'يواش.. يواش'، وداعا للتشريعات، يقولها وائل الحساوي بعد حجز كامل للدور الحالي للاستجوابات ؟!

زاوية الكتاب

كتب 1718 مشاهدات 0


 
د. وائل الحساوي / نسمات / يواش... يواش

لا أدري لماذا تذكرت الأخ جاسم العون عندما كان وزيرا حيث قام بإحالة كثير من المتجاوزين الى النيابة، فقامت صحيفة كويتية برسم «كاريكاتير» يبين طابورا من المحالين الى النيابة مصطفين بانتظار دخول النيابة، وهو ينادي فيهم: «بالدور يا شباب».
بالأمس اصطف العديد من نواب المجلس للاعلان عن استجواباتهم المقبلة، ولكي لا يقعوا في فخ دمج الاستجوابات كما حصل في السنة الماضية فقد حددوا استجواب الشيخ احمد الفهد يليه استجواب وزير الصحة يليه استجوابان لرئيس الوزراء والذي اعتقد بأنه سيصله الدور في بداية شهر يونيو المقبل، اي اننا نتحدث عن حجز كامل للدور الحالي للاستجوابات ووداعا للتشريعات.
هل يعني ذلك اننا نرفض الاستجوابات؟! بالطبع هذا الكلام غير صحيح على اطلاقه، فالجانب الرقابي للمجلس لا يقل اهمية عن الجانب التشريعي ولكننا نعتقد بأن هنالك سباقا غير مبرر بين النواب لتقديم الاستجوابات على حساب الانجازات التي لا يمكن ان يحققها المجلس والحكومة في ظل التوتر المستمر والعداء المستحكم.
والمشكلة هي ان من محاور الاستجوابات المقبلة عدم انجاز خطة التنمية بالرغم من مرور سنة على إقرارها، لكن ألا يسأل هؤلاء النواب أنفسهم عن السبب وهم لم يناقشوا او يقروا أياً من القوانين التي يتطلبها تنفيذ الخطة لانشغالهم بمناكفة الوزراء وتضييع وقت المجلس؟!
أما استجواب النائبين د. وليد الطبطبائي والأخ هايف المطيري لرئيس مجلس الوزراء، فهو وإن كان يعكس غضب الشارع الكويتي لتخلف الكويت عن المشاركة في دخول قواتها للبحرين، وحزن الشعب الكويتي على خذلاننا لدولة جارة كانت أول من وقف معنا ضد العدوان العراقي، لكن يبقى ان تقديم استجواب لرئيس الوزراء ليس هو الرد على ما حدث حيث يعلم الجميع ان هذا القرار السيادي لم يتخذه رئيس الوزراء، كما ان التنفيس عن كل غضب باستجواب رئيس الوزراء هي خطة فاشلة ودلالة ضعف، وكان الاجدر بهم التوجه مباشرة الى صاحب القرار ومناصحته.
ومع ان النائب علي الراشد قد أخطأ خطأ كبيرا في زج السعودية بالموضوع وإهانتها بكلامه وتحويله للموضوع الى كلام لم يتحدث به أحد من المحتجين، لكن هنالك حساسية من ان طرح مثل هذا الاستجواب الانزلاق الى نقاش قد يتم حمله على انه طائفي، لذا أتمنى من الاخوة د. وليد وأبي عبد الله الاكتفاء بتقديم النصح المباشر لولي الأمر.
السؤال الذي أسأله دائما: لو استطاع النواب الدفع باستقالة الحكومة عن طريق الاستجوابات، هل ستأتي حكومة تتدارك تلك الاخطاء ويصفى المناخ السياسي للانجاز والتشريع؟ والجواب في تصوري ان ذلك غير ممكن لأن شهية المجلس للاستجوابات مفتوحة دائما ولن تنسد حتى لو أتت افضل الحكومات، وقد عشنا سنوات طويلة من التوتر وتعطيل الانجاز بحجة محاسبة الوزراء وتعديل مسارهم الخاطئ، وجربنا توزير العشرات ممن لا نذكر اسماءهم من كثرتهم ولكن لم يتغير شيء.
 
 
 
 
 
 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك