من نجاحات الاستجواب وأثمن نتائجه إظهار ل'السور الخامس' على الساحة الكويتية برأي سعود العصفور

زاوية الكتاب

كتب 1307 مشاهدات 0



سعود عبدالعزيز العصفور / بصراحة / أنتم «سورنا الخامس»

بينما تتناقل مصادر الأخبار آخر تطورات مواقف نواب الأمة من استجواب سمو رئيس مجلس الوزراء في «استجواب الكرامة»، وبينما يتابع الكثيرون كل شاردة وواردة عن هذا النائب أو ذاك، عن هذا الوزير أو ذاك، ماذا قال؟، أين هو الآن؟، لماذا صرح؟ ولماذا الآن؟ ولماذا لم يصرح حتى الآن؟ هل يساوم أم يتغلى؟ هل ينتصر لإرادة الشعب أم إرادة المصلحة الضيقة؟ وغير ذلك الكثير الكثير من التساؤلات والاهتمامات التي تجعل الأعين شاخصة على نواب الأمة، كنت أتابع نواباً من شكل آخر، يمثلون الأمة من دون انتخابات ولا لجان انتخابية ولا تصويت، يعملون على الدفاع عن حريات الشعب من دون قسم نيابي ولا «بشوت» ولا سكرتارية، يصلون الليل بالنهار من أجل الذود عن مصالح الأمة من دون سيارات ولا جوازات خاصة. بينما الكل يتابع نواب قاعة عبدالله السالم، كان قلبي وعيني وضميري مع نواب الأمة من شباب تجمع «السور الخامس» الذين قادوا الحراك الشعبي في ما بعد كارثة 8 ديسمبر، وقادوا المسيرة الشعبية السلمية خارج أسوار مجلس الأمة يوم الاستجواب، ونظموا وحشدوا وتطوعوا للتجمع الضخم في ساحة الصفاة في مساء يوم الاستجواب، وهاهم يعاودون عملهم في الدعوة لتنظيم تجمع جماهيري آخر في ساحة الصفاة مساء اليوم الثلاثاء.
سيغادر النواب الحاليون المسرح السياسي إن آجلاً أو عاجلاً، مثلما غادره من كانوا هناك قبلهم. سيغادره النائب الوطني الملتزم بقسمه، وسيغادره كذلك النائب الملتزم بكشف حسابه البنكي، وسيغادره النائب الذي يمثل الأمة بأسرها، وسيغادره كذلك النائب الذي يمثل القبيلة والطائفة والعائلة، ولن يبقى بعد ذلك إلا أمران، ذكراهم الطيبة أو السيئة، وهذا الحراك الوطني الرائع الذي ولد من رحم إهانة الأمة وضرب نوابها وأساتذة القانون والصحافيين فيها. لن يبقى بعد ذلك إلا تاريخ هؤلاء النواب بخيره وشره، بجميله وقبيحه، وتأثير هذه المجموعة الرائعة من شباب «السور الخامس» وانتشارهم بين جميع فئات الشعب الكويتي باختلاف فئاته. المستقبل لهم من دون شك إذا ما استمروا بذات الطرح الوطني الصادق، والمستقبل للكويت بهم إذا ما استمروا بحماسهم وجهدهم وعطائهم الوطني، منتصرين للكويت قبل أي انتماء آخر.
هم «سورنا الخامس» ضد قوى الفساد والإفساد والتراجع وشراء الذمم، وهم «سورنا الخامس» ضد قنوات الإعلام الفاسد ومن يدعمها، وهم «سورنا الخامس» ضد نواب الفتاوى المعلبة والطائفية المقيتة، وهم «سورنا الخامس» ضد كل من يريد أن تعود البلاد إلى مرحلة «السيف والمنسف». وبغض النظر عن نتيجة التصويت غداً، هم أهم نجاحات هذا الاستجواب وأثمن نتائج حراكنا الشعبي ضد امتهان الكرامات. بارك الله فيكم.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك