الكويت والسعودية في تعادل من حيث الجميل، ورد الجميل- حسن عباس مستشهدا بالغزو، والصريف ؟!

زاوية الكتاب

كتب 3531 مشاهدات 0


 
 د. حسن عبدالله عباس / مأوى الضيف: المملكة العربية السعودية 
 
 
ليس جديداً على الاخت الكبرى المملكة العربية السعودية أن تكون مأوى الضيف. فهذه النخوة العربية إن كانت أصيلة في تراث العرب فأصلها تجدد في عهد المملكة. والكويتيون لا يحتاجون لأحد أن يسمعهم ذلك، فنحن عشنا أحداث الغزو ونعلم جيداً عمق هذا القول، فلولا الله عز وجل والمملكة لما عادت الكويت لنا ولما استطعنا أن نتمتع بما نحن فيه اليوم.
قبل ان أُكمل بودي ان الفت النظر لملاحظه مهمة وهي موجهة لشعبنا الكويتي بأننا والمملكة في تعادل من حيث الجميل ورد الجميل. فالمملكة وقفت معنا في محنتنا كما نحن وقفنا معها في محنتها قبل مئة عام حينما تقدم الشيخ مبارك الصباح وتقدم الجيش الكويتي ليحمي آلِ سعود في معركة الصريف. فبعد معركتي مليداء والحريملة بين آل سعود وآل رشيد التي كانت الغلبة في كلتيهما لآل رشيد، استعان الملك عبدالرحمن آل سعود بالشيخ مبارك الصباح الذي أجاره وأعد جيشاً لمواجهة آل رشيد في معركة عُرفت بمعركة الصريف وهي منطقة في ضواحي القصيم. فنحن هنا نشكرهم لايوائهم أيانا ونصرتنا قبل عقد من الزمان كما شكرونا حينما نصرناهم وآويناهم آنذاك!
نعود ونكمل الحديث حول استضافات المملكة. الذي دعاني الحديث حول مأوى الضيف هو اعتقاد البعض أن المملكة تهتم فقط بأخواتها الصغار في الجوار الخليجي كالبحرين واليمن. لا أبدا هذا خطأ، فللمملكة قائمة تاريخية واضحة لاستجاراتها. دعوني أسرد لكم بعضاً منها:
- زين العابدين بن علي: حكم تونس لمدة 23 عاماً. الرئيس المخلوع بن علي تنحى عن السلطة بعدما احرق البوعزيزي نفسه أو احترق بنار الوضع السياسي بالبلد. يقال والله العالم أن عند الرجل أسراراً كثيرة خصوصاً في ما يخص المخابرات الأميركية ودورها في فلسطين ولقاءات العرب السرية.
- رشيد عالي الكيلاني: رئيس الوزراء العراقي الاسبق وأيام الحكم الملكي في العراق. رشيد عالي الكيلاني هذا التمس الاستجارة من المملكة خوفاً من حكم الإعدام الصادر بحقه من المحاكم العراقية لأنه اساء السلطة فانقلب على وصي عرش العراق عبدالاله (خال الملك الطفل فيصل الثاني) المؤيد للانكليز (كتلة الحلفاء) ولصالح الألمان (كتلة المحور) في الحرب العالمية الثانية. فالكيلاني انحاز للالمان وبتأييد قادة كبار في الجيش العراقي استطاع أن ينقلب على عبدالاله وأخذ بزمام امور السلطة لمدة زمنية بسيطة. المهم في الأمر أن لدى الرجل أسراراً ألمانية مهمة وتحالفات سرية! بسبب ذلك لجأ إلى الملك عبدالعزيز فحماه وأجاره، الأمر الذي بسببه تعرضت العلاقات السعودية - العراقية لتوتر شديد.
- محمد عيدي أمين دادا (يُلقب بآخر ملوك اسكتلندا): الرئيس العسكري السابق لأوغندا كان موالياً مخلصاً للانكليز ثم انقلب عليهم. حكم بالحديد والنار، وانتابت فترة حكمه صراعات أهلية شديدة بين الأعراق المختلفة بأوغندا، كما شهد عصره عنفاً مستمراً واغتيالات للمنافسين السياسيين وسقوط مئات الآلاف من الضحايا. عاش في منفاه بجدة وسط تكتم إعلامي شديد.

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك