بدر الديحاني يؤيد الكشف عن الذمم المالية لكبار مسؤولي الدولة ؟!

زاوية الكتاب

كتب 1073 مشاهدات 0


من أين لك هذا؟
د. بدر الديحاني

 

إن الأنظمة المستبدة والفاسدة دائما ما تتهرب من تطبيق قانون «من أين لك هذا؟»، لكي لا يتم الكشف عن الذمم المالية لكبار مسؤولي الدولة، وهو الأمر الذي يشجع على الفساد السياسي والإفساد وتضخم الثروات، ولابأس بعد ذلك من استخدام جزء من هذه الثروات المتورمة غير المشروعة في «تبرعات» للأعمال الخيرية.

كلما خلعت الثورات الشعبية نظاماً عربياً تكشفت الفضائح المهولة والجرائم الشنيعة التي كان النظام البائد يرتكبها بحق الشعب، ومنها الاستبداد والقمع السلطوي والفساد وتضخم الثروات والتكسب غير المشروع، الأمر الذي يجعل بعض الناس يكاد لا يصدق ما يراه بعد أن أوهمه الإعلام المضلل عقودا طويلة 'بنزاهة' النظام و'عدالته'، وحب أركانه وحاشيته للأعمال الخيرية!

خذ على سبيل المثال لا الحصر ما يحصل في مصر حالياً؛ إذ إنه 'لأول مرة في التاريخ... نظام بأكمله في السجن!'، كما جاء في صحيفة 'الواشنطن بوست'، حيث إن النظام وحاشيته متهمون بقمع الناس وقتلهم، والفساد والتكسب غير المشروع وتضخم الثروات.

بمعنى آخر، فإن الثورة المصرية سرعان ما أثبتت فساد النظام المخلوع، ونزعت عنه أوراق التوت التي كان يستر عوراته بها، ومنها كذبة 'التبرعات الخيرية' التي كان أركان النظام المصري المخلوع كزوجة الرئيس وأبنائه وبعض وزرائه يدّعون زورا وبهتانا أنهم يقدمونها للأعمال الخيرية من 'حر أموالهم'، إذ اتضح أنها في الحقيقة ليست تبرعات خيرية من أموال نظيفة، بل هي مجرد جزء بسيط جداً- 'فتات'- مما سرقوه من أموال الشعب يستخدمونه في عملية تسويق ذواتهم شعبياً من أجل ديمومة سيطرتهم على السلطة كي يتمكنوا من مواصلة عملية الاستيلاء على أكبر قدر ممكن من الثروة الوطنية، أي أن ما يسمى تبرعات خيرية ينطبق عليها مثلنا الشعبي 'خذ من كيسه وعايده'!

ماذا يضير من يحصل مجاناً أو بشكل غير مشروع على مليون دولار مثلاً في أن 'يتبرع' بدولار واحد من أجل أن يستولي على مليون آخر... وهكذا؟

لهذا وعلى النقيض مما هو موجود في الأنظمة الديمقراطية، فإن الأنظمة المستبدة والفاسدة دائما ما تتهرب من تطبيق قانون 'من أين لك هذا؟'، لكي لا يتم الكشف عن الذمم المالية لكبار مسؤولي الدولة، وهو الأمر الذي يشجع على الفساد السياسي والإفساد وتضخم الثروات، ولابأس بعد ذلك من استخدام جزء من هذه الثروات المتورمة غير المشروعة في 'تبرعات' للأعمال الخيرية، وهو ما كشفت زيفها ثورتا تونس ومصر!

***

ملاحظة: عطفاً على مقالنا السابق 'فوكوشيما تحذر...'، فقد نبهني مشكوراً المدون الرائع الأخ 'حمد' ناشر مدونة 'صندوق حمد'، الذي يبدو أن له اهتماماً رائعاً بالبيئة والطاقة النظيفة، أن المطروح في الكويت ليس إنشاء مفاعل نووي، كما جاء في المقال، بل إن الحكومة تتجه لإنشاء محطات للطاقة النووية.

وقد اتفقنا أنه سواء كان مفاعلا نوويا أو محطات للطاقة النووية، فإن الأضرار البيئية في الحالتين ستكون كارثية كما 'تحذرنا فوكوشيما...'، وهو ما حاولنا أن نشير إليه في مقالنا السابق... شكراً مرة أخرى للأخ المدون النشط 'حمد'.

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك