الزيد يتحدث عن محمد عبد القادر الجاسم الفيلسوف

زاوية الكتاب

كتب 2389 مشاهدات 0

محمد الجاسم

فيلسوف من بلدي !

زايد الزيد

أن تقرأ لفيلسوف وتعجب بآرائه ، فهذا أمر يحدث كثيرا لكثيرين ، ومن المؤكد أن الأغلبية الساحقة للمعجيبن ، كانت ولاتزال ، لاتعرف هؤلاء الفلاسفة ، معرفة شخصية ، فالفلاسفة قلائل بالضرورة ، فعلى مدى الحضارة البشرية الممتدة عبر آلاف السنين ، نحن نتناقل آراء عدد محدود من الفلاسفة ، ربما لايتعدى عددهم بضع عشرات ، ونحن اليوم نتذكر أفلاطون ، أرسطو ، ابن خلدون ، ابن رشد ، جون لوك ، جان جاك روسو ، توما الأكويني ، ديكارت ، كارل ماركس ، هيجل ، مالك بن بني ، وزكي نجيب محمود ، هؤلاء ما أتذكرهم شخصيا على الأقل ، ربما بحكم التخصص والاهتمام ..

أقول ، كنا نقرأ لهؤلاء ، ونعجب بآرائهم ، أو بطرائق تفكيرهم ، وننظر إليهم من بعيد ، نشعر وكأنهم من عوالم مختلفة وغريبة ، ، لكن أن تقرأ كلمات لشخص تعرفه ، وتنبيء هذه الكلمات عن فلسفة عميقة لكاتبها ، فإن هذا الأمر يدخلك في شعور بالفرح والفخر في آن ، فأنت أضحيت تعرف فيلسوفا عن قرب ، جلست معه ، وحاورته ، وربما تبادلت معه النكات !

هذا ماحدث معي ، حينما قرأت مقالا للأخ الزميل محمد عبدالقادر الجاسم ، يوم أمس في جريدة ' الكويتية '  ، كلماته توزن بميزان الذهب ، وهي ليست حديث سياسة كما هي عادة الجاسم ، بل هي حديث فلسفة ، والفلسفة في واحدة من تعريفاتها المتعددة والشائكة ، ذلك التعريف المركز بأنها ' التفكير في التفكير ' ، وهو مافعله الجاسم في الغوص في كنه الحرية ، ومنها أيقنت تمام اليقين ، أن الأستاذ محمد عبدالقادر الجاسم ، فيلسوف بكل أبعاد الكلمة ..

لن أطيل عليكم ، استمتعوا معي بقراءة التالي مما كتبه الزميل الجاسم : '.. إن المتهم يؤمن بأن الحرية قيمة إنسانية متلازمة مع صفة الإنسانية، وهي قيمة لا تقبل بطبيعتها الانتقاص أو المصادرة بحجة التنظيم. كما أن نطاق الحرية، إن كان لها نطاق، أوسع بكثير من نطاق الديمقراطية. فالديمقراطية هي نظام أو أسلوب حكم

تختلف تفاصيله بين مجتمع وآخر كما تختلف تسميته، وهي مجرد وسيلة لإدارة الدول لم يبرز بعد خير منها. وبهذا المعنى تسمو الحرية على الديمقراطية، بل أنه يمكن القول أن الديمقراطية، أيا كان شكلها، هي نتاج الحرية وليس العكس كما يظن البعض.

وإذا كانت الحرية عنوان رئيسي تتفرع منه عناوين أخرى، فإن حرية التعبير عن الرأي تأتي في مقدمة الحريات، فالإنسان كائن يملك عقلاً يفكر من خلاله ويكون رأيه في كافة المسائل التي تعترضه سواء في إطار حياته الخاصة أو الحياة العامة، ولا يمكن لعقل الإنسان أن يبدع ولايمكن لأفكاره أن تنمو وتزدهر وتؤتي ثمارها إلا في أجواء من الحرية.

إن حرية التعبير عن الرأي في النظم الديمقراطية إنما هي عماد الرقابة الشعبية على أعمال السلطات العامة. وإذا كانت حرية الأفراد في التعبير عن رأيهم هي الطوق الذي يحيط برقاب السلطات العامة من أجل ضمان عدم انحرافها، فإنها، في الوقت ذاته، سوار من ذهب يقتنيه كل فرد في المجتمع ' ( انتهى الاقتباس ) .

كلام الجاسم هذا ، جاء كجزء من مذكرة كتبها ، للدفاع عن نفسه ، في واحدة من القضايا التي لوحق فيها ، وأنا أطالب من هنا الزميل ' بوعمر ' أن ينشر هذه المذكرة كاملة للاستفادة والتمعن والاستمتاع ، فلقد أبدع فيها أيما إبداع ، ولنفرح كلنا بميلاد فيلسوف من الكويت .. 

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك