أمات الخجل وانعدم الحياء عند هؤلاء أم أن عقولهم لم تزل خدرة بأفيون الشعوب؟ حنان الهاجري مندهشة من الحب والحسرة على موت بن لادن

زاوية الكتاب

كتب 1379 مشاهدات 0


الإرهاب في معقل الوسطية! 

كتب حنان الهاجري : 

 
لم اشعر بالفرح لموت هذا المجرم، رغم أن التأثير الذي أحدثه بن لادن فيّ كمسلمة وعربية تسكن المدينة التي شن عليها «غزوا» فغير بذلك تاريخ العالم الحديث لا يمكن لي أن أغفره، أو أن أغفر لأحد أن يتجاهل قتل أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم ينتمون الى دين آخر أو الى دولة معينة، بحجة الانتقام الديني لذنوب ليسوا مسؤولين عنها أو ممثلين عمن اقترفوها. لذا وبينما ارثي اليوم مئات الأبرياء الذين سقطوا وما زالوا يسقطون وهم يثورون لكرامتهم وحقوقهم التي سحبتها السلطات العربية من تحت أرجلهم لعقود طويلة، افشل في أن أبتهج لموت شخص واحد، حتى لو كان أسامة بن لادن، عدوي وعدو كل العقلاء والخيرين. ربما لأنني لا أريد أن أسمح للكراهية التي زرعها بن لادن في نفوس الكثيرين تجاه المسلمين أن تحتل ذرة من قلبي، فينتصر الشر على الخير فيه. ولكن ما قرأته بعد التخلص من هذا الارهابي الذي شوه صورة الاسلام والمسلمين من كلمات رثاء وحب وحسرة على موته من كتاب وقراء ومعلقين يجعلني أتساءل عن الخلفية التي ينطلق منها هؤلاء!
أي تمسح بالتعاليم هذا واي منطق يبيح البكاء والتحسر على موت من اختطف دين يقوم على الرحمة والتسامح، واحتكره لنفسه وجماعته المتخلفة الآتية من جحور الظلم وكهوف الظلام؟ أمات الخجل وانعدم الحياء عند هؤلاء أم أن عقولهم لم تزل خدرة بأفيون الشعوب؟ هل فقد كل هؤلاء ذاكرتهم فنسوا ضحايا هذا المجاهد ونهجه السقيم في الأردن ومصر والعراق وتونس والمغرب وتركيا وكينيا وتنزانيا وغيرها؟ وماذا عن السعوديين المسلمين الذين قضوا في تفجيرات مبنى الأمن العام أو أطفال مجمع المحيا السكني في الرياض؟ أو مسلمي اسلام أباد الذين قتلوا في عبوات ناسفة أثناء الصلاة في المسجد؟ ام أن لهم ذاكرة انتقائية لا تعترف الا بما يختارونه لهذا المجرم من صور سجلتها عقولهم المغسولة بدماء الانتقام الديني النجسة؟
ثم ألا يكفي أننا أصبحنا في نظر العالم كله ارهابيين موقوتين قد ننفجر في أي لحظة وعلينا أن نثبت العكس وبشكل متواصل؟
ان من يبكي أو يؤبن رجلا لُطخت يداه بالدماء البريئة في بلد مثل الكويت دفعت ملايين الدنانير على انشاء مركز عالمي متخصص للوسطية « يُعنَى بتأصيل وبيان ونشر الوسطية مفهوما وسلوكا، ومعالجة. الغُلُوّ. الفكري والانحراف السلوكي، ودعوة. الناس الى منهج الاسلام المستقيم، والتفاعل الايجابي بين الحضارات الانسانية»، ويهدف الى «بناء الشخصية المسلمة السوية المحصنة ضد الافراط والتفريط» وفق ما نشره موقع هذا المركز التابع للجنة العليا لتعزيز الوسطية يعاني خللا في نفسه وخلقه ودينه، أما بخصوص المركز فلا نقول الا على وسطيتنا وملاييننا السلام.

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك