كل مساعى المعارضة لإسقاط الرئيس وحكومته، لم تقض على الفساد، بل كرسته وقننته، برأى أحمد عيسي

زاوية الكتاب

كتب 1046 مشاهدات 0


 


افتتاح ساخن

أحمد عيسى
بقدر سخونة تصريحات نواب المعارضة الجديدة أتت كلمات افتتاح دور الانعقاد لمجلس الأمة من الاتجاه المضاد، حيث جاءت الرسائل تلو الأخرى من رأس النظام الدستوري ورئيسي السلطتين التشريعية والتنفيذية، ما بين عمق التباين بين الطرفين حول آلية إدارة الملفات المهمة في البلاد.
وبعد صيف ساخن تخلله نزول النواب إلى الشارع، وتصعيدات حول ملف الإيداعات المليونية، وحملة اتهامات لنواب وأطراف حكومية، لخصت كلمات الافتتاح يوم أول من أمس وجهة نظر أخرى تضمنت أن الممارسات السياسية تجاوزت كل الحدود، وتخللها تراشق بغير دليل واتهامات بالرشوة والخيانة غاب معها صوت العقل.
كلمات أول من أمس رغم قسوتها فإنها كانت ضرورية لتوازن الأمور، وتبين للمعارضة الجديدة أنها ليست وحدها اللاعب الأوحد على الساحة السياسية، كما أن توقيتها فرصة سانحة على قوى المعارضة الجديدة بشقيها النيابي والسياسي إحسان استغلالها بالجلوس على طاولة لتقييم أدائها خلال الفترة الماضية، وهو ما سيؤدي إلى لمّ شتاتها وعودتها بقوة إلى الساحة لتكون أكثر تأثيراً بعد تلافي أخطائها.
على مدى 5 سنوات قُدم بحق رئيس مجلس الوزراء ووزرائه 27 استجوابا، كما تضمنت الاستجوابات بين محاورها قضايا فساد وتجاوزات على المال العام، كشفت وجود خلل حكومي، زاد عليها ملف الإيداعات المليونية الذي نبه إلى قصور تشريعي ورقابي تنظر في جانبه الجنائي النيابة العامة حالياً، وفي المقابل رأينا استهتاراً نيابياً وتعسفاً باستخدام الأدوات الدستورية، فلم تنجح المعارضة في مسعاها لإسقاط الرئيس، ولم توفق في معالجة أي ملف من ملفات الفساد المالي والإداري، بل على العكس رأينا الحكومة تلجأ إلى المحكمة الدستورية، وتعود منها بتفسير يحصن رئيسها طالما بقي على كرسيه.
أول من أمس قاطع نواب المعارضة الجديدة المشاركة باختيار أعضاء اللجان، وهناك حديث عن احتمال مقاطعتهم أعمال المجلس وجلساته، وكان واضحاً رفض عدد منهم مصافحة رئيس مجلس الوزراء خلال اللقاء البروتوكولي بسمو الأمير بعد جلسة افتتاح دور الانعقاد، وهذان مؤشران واضحان على مدى القطيعة بين معسكري الحكومة والمعارضة.
على مدى 5 سنوات لجأت المعارضة الجديدة إلى أكثر من طريقة للتعامل مع الحكومة ورئيسها، فبدأت باستجوابه على خلفية تعديل الدوائر واستمرت في مساءلته مع عدد من وزرائه، وأعقبتها بندوات ونزول إلى الشارع، ثم تحولت عن ذلك بإعلان استجوابات للوزراء الشيوخ لضرب رئيس الوزراء من داخل الأسرة ومجلس الوزراء، ثم بعد كل ذلك أتت اليوم لتقاطع الجلسات وترفض مصافحة رئيس الحكومة، ما يدعونا إلى تساؤل: لماذا لا تجلس جميع أطراف المعارضة على طاولة واحدة وتقيّم أداءها فتوحد جهودها وترتاح ونرتاح معها، لأن جميع مساعيها لإسقاط الرئيس وحكومته باءت بالفشل الذريع، وما تقوم به يفيد الرئيس ومعسكره فقط، ولا يقضي على الفساد بل رأيناه يكرسه ويقننه؟

على الهامش:
للمرة الأولى في تاريخ الكويت يقف أعضاء السلطتين دقيقة حداد داخل مجلس الأمة على رحيل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز خلال افتتاح دور الانعقاد يوم أول من أمس، لكن على قدر مصاب الرحيل كان التعبير عنه رسميا وشعبيا في الكويت، إلى جانب تأكيدها أن بادرة الوفاء ليست غريبة على أميرنا الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه.

 

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك