يبا.. يما ليش ما عندنا ديمقراطية

زاوية الكتاب

ماذا ستجيب أحد أبنائك بعد عشرين عاماً لو سألك ؟!

كتب 3394 مشاهدات 0

المحامي مهند الساير

سؤال بعد عشرين عاما

المحامي / مهند الساير

أرجوكم أرجوكم يامجتمعي العزيز بعد عشرين سنة اذا فشلت محاولتنا اليوم للحفاظ على دستورنا وأتى أحد من أبنائك وسألك (يبا أو يما ليش ماعندنا ديمقراطية) فأرجو أن تقولوا له انه قبل عشرين سنة كان في شباب يحاولون يدافعون عن الدستور والديمقراطية ايام طويلة وتحملوا ما تحملوا من انواع كثيرة من الضغوط والإهانات ، شباب تركوا مصالحهم واعمالهم من اجل أن يظهروا للناس انهم لايقبلون انتهاك الدستور ومن أجل انتهاء الفساد ومن أجل تعليم أفضل وصحة أفضل ومن أجل إقتصاد أفضل ومن أجل محاسبة الراشي والمرتشي ومن أجل جيل يخرج يقول بكل فخر أنا كويتي وهو مرفوع الرأس من اجل كويت أفضل وكانوا بمنتهى الرقي في الطرح والتنظيم وفي أحد المرات التي تعرضوا فيها للضرب فيها قامت مجموعة بإرتكاب خطأ كالأخطاء التي وقعت فيها حكومتنا في هذاك الوقت بإقتحام مجلس الأمة وكسروا (قلاس) داخله فأقمنا عليهم جميعاً الحد يا إبني وأصبحنا ندعوهم بالمخربين واصبحنا ندعوا عليهم بالهلاك بمناسبة وبغير مناسبة سواء الذين دخلوا هذا المجلس أو الذين لم يدخلوا سواء الذين وافقوا دخول المجلس أو الأغلبية التي رفضت هذا الدخول فأخذناهم جميعاً بوزر الذين دخلوا مجلس الأمة ..!!
فإذا نظر في عينيك وقال أليس الله تعالى يقول في كتابه : {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}
وإذا قال لك أيضاً هل يعقل أن تلغى مئات المطالب المشروعة من أجل تصرف واحد غير مشروع ..!!
هل يعقل أن تكونوا بهذي الثقافة ياأبي بأن لاتحاسبوا كل هذي الإنتهاكات التي حدثت في عهدكم يا أبي هل يعقل كل تلك السنين ونحن نأكل طعام فاسد هل يعقل كل تلك السنين ونحنزلانجد مكان نجلس فيه لنتعلم هل يعقل كل تلك سنين تمارس كل هذه الأمور هل من العدل يبا ان زميلي في الدراسة الذي اتفوق عليه يتوظف في مكان ضعف راتبي لانك لاتملك واسطته هل تقبل يا ابي انني اخجل من الذهاب للدوانية لان اصحابي لهم نفوذ وانا احس اني الضعيف بينهم  ..!!
هل يا أبي تحاملت على نفسك وذهبت إلى تجمعهم ورأيت بنفسك هل ما يقومون به من اعمال شغب ولا اكتفيت يا يبا بتصديق الروايا  والاعلام ..!!
هل ساحة الإرادة بعيدة لدرجة انك يايبا ماتقدر تروح وتشوف بعينك ..!!
هل ساحة الإرادة كلها مطالب غير مشروعة ..!!
أرجوك أرجوك أرجوك أيها الأب يامن سوف يخاطبك إبنك لاتنزل رأسك في هذه اللحظات ولاتذرف الدموع لأنها سوف تثبت خطأك وسوف يتركك إبنك وهو على يقين انك أنت من ساهمت بهذي الأمور وسوف يرفع يديه هذا الإبن او هذه البنت التي تعاني من الجور والظلم إلا رب العباد بدعوى تكون اللهم عليك بالفاسد والمفسد والساكت عن الفساد فأخشى أن تكون أنت جزء من هذا الدعاء فلديك عشرين عاماً لتجهز الإجابة لتساؤلات أبنائك إن وجدوا ..!!

الآن - رأي : المحامي مهند الساير

تعليقات

اكتب تعليقك