قدر الكويت اليوم على على حكمائها وعقلائها ان ينزووا مهمومين بحيرتهم وخيبتهم وحزنهم- برأي خليفة الخرافي

زاوية الكتاب

كتب 1228 مشاهدات 0


2/8/90 
جنون الحكومة والنواب والشعب!
ساحة المحرومين ستلعنهم 

كتب خليفة الخرافي : 

 
في الصفحة الاولى من جريدة القبس بتاريخ الثلاثاء 2011/4/12 دق ناقوس الخطر وبقوة، محاولا ان يسمعه الجميع سلطة وحكومة وشعباً، بل انه قرع الطبول وأطلق صافرة الانذار محافظ البنك المركزي الخبير الاقتصادي حمزة عباس مقالة تهز الوجدان، يتألم لها المحب الصادق الوطني، ولا يأبه لها الجاهل المخرب، فالأرقام لا تكذب ولا تتجمل ولا تخادع ولا تنافق.
حيث كشفت الأرقام عن ان في السنوات العشر الماضية حدثت كارثة مالية كبيرة ضخمة لهيكلية الميزانية العامة للكويت، حيث تضاعفت النفقات %90 من النفقات الجارية الى ثلاثة أضعاف، حيث قفزت من 4 مليارات دينار سنة 2000 الى 12 مليار دينار في 2010/2009 بزيادة سنوية %30 على اساس النسبة الاجمالية.
ويدل هذا الانفاق على دخولنا في عالم مجنون «حكومة ونوابا وشعبا»، فقد شارك كل من الحكومة والنواب وبرضا وقبول من معظم الشعب لاستنزاف ثروة البلاد وتبديدها بطريقة عبثية وسفيهة، حيث صرفت على كوادر لموظفين اداؤهم محدود جدا، اضافة الى هبات وعطايا ومنح لا داعي لها، زاد الأمر سوءا فساد ينخر في البلاد وعلى نطاق واسع، الذي من خلاله ينهب البلد عبر التنفيع والتلاعب، زاد عليهما الاسراف في البذخ الشديد من قبل المسؤول الاكبر في الحكومة.
وحذر خبيرنا الاقتصادي بانه اذا لم يتوقف هذا الجنون في الصرف حالا فان انعكاساته ستكون مدمرة للاقتصاد الكلي، الذي يعاني اصلاً اختلالات هيكلية مزمنة، فنحن لم ننجز شيئاً يذكر لدعم اقتصادنا.
واشار محافظ البنك المركزي السابق الى ان الكويت أصبحت الدولة الوحيدة في العالم (بما فيها الدول الخليجية الغنية بالنفط ومواد اخرى)، التي تدمر القاعدة الاساسية لنظامها المالي الى هذا الحد. واوضح السيد حمزة عباس انه في ظل سيناريو متفائل جدا، فان الوضع المالي والاقتصادي خلال السنوات العشرين المقبلة سيكون غاية في السوء اذا انهارت اسعار النفط، كما حدث في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي والعقد الاول من هذا القرن.
كما نبه الى انه في حالة استمرار اسعار النفط بالصعود في حدود يتحملها الاقتصاد العالمي، فان هذا الصعود لا يغير هذا السيناريو، كون زيادة النفقات ستكون اعلى من %7 (يعتبر هذا الرقم متفائلا جدا).
وسلط الخبير الاقتصادي السيد حمزة عباس الضوء على انه في ظل الغياب الكلي لاي خطة حقيقية لتحقيق تنمية مستدامة هدفها الاول تنويع مصادر الدخل القومي، وضرورة ان تعتمد هذه التنمية على نظام تعليمي متطور ذي جودة عالية (وفق توصيات المؤتمر الوطني لتطوير التعليم عام 2008)، يلبي متطلبات سوق العمل، ويستجيب لمتغيرات عوامل السوق ويخلق فرص عمل على نطاق واسع.. لهذا، نتيجة غياب خطة حقيقية وتعليم متطور نقدم هذا السيناريو:
وفي هذا التخبط والضياع وجنون الصرف فان مستقبل طفل كويتي عمره الآن سنة واحدة، وبعد 21 سنة سيتخرج في الجامعة، سيجد نفسه امام طابور طويل جدا من الباحثين عن العمل والسكن المناسبين (او غير المناسبين)، والكسب المناسب (او غير المناسب)، وهو من المرشحين الذين سيقومون بالاعتصام «السلمي» في ساحة «المحرومين» المطالبين بحقوقهم المشروعة وليس للامتيازات، التي لا تنتهي من قبل موظفي الدولة (نسبة كبيرة منهم بطالة مقنعة) في هذه الايام.
وقد اقترح خبيرنا اقتراحاً منطقياً وعقلانياً ووجيهاً بان تقوم السلطات بتوفير ساحة كبيرة تستوعب عشرات الآلاف من ابنائنا الذين سيفقدون الامل في حياة مرفهة وآمنة كحياة آبائهم واجدادهم، ليتظاهروا في ساحة المحرومين والذين سيدعون على من اضاع أموال الدولة باللعنة!

***
نعتذر كثيراً من خبيرنا الراقي في طرحه الكبير في علمه العظيم في وطنيته الاستاذ الفاضل محافظ البنك المركزي السابق السيد حمزة عباس، لان هذا الزمن ليس زمنك، فهو زمن نواب الهدر والفوضى والتسيب وكسر القوانين وزمن الحكومات الضعيفة التي ليست قادرة على ايقاف فشلها ومنع جورهم وغيهم وجهلهم.
قدر الكويت اليوم على حكمائها وعقلائها ان ينزووا مهمومين بحيرتهم وخيبتهم وحزنهم على بلدهم.
فيا سيدي انه زمن المتردية والنطيحة وما عافه السبع!

خليفة الخرافي

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك