التعاون»، بحجة أنها لم تقتنع بأداء سمو رئيس الوزراء. لذا بخاطري مجموعة من الامور التي اريد أن أصارح المجموعة بها على أمل أن تعيد النظر في موقفها.
يا أخوة في كتلة العمل الوطني، أنتم من القلة ممن نظرتم للكويت باعتدال وبانتصاف في الكثير من المواقف. كان حري بكم أن تتوخوا الدقة والحذر في حسمكم لأمر عدم التعاون، وتصبروا وتترووا قبل هذا القرار وتعيدوا النظر لأسباب عدة.
كلامكم الحاسم هذا ينم إما عن استعجال في أمركم أو لضيق الصدر بمجريات الساحة. فأنتم حسمتم أمركم بخصوص عدم التعاون، ولكنكم كذلك حسمتم أمركم قبل جلسة الاستجواب بأنكم مع الاستجواب، وليس أبعد من ذلك! ألم تقل أسيل العوضي ذلك وأن العمل الوطني لا تريد أكثر من تسجيل موقف مبدئي بحق المواطنين، فكيف يتفق أن يكون ذاك حسم وهذا حسم!
أما الأمر الثاني فأسوأ من صاحبه وهو ما جاء في تصريح الغانم نفسه. يقول بو علي ناصحاً سمو رئيس الوزراء بأن من أوعز له بأن لا يخاف الاستجوابات، هو من دفع بسموه لإنتهاك الدستور! طيب... إن كان هذا صحيحاً، فما الفرق بينكم وبين سمو الرئيس؟ أقصد إن كان الرئيس ينفذ نصف الخطة، فأنتم تستكملون النصف الآخر بمُضيّكم في عدم التعاون! أليس التكتل الوطني سائراً في خط قصم ظهر سمو الرئيس لتفرغ الساحة لمن قصدهم الغانم!؟
يا تكتل الوطني فكما لا أسألكم أن تُؤاخوا الحكومة كذلك، بألا تتبرأوا من المعارضة، لكن كونوا أحراراً وحافظوا على خط الانتصاف كما عهدناكم! نعم قفوا مع الحق واستنكروا، بل واستجوبوا وسائلوا وناطحوا أكبر رأس لكرامة المواطن، التي هي أبعد ما تكون عن المساومات السياسية، ولكن كونوا على حذر حتى لا يُستفاد منكم أحد! فأنتم سجلتم موقف وتُشكرون على ذلك، ولكن إن كنتم تظنون بأن الابتعاد عن الحكومة سيعفيكم عن خط التسيّب، اعلموا أن وقوفكم إلى جانب عدم التعاون سيسقطكم في معسكر التشدد! فإن كان أحمد الفهد يزعجكم هناك، فمن سيستقبلكم بالأحضان هنا هما هايف والخنة! فأنتم لستم بين خيارين أيهما أكثر نفعاً، بل بين سيئين أيهما أقل ضرراً!
لا تجعلوا عيال الفهد يشوشوا عليكم الصورة والمواقف السياسية، لأن السياسة لا يوجد فيها مستحيل! وإن كنتم تظنون بأن تنحية المحمد عن منصبه سيقضي على الفهد فأنتم مخطئون، لأن ما يربط الفهد مع فريقكم المتضامن أكثر مما يجعله متضامناً مع فريقه الحكومي، فللرجل مقعد في كل مكان! لهذا أقول إما أن تقفوا مع المكتسبات الدستورية- كما تدعون وبالحق يُعرف الرجال- أو قفوا مع غيركم وبراية بالرجال تعرفون الحق ورددوا ساعتها كغيركم «ارحل، نستحق الأفضل»!


د. حسن عبدالله عباس

تعليقات

اكتب تعليقك