نواف الفزيع متساءلاً 4 آلاف شخص يقتحمون مجلس الامة يستحقون الغضب و400 مليون دينار سلبت من المال العام في طوارئ (2007) ألا يستحق هذا شيء من غضبكم؟

الشتاء الكويتي

 
المحامي نواف سليمان الفزيع

على إحساس البعض بهمجية اقتحام مبنى مجلس الامة في ساعة من الزمن عشنا نحن إحساساً بهمجية سقوط دولة واقتحام دستورها على مدار عشرين عاما او اكثر.
أين هذا الغضب عليكم من حقوق كثيرين من الشعب الكويتي قد انتهكت جهارا ومرات؟
أين هذا الغضب من عبث القروض؟ ألم يشكل ما حصل مخالفة للقانون وانتهاكاً لنظامه؟ بل أين عصي القوات الخاصة واثر المباحث الجنائية لترفع بصمات من سرقوا الملايين وتحيلهم للنيابة؟
4 آلاف شخص يقتحمون مجلس الامة يستحقون الغضب و400 مليون دينار سلبت من المال العام في طوارئ (2007) لنقف اليوم امام احالة المخالفين للمحاكم في عدم وضع صورة الترخيص على مطعم للمأكولات الهندية السريعة، ألا يستحق هذا شيء من غضبكم؟
لو تضخمت أرصدة مواطن عادي وأحيل من قبل احد البنوك لتم استدعاؤه في اليوم التالي من قبل المباحث، ولو تضخمت ارصدة نائب قيل ننتظر تقرير البنك المركزي حتى نعرف نستدعيه من عدمه الا يستحق منكم شوية غضب؟
جيلنا تحديدا ألا يستحق غضباً؟ مضى على زواجنا شخصيا 15 عاماً في انتظار دور للسكن حتى حصلنا على دورنا في مدينة صباح الأحمد السكنية لنضيف عليها 5 سنوات لاكتمال البنية التحتية يعني 20 عاما حتى حصلنا على 600 متر في مدينة صباح الأحمد يكون عندها أولادنا بلغوا سن الجامعة، وتكون جامعة الشدادية حسب ما توقع مدير الجامعة الحالي قد شارفت على الانتهاء اي في 2020 ولكن الشدادية كانت لتسلم في 2013 بطاقة استيعابية متوازية مع التعداد المتوقع وخريجي الثانوية في 2013 والصورة في 2020 غير والعدد اكبر ومن مصيبة انتظار دور للسكن 20 عاما الى مصيبة حرمان ابنائك في الجامعة لأن الفساد عطل تسليم الجامعة 10 سنوات، ألا يستحق هذا منكم شوية غضب؟
آخر مستشفى بني في الكويت في عام 1978 ومستشفى جابر وضع حجر اساسه منذ عشر سنوات، وما بين صفقات الفساد لا نزال ننتظر اول مستشفى في الكويت بعد 30 سنة ألا يستحق هذا شوية غضب؟
الاطفال المصابون بالسرطان والموجودون في كنف مركز متخلف ضاق بالمرضى ليقف هؤلاء الاطفال وقوفا لتلقي ابرة الكيماوي لأن الأسرة غير كافية ولأن آباءهم ما عندهم واسطة حتى يذهبوا بهم للعلاج بالخارج، هالاطفال ألا يستحقون غضب الحكومة، كما انتم في غضب على المقتحمين؟
من التسعينيات والفوائض المالية لم يمر على تاريخ الكويت بحجمها لم تعلق ميزانية بل ان الحكومة اخذت شيكاً على بياض من المجلس في كل الميزانيات التي مرت ولكن ماذا جنينا منها؟
10 سنوات بالضبط مرت من ايام الارتفاع الصاروخي لأسعار النفط و8 سنوات مرت من زوال الخطر الصدامي، في 10 سنوات دبي اصبحت مدينة عالمية بعد ما كانت قرية صغيرة وقطر ستستضيف كأس العالم لكرة القدم اهم بطولة عالمية تحتضنها لأول مرة دولة عربية هي اصغر دولة عربية بالمساحة، 10 سنوات وتمت توسعة الحرم المكي مرتين، وبنيت مدينتان حجيتان في السعودية حتى البحرين لولا الاحداث المؤسفة الاخيرة فيها اصبحت حاضنا دوليا لأهم ميناء مالي في المنطقة، 10 سنوات لم نر فيها مطاراً جديداً أو طيارات جديدة لناقلنا الوطني او جامعة جديدة او مستشفى جديداً، او تقلص فترة انتظار دورنا في الاسكان الى 5 سنوات.
10 سنوات شفنا فيها المكلسن والمصفاة الرابعة والداو ومولدات 2007 ومحطة مشرف والاغذية الفاسدة والشركات الوهمية في البورصة وايقاف نشاطنا الرياضي، وسقوط الآلاف في فخ عبث القروض، الشتاء الكويتي القارس هو ما نعيشه، في دولة حباها الله بخير النفط وابتلاها بالفساد.
الشباب يائسون حانقون مو على كادر او معاش بل لانهم مغيبون عن اجندات الحكومة يريدون نتائج حقيقية لاشعارات عن تنمية مزعومة ومحاربة فساد اكثر زعما، الشباب المقتحمون في نظرنا لم يلوثهم مال قبيضة او مناقصات تحل على رجال اعمال فاسدين ثمنا لموقف سياسي مؤيد او مناصب توزع على اتباعهم، الشباب المقتحمون لاتتحدوهم فليس لديهم شيء يخسرونه ونحن معهم ما عندنا شيء نخسره بعدما خسرنا الكويت وضيعناها في الصراعات وفي الفساد الذي سمحت الحكومة فيه يوم قربت بطانة فاسدة ومستشاراً فاسداً وتاجراً.
هذا شتاء لن تنهية بصمات المقتحمين مادامت بصمات من وراء هذا السقوط للكويت في كل مكان بمسرح جريمة نحر الكويت من الوريد الى الوريد.
هذه بصماتنا وهذه عينة من غضب اما ان تأتي الحكومة بربيع كويتي والا الشتاء الكويتي قارس جداً.