في الذكرى الأولى لوفاته

محليات وبرلمان

((الآن)) تنشر أدق التفاصيل والمستجدات والمفاجآت في قضية مقتل 'محمود البناي'

74513 مشاهدات 0

المجني عليه ونجليه محمود واسماعيل

شقيق 'الضحية' لـ :-

  • المغدور كان طيباً ومحبوباً بشهادة الجيران، وترك وراءه طفلين.. 'إسماعيل' و 'محمود'
  • قتل في شقته بالعشر الأواخر من رمضان، وجميع الأدلة والصور بحوزتنا
  • خلافه مع أصحابه سببه 'كمبيالة'، وحقنوه بإبرة مخدرة لإخفاء الجريمة
  • المباحث ألقت القبض على أربعة من المتهمين وتركت قريب وزير سابق!
  • وكيل النيابة والضباط تم استبدالهم، والجدد لم يتعاونوا معنا وأهملوا القضية  
  • التقرير الشرعي زور، وسلمت القضاء ما يثبت ذلك
  • لن أتحفظ على أي معلومة حتى يعرف الشعب والرأي العام كل تفاصيل القضية
  • قضية أخي 'محمود' تتشابه بشكل كبير مع قضية 'الميموني'
  • ناشر تحرير جريدة كان له دور فعال في نشر القضية
  • أحمل المسؤولية للنائب العام 'ضرار العسعوسي' لأننا قدمنا له الأدلة وحفظ القضية

عام من الحزن والأسى مرّ على أسرة الفقيد 'محمود البناي' لفراق ابنهم المحبوب الذي قتل في شهر الرحمة والمغفرة 'شهر رمضان الكريم'، القضية التي هزت المجتمع الكويتي لكونها ليست الأولى من نوعها التي يتم تظليل الرأي العام فيها، وخشية من تكرارها انتفض لها الشارع الكويتي ووسائل التواصل الاجتماعي  .
قصة أشبه بالمسلسلات الدرامية المثيرة التي تتوالى أحداثها، لكنها دراما حقيقية مأساوية على أرض الكويت أبطالها جناة يعيشون حياتهم طلقاء أحرار، ومجني عليه قتل دون ذنب يذكر، تاركاً خلفه طفلين يشوب مستقبلهم بالضبابية لفقدانهم والدهم، وأم حبيسة أحزانها تعيش لحظات عصيبة لفراق ابنها القريب إلى قلبها، وزوجة تتقطع أحشائها كل يوم شوقاً لزوجها، وأخ يبحث عن حق أخيه الذي مات مغدوراً به بدم بارد، منذ عام لا يتذوق طعم النوم أو الراحة لأن هناك من يحاول إخفاء الحقيقة، خاصة وأن أحد المتهمين - كما يقول شقيق المجني عليه - كان عمه مسئولاً كبيراً بالحكومة في ذلك الوقت
و في الذكرى الأولى لوفاة 'البناي'، انتقلت إلى منزل أسرة 'الضحية' لنتعرف منهم على أدق تفاصيل القضية والمستجدات والمفاجآت التي لم يعلن عنها من قبل وكان لنا مع شقيقه في ظل وجود العائلة هذا اللقاء:-

في البداية لنتعرف منك على محمود البناي ؟

أخي محمود مواطن كويتي الجنسية ، يبلغ من العمر 32 عاماً ، كان يعمل بإحدى الشركات الخاصة، ودوداً طيباً محبوباً من جيرانه والعائلة وأصدقائه وكل من يعرفه، ليس لديه عداوات مع أحد، لديه طفلان الأول يدعى 'إسماعيل' يبلغ من العمر 7 سنوات ، والثاني اسمه 'محمود' عمره 9 أشهر ولد بعد وفاة أبيه بعدة أشهر ، كان رحمه الله 'فنان' يهوى الرسم، ويعشق تربية الطيور ويمتلك جاخور في كبد يقوم بممارسة هواياته به .
كان محمود متزوجاً من مواطنة أنجب منها اسماعيل '7 سنوات'،وطلقها نتيجة خلافات أسرية، ثم تزوج من مواطنة أخرى وكانت حامل في شهرها الرابع وقت وفاته ، أنجبت ولداً بعد وفاة محمود بـ5 أشهر ، وسميناه 'محمود' على أسم والده رحمه الله .

ما هي ظروف وملابسات الجريمة ؟

وقعت الجريمة في شقة محمود التي يعيش فيها مع زوجته بالجابرية، ولكن لم تكن الزوجة متواجدة وكان بمفرده ، بينما كانت الزوجة في زيارة لمنزل أهلها قبل قتل محمود بأيام قليلة وحتى وقوع الجريمة، كان محمود يأتي إلينا ليتناول الفطار معنا  بمنزل العائلة كل يوم أثناء وجود زوجته بمنزل أهلها، وآخر يوم تناول الإفطار معنا الثلاثاء 23 من شهر رمضان الماضي وقتل في صباح اليوم التالي .

قيل أن 'محمود' قتل في شقة كان يستأجرها هو وأصدقائه ، ما صحة ذلك ؟

هذا الكلام عار تماماً من الصحة، محمود قتل في شقته التي يعيش فيها مع زوجته بمنطقة الجابرية ، وهذا بالدليل وشهادة الشهود وحارس البناية التي كان يقطن فيها، ولم يكن له أي مسكن آخر مع أحد ، أما هذا الكلام هدفه البلبة وتغييب الحقيقة .

ماذا حدث في آخر يوم تواجد معكم 'محمود' رحمه الله؟ 

آخر مرة رأينا محمود يوم الثلاثاء 23 رمضان الماضي حيث تناولنا الإفطار سوياً مع الأهل وجلسنا نتحدث وكان محمود يبدو عليه الحزن والضيق، وبدأ يتحدث عن خلافات بينه وبين أحد الأشخاص الذي يعرفهم من ربعه (وهو المتهم الأول في القضية وقد تعرف عليه حارس البناية) وكان يتسابق معي على الختمة الثالثة للقرآن الكريم خلال شهر رمضان .
وعادة ما يمازح محمود إبنه 'اسماعيل' ويلعب معه، لكن في هذا اليوم بالأخص أخذ يلعب معه كثيراً ويحضنه ويتحدث معه حتى تعجبنا وقلنا له 'اشفيك محمود' ، لكننا علمنا فيما بعد 'سبحان الله' وكأن محمود كان يودّع إبنه لشعوره بالرحيل حيث قتل في اليوم الثاني واكتشفت الجريمة باليوم الذي يليه .

ما الخلافات التي تتحدث عنها والتي وقعت بين 'محمود' وأحد المتهمين ؟

كان محمود طيب القلب ودائما ما كان يتحدث معي عما يدور بحياته ، وكان له صديق (المتهم الأول) قال لي 'محمود' أنه سعودي الجنسية لكننا اكتشفنا مؤخراً أنه من غير محددي الجنسية 'بدون'، وصديق آخر (كان عمه مسؤول حكومي 'وزير' في ذلك الوقت) يشارك 'محمود' في جاخور بكبد حيث يقوما بتربية الطيور معاً، وصديقين آخرين متهمين أيضاً والأربعة أصدقاء بجانب محمود يعرفون بعضهما جيداً، وقد تعرف عليهم الشاهد الوحيد بالقضية وهو حارس البناية حيث رآهم جميعاً يصعدون الى شقة محمود ليلة ارتكاب الجريمة .
وكان الخلاف بين محمود وصديقه (المتهم الأول) بسبب كفالة محمود له لدى مكتب تأجير السيارات، وبعد ذلك هاتف  مكتب السيارات محمود وطالبه بسداد مبلغ 200 دينار مستحقة على صديقه الذي كفله ، وأبلغوه أن صديقه لم يقم بتسليم السيارة حتى ذلك الوقت ، ذهب إليهم محمود ودفع المبلغ وأخذ يبحث عنه ومعه أحد أصدقائه حتى عثرا عليه، ووجد السيارة مدعومة فاصطحبوه إلى مكتب السيارات وأخذ عليه كمبيالة بمبلغ 1098 دينار حتى يقوم بتسليم السيارة إلى المكتب .

كيف تم اكتشاف الجريمة ؟ 

تواجد محمود كما قلت مع الأسرة لساعة متأخرة ليلة مقتله ، وبعد مغادرته لمنزل العائلة اتصلت به باليوم الثاني فوجدت جهازه المحمول مغلق ، قلت ربما يكون نائماً، وانقطع الإتصال عن زوجته وباقي أفراد العائلة، حاولت زوجته الإتصال به على جهازه طوال اليوم وجدته مازال مغلقاً أيضاً فطلبت من والدها الذهاب إلى شقتها لقلقها على زوجها 'المجني عليه' ، وبالفعل ذهبت ومعها والدها والخادمة باليوم التالي وكانت الفاجعة ، وجدت محمود ملقي على الأرض والدماء تحيط به من كل مكان وقد فارق الحياة .
هاتفني على الفور والد زوجة أخي وطلب حضوري للشقة مسرعاً ،  ولم يبلغني بأن محمود قد مات، تحركت في عجلة من أمري بالسيارة وعندما وصلت وجدت رجال الأمن والمباحث يطوقون المكان، أصبت بالذهول وتوجهت نحو جثة أخي، رأيت أشياء غريبة مما جعلني على يقين بأنه قد قتل غدراً .

ما الأشياء التي أكدت لك أن أخاك مات مقتولاً كما تقول ؟ 

وجدت الدماء تملئ وجهه وجسده وهناك نزيف من خلف رأسه وفمه وأنفه بالإضافة إلى أذنيه وآثار أصابع على رقبته، وآثار دماء على جدران الشقة والأثاث غير أن الشقة غير منظمة وتم تفتيشها وكأن القاتل يبحث عن شيئ ما، كما أن الشقة أغرقت بالمياه وكأنها مغسولة، واختفت مطرقة كبيرة كان يستخدمها أخي في تعليق الطيور على الحائط وهي ما ضربوا بها أخي على رأسه، كما اختفى 'كاسكو' يتحدث بطلاقة ومن المؤكد أن الجناة تخلصوا منه فيمكن أن يكون قد سمع الحوار الذي دار داخل الشقة ومن ثم ينطق بإسم أحداً منهم، واختفى أيضا الهاتف النقال .
لاحظت أيضاً أن أخي كان ملقى على الأرض في هيئة غريبة، رأسه على وسادة صغيرة والحشو الذي بداخلها غير موجود، وساقيه متساويتين، وبنطاله نازل من على فخذه، وكان شعره مغسولاً وممشطاً على الجنب الأيمن في حين أن 'محمود' عادةَ يمّشط شعره للوراء، فالجناة فعلوا كل ذلك محاولة منهم ليوهمونا أن موته نتيجة تعاطيه جرعة زائدة من المخدرات .

وما علاقة ذلك بالجرعة الزائدة من المخدرات ؟

وجدنا 'محمود' محقوناً في ثلاثة أماكن بجسده بعد قتله ، الفخذ والكتف الأيسر والوريد الأيمن، فهم حاولوا أن يضللوا السلطات الأمنية فحقنوه بعد ما قتلوه ، ولكن بحكم أنني أعمل 'مسعف' بوزارة الصحة فأعلم أن المتعاطي يحقن نفسه في الوريد فقط ، كما أن المتعاطي لجرعة مخدرة زائدة يموت وهو بحالة مزرية وملقي على الأرض في شكل غير منتظم وليس بشكل متساوي ومستقيم . 

ماذا حدث بعد ذلك ؟ 

قمت بالتقاط بعض الصور لأخي وهو على حالته، وخرجنا جميعاً من الشقة بعدما وصل رجال الأدلة الجنائية ، وكانت هناك آثار لبصمات كثيرة، واتجهت إلى حارس العمارة وسألته هل شاهدت أحداً مع أخي؟ قال لي: أنه رأى محمود ومعه شخصين يصعدون إلى الشقة  الساعة 5 صباحاً (يوم 24 أغسطس الموافق 24 رمضان) وبعدها بأربع ساعات أي في تمام الساعة 9 صباحاً شاهد شخصين آخرين يصعدان لشقته أيضاً، وقال الحارس أنه لم يرى أحداَ منهم يخرج من البناية وربما يكونوا قد ظلوا بالشقة حتى آذان المغرب حيث ينشغل الجميع في الإفطار وتكون الشوارع خالية فيغادروا الشقة دون أن يراهم أحد، واعترف الحارس بهذا الكلام وأقر بأسماء المتهمين اللذين كانا برفقة أخي في الصباح الباكر أمام المباحث والأدلة الجنائية .
عندما علمت بأسماء المتهمين اتصلت على أحدهم وأنا في حالة عصبية بالطبع، رد علي وكان صوته يرتعش فقال لي ' والله العظيم مو أنا اللي قتلت أخوك.. اللي قتل أخوك صاحب الكمبيالة واللي ساعده على قتله (---) - والذي كان عمه وزيراً في ذلك الوقت -'، حينها تذكرت كلام 'محمود' وخلافه مع أصدقائه وقصة 'الكمبيالة' التي تحدثت عنها سابقاً ، وأخذت أبحث عن تلك الكمبيالة حتى وجدتها وقدمتها للنيابة .

كيف وجدت الكمبيالة ؟

قبل أن أجد الكمبيالة قامت المباحث بتفتيش سيارة 'محمود' ، ووجدت بداخلها شهادة راتب لأحد المتهمين بتاريخ 24 /8/ 2011  وهو نفس يوم ارتكاب الجريمة، أما عن الكمبيالة، فبعد ما حدث أخذت أبحث في شقة أخي 'محمود' وأوراقه للعثور عن أي خيط قد يساعد في سير التحقيقات ، فتذكرت أن هناك مكان بالشقة يضع 'محمود' فيه الأشياء المهمة بالنسبة له ، ذهبت إليه فوجدت الكمبيالة، وعثرت أيضاً على شهادة طبية تثبت أن محمود لا يعاني  من أمراض ودمه خالي من أي شئ، وهذه الشهادة استخرجها 'محمود' وقدمها لإحدى شركات النفط حيث أنه كان يبحث عن عمل حكومي لتحسين دخله، وهذا أكبر دليل أن الإدعاءات التي يطلقونها ليس أساس لها من الصحة .

ماذا حدث مع المتهمين ؟

بالنسبة للمتهمين اكتشفنا أن أحدهم سافر إلى مصر لإبعاد الشبهة عنه وتم القبض عليه بمطار الكويت أثناء عودته وتم اقتياده إلى المخفر وحينها تعرف عليه الشاهد الوحيد بالقضية 'الحارس'، وأكد أيضا أنه كان بصحبتهم شاب آخر أسمر البشرة صعد مع أخي 'محمود' الى الشقة فجر ارتكاب الجريمة ، أما الشخص الذي قال لي أن 'من قتل أخاك هو صاحب الكمبيالة وساعده على القتل شخص آخر ' هذا وعدني بأن يأتي إلي ونذهب ليشهد بذلك أمام النيابة لكنه هرب أيضاّ، أما المتهم الذي كان عمه وزيراً في ذلك الوقت قام بتسليم نفسه للطب النفسي حتى لا تستطيع المباحث القبض عليه والتحقيق معه، أما صاحب الكمبيالة 'الغير محددي الجنسية' فبحثنا عنه كثيراً ولم نجده حينها، ويتبقى صاحب شهادة الراتب وهذا تم القبض عليه .
المفاجأة التي عرفناها بعد ذلك أن المتهمين الأربعة ألقت المباحث القبض عليهم وأطلق سراحهم جميعاّ والمباحث أخفت علينا ذلك، فهم غير متعاونين معنا بالمرة كما أن هناك محاولات كثيرة لتعويم القضية وإخفاء الحقيقة .

كيف كان رجال المباحث غير متعاونين وما محاولات إخفاء الحقيقة؟

كانوا غير متعاونين في تزويدنا بالمعلومات والتحرك في القبض على الجناة والكشف عن القاتل الحقيقي مما جعلنا نبحث عنه بأنفسنا للوصول إلى الحقيقة .
فعندما علمت أنهم أفرجوا عن المتهمين وأن الحارس قد تعرف عليهم قمت بالإتصال بالحارس وتأكدت منه بأنه قد ذهب إلى المباحث وتعرف على المتهمين، وقمت بتسجيل كلام الحارس ، وبعدها توجهت أولاً إلى النيابة فوجدت شخصاً آخر بدلاً من وكيل النيابة المسئول عن القضية، سألته أين ذهب الوكيل المعني باالقضية؟ قال لي أنه بأجازة ، فقلت له أريد أن أسجل معلومة في قضية أخي، فقال: أنني لم أطلّع على القضية حتى الآن ولم أحقق مع أحد وانتظر تقرير المباحث، وكانت المباحث قد أبلغتني بأن النيابة هي من أفرجت عن المتهمين بكفالة مالية، حينها ذهبت إلى المخفر فوجدت طاقم جديد للضباط سألت لماذا، فقالوا أن الفرقة القديمة  للضباط تم نقلها بناء على أوامر عليا ، وسألت من يتولى ملف قضية أخي فقالوا الملازم (---) وهو من قام بالتحقيق والذي سبق أن تعرف الحارس على المتهمين أمامه
 سألته 'اشصار على قضية اخوي؟'
قال لي وهو غير مهتم ' التحريات لم تسفر عن شيئ ' فقلت نهائياً ، قال 'اي نهائيا'
 قلت اشلون لم تسفر عن شيئ وانت جايب المتهمين قبل 4 أيام وتعرف عليهم الحارس'
قال 'أي هذا شغلنا ما يصير نقوله لك'
قلت 'زين هل المتهمين عندكم هنا ولا في المباحث الجنائية'
قال' اي عندي هني'
قلت 'اشلون عندك وانت قد أطلقت سراحهم بنفس الليلة اللى مسكتهم فيها' ، ففزع من مكانه وقال لي 'انتا منو اللي قال لك' قلت له الحارس، وانصرفت وانا بحالة عصبية مما يحدث .

ماذا حدث مع الحارس بعد أن أدلى بشهادته ؟

بعد أن تعرف الحارس على بعض المتهمين - حيث أنه الشاهد الوحيد في القضية - ، أبلغني بأنه تعرض للإبتزاز والتهديد من قبل أحد المتهمين ليغير أقواله وقمت بتسجيل هذه المكالمة وبها إعترافاته خشية من أن يتراجع في شهادته بأي وقت بسبب الضغوطات التي يتعرض لها.
 بعدها بأيام هاتفني الحارس وسألني عن موعد إخلاء الشقة التي كان يسكنها أخي والتي وقع فيها الحادث، فقلت له ' لن نترك الشقة' حيث أن القضية ما زالت قائمة وذهبت إليه لكي أدفع الإيجار لم أجده، ووجدت مكانه حارس آخر وبسؤاله عن الحارس الأول - الشاهد الوحيد بالقضية - أبلغني أنه غادر الكويت مما أكد لي أنه بالفعل تعرض لضغط دفعه للهرب .

وهل تعلم مكان الحارس الآن أم غادر ولم يعد ؟

نعم، عاد الحارس من موطنه 'مصر' بعد أن غاب عن الكويت قرابة الثلاثة أشهر ، وهو داخل البلاد الآن ونعرف مكانه  

ماذا عن تقرير الطب الشرعي ؟

هناك تقريران للطب الشرعي الأول وهو الصحيح والثاني مزور، وتبدأ قصة التقرير عندما اتصلت بي إدارة الطب الشرعي وبالتحديد يوم 22 / 9 / 2011  وطلبوا حضوري إلى إدارتهم، ذهبت إليهم فأعطوني ورقة 'تعديل سبب الوفاة' وأبلغوني بأن تقرير الطب الشرعي صدر وتم إرساله للنيابة  .
ذهبت إلى النيابة واكتشفت أنها لم تتسلم هذا التقرير والذي أرسل من قبل إدارة الطب الشرعي، فذهبت إلى المباحث وقلت للضابط بأن التقرير قد وصل إليكم، فسألني كيف عرفت ذلك، وطلب مني مراجعته بعد 5 أيام .
وعندما رجعت اليه بعد إنقضاء المدة تفاجأت بأنه يقول لي لقد تم إعادة تقرير الطب الشرعي إلى الإدراة لوجود خطأ في اسم المتوفي، بالرغم من أنني قمت بتعديل الإسم في اليوم الثاني من وقوع الجريمة، والدليل على ذلك أنه تم استخراج شهادة الوفاة بإسم 'محمود' .
شعرت بأن هناك تلاعب ما يحدث بالتقرير خاصة وأن أحد المتهمين عمه وزير مما جعلني أسعى للحصول على نسخة من التقرير الأصلي قبل تغييره أو تعديله وبالفعل استطعت الحصول على نسخة من تقرير الطب الشرعي الأصلي، فوجدت الإسم صحيح ولا يوجد به أي خطأ، فلماذا أعادت المباحث التقرير إلى إدارة الطب الشرعي؟! والذي يؤكد أنها شبهة جنائية، وأن الجريمة وقعت ما بين الساعة 10 صباحاً و12 ظهراً، وأن كل ما وجد بالشقة من ملعقة وإبرة وأكياس بلاستكية صغيرة خالية من أي مواد مخدرة وذلك بعد عرضها على المختبرات الكيميائية ومختبرات المؤثرات العقلية، كما أن تحليل DNA أثبت أن جسم المتوفي خالي من أي مواد مخدرة عقلية ، وأن هناك 5 جينات وراثية في جسم المتوفي إحداهما تتبع للمتوفي والأربع الجينات الأخرى لا تئول إليه، وهذا شيئ خطير.
وكما كان متوقع وبكل أسف جاء التقرير الثاني يقول أن سبب الوفاة جرعة مخدرة زائدة.
والغريب في الأمر أن التقرير الأول للطب الشرعي استغرق ما يقرب من الشهر والنصف حتى صدر ، واستغرق أيضاً إصدار التقرير الثاني للطب الشرعي ما يقرب من 45 يوماً وهذا يدعو للشك والريبة لأن هناك مصادر طبية وقانونية أكدت لي أن تقارير الطب الشرعي في حالات وفاة المتعاط لجرعة زائدة لا تستغرق أكثر من أسبوع، كما أن التقرير الأول الذي أملك نسخة منه أثبت بالدليل القاطع أن ما وقع لأخي ما هي إلا جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد .
وأحب أن أشير إلى نقطتين، الأولى أنه في الوقت الذي كنا فيه بمسرح الجريمة قال لي وكيل النيابة أن الحادث به شبهة جنائية وكل من كان بالمكان شهد بأنها حادثة قتل، الثانية أن دكتور الطب الشرعي الذي كان متواجداً بمسرح الجريمة أيضاً غادر البلاد .

كيف علمت بالتقرير الجديد للطب الشرعي ؟

ذهبت إلى وكيل النيابة الجديد المسئول عن القضية وسألته عن تقرير الطب الشرعي المعدل فأبلغني أنه وصل إلى النيابة وأن 'محمود' مات اثر جرعة زائدة، وعن تقرير البصمات قال 'لا يوجد سوى بصمة أخوك' ، غضبت بشدة وقدمت له الشهادة الطبية التي وجدتها في أوراق أخي والتي استخرجها قبل وفاته حينما كان ينوي الحصول على وظيفة حكومية والتي تثبت خلو جسمه من أي أمراض وأن دمه خالياً من أي مواد مخدرة .
فوجئ وكيل نيابة بالشهادة الطبية وسألني من أين أتيت بها، قلت له وجدتها في أوراق أخي، ويمكنك أن تثبت صحتها عن طريق جهة استخرجها، وعندما سألته لماذا لم تقم النيابة بإستدعاء المتهمين والتحقيق معهم حتى الآن فرد قائلاً 'هذا ليس من إختصاصي بل شغل المباحث التي تعمل تحت مظلتي'
المفاجأة أن شخص ما يعمل داخل إدارة الطب الشرعي أكد لي أن بيانات 'محمود البناي' مسجلة في كمبيوتر حفظ البيانات ومدّون أن سبب الوفاة  'ضرب أفضى إلى موته' ، وهناك مفاجأة أخرى ظهرت بالقضية أتمنى ألا يتم تجاهلها أيضاً .

هل يمكن لك أن تفصح عنها أم تريد الاحتفاظ بها ؟ 

لا أريد الإحتفاظ بأي معلومة حتى يعرف الشعب والرأي العام كل تفاصيل القضية، والمفاجأة أنه في يوم من الأيام وأثناء خروجي من المنزل رأيت طليقة أخي تقوم بكتابة رقم سيارتي، وعندما ظهرت لها قامت بالهرب، اندهشت من ذلك ، لأننا على خلاف معها منذ طلاقها من أخي 'محمود' وأخذ حضانة إبنه إسماعيل منها عن طريق المحكمة بعد أن كانت حاضنة له، حيث أسقطت المحكمة حضانتها للطفل وأسندتها لوالده، لأنها كانت تعذب الطفل وتم إثبات ذلك وتم نشر هذا  في بعض الصحف ولدينا نسخ منها .
توجهت إلى المخفر لإبلاغ الضابط ما حدث وأسجل ملاحظة بالقضية في ظل وجود ضابط المباحث أيضاً ، وسألني عن اسم طليقة زوجة أخي وقام بالبحث على جهاز الكمبيوتر الذي أمامه ثم قام بطباعة ورقة من المعلومات المدنية بإسم الزوجة ومعلوماتها فتبين أنها متزوجة من 'بدون' وبالإطلاع على إسمه وصورته أكتشف أنه 'صاحب الكمبيالة' المتهم بقتل أخي والذي تعرف عليه الحارس .
عندما علم بذلك ضابط المباحث المتواجد معنا في ذلك الوقت قال ' الآن تم حل اللغز' ، وعرفنا بعد ذلك أن هذا الضابط تم نقله أيضاً .

هل كان 'محمود' يعلم أن 'صديقه' صاحب الكمبيالة متزوج من 'طليقته' ؟

لا ، لم يكن يعلم ذلك ولا أحد منا كان يعرف أن صديق 'محمود' متزوج من 'طليقته' ، واعتقد أن الأمر كان مدبراً .

هل تم التحقيق مع كل المتهمين ؟

تم التحقيق مع اثنين فقط من أصل 5 متهمين ، ومن بين المتهمين الذي لم يتم التحقيق معه والذي قال عنه الحارس (___) والذي كان عمه 'وزيرا' في ذلك الوقت، ولم يتم إستدعاءه حتى الآن .

ماذا عن أقوال المتهمين الذي تم التحقيق معهم ؟

أبلغني وكيل النيابة أن المتهمين قالوا أنهم كانوا يلعبون مع محمود 'جنجفة' وتركوه بعد ذلك، أبلغته أن أخي لم يكن يحب هذه اللعبة ولا يجيدها وربعه يعرفون ذلك جيدًا واستطيع أن اثبت ذلك بشهادة الشهود .
تراجع في حديثه وقال هم يقولون أنهم يلعبون وهو يتعاطى بمفرده، أبلغته أن المتعاطي يموت على هيئته بينما هناك آثار للدم في كل مكان بالشقة ، وأن أخي مضروب من خلف رأسه وأعطيت له الصور التي قمت بإلتقاطها حينما وصلت إلى جثة 'محمود' وهي دليل قاطع أن أخي مات مقتولاً، ففزع وقال لي 'كيف حصلت على هذه الصور' ، وإنها جريمة يحاسب عليها القانون .. الخ .

ماذا فعلتم عندما وجدتم رجال المباحث والنيابة غير متعاونين معكم في التحقيقات ؟

ذهبت أنا وأمي إلى النائب العام 'ضرار العسعوسي' وقدمنا بلاغاً، وقابلناه شخصياً وشرحنا له كل أبعاد القضية وتزوير تقرير الطب الشرعي ، وأبلغناه عن عدم تعاون الأجهزة المعنية بالقضية، وأخذنا جميع الأوراق والصور ، وعندما أعطيت الصور للنائب العام سألته 'بالله عليك هل هذه صورة شخص مات بجرعة زائدة' ، رد قائلاً 'لا'، هذه صورة شخص مقتول ، وأمر بإعادة فتح التحقيق في القضية .

ما الذي حدث بعدما أمر النائب العام بإعادة فتح التحقيق في القضية؟

تحولت القضية إلى نيابة الرقعي إدارة المخدرات في الدور الثامن بمجمع المحاكم، وذلك بعد ما أمر النائب العام بفتح التحقيق من جديد، وتم استدعاء أمي فقط وأخذ أقوالها ولم يتم أخذ أقوالي ولم أعرف السبب بالرغم انه من المفترض أن أدلي بأقوالي بحكم أنني 'شقيق' المجني عليه ولدي جميع المعلومات والأوراق التي تثبت مقتل 'محمود' ، وعندما ذهبت لوكيل النيابة لأطلب منه أخذ أقوالي قال لي بأن النائب العام طلب ملف القضية وهو أمامه الآن، وبعدها بأيام تم حفظ القضية .
في ذلك الوقت حُل مجلس أمة 2009 وتولى عم المتهم بقتل أخي منصب وزاري آخر رفيع، وتفاجئنا بعد توليه المنصب بأسبوعين بأن النائب العام قد حفظ القضية بشكل نهائي .

ماذا فعلت حين أغُلقت القضية وحفظت بشكل نهائي ؟

قمت بعمل تظلم للقضاء على القرار مصحوباً بجميع المستندات وتم بحمد الله قبول التظلم ، وفتحت القضية مرة أخرى وكانت أول جلساتها مع قضية الشهيد محمد الميموني رحمه الله، التي تتشابه قضيتنا مع قضيته بشكل كبير.
تحدث القاضي وقال أن 'محمود' 'توفى اثر جرعة مخدرة زائدة' حسب ما ورد بتقرير الطب الشرعي، أبلغته أن هذا الكلام غير صحيح وهناك تلاعب بالتحقيقات كما أن هناك تزويراً بالقضية، قال لي 'تحاسب عن هذا الكلام قانونيا'ً ، قلت ' مستعد أن أتحمل كل العواقب القانونية' .
وأبلغته أن تقرير الطب الشرعي الذي بين يديه مزور وهو الثاني ويوجد تقرير أول تم تغييره، وقدمت له التقرير الأصلي والسليم والذي يذكر به أن كل المواد التي وجدت بشقة المجني عليه لا تحمل أي مواد مخدرة، وعلاوة على ذلك أن جسم المتوفي يخلو من أي مواد مخدرة ، ويوجد 5 جينات بداخل جسد أخي أحدهم تؤول له وهذا ما يعني أن أخي تعرض للإغتصاب بعد مقتله  .  
عندما اطلع القاضي على التقرير الأول والسليم للطب الشرعي ظهر على القاضي علامات التعجب والعصبية مما قرأه وأمر بإعادة فتح التحقيق واستدعاء كل المتهمين للتحقيق معهم من جديد، واستدعاء كل من يشتبه به بمقتل 'محمود البناي' وإحضار ضابط الواقعة ومرؤوسه .
أبلغت القاضي بأن أقوالي لم تؤخذ وأنا لدي كل الأدلة والمعلومات التي تثبت مقتل أخي ، قال لي أنني أمرت بإعادة فتح التحقيق في القضية أي أن كل من لم تؤخذ أقواله يتم استدعاءه .

بعد أن أمر القاضي بإعادة فتح التحقيق، هل تعاون معك رجال المباحث والنيابة ؟

بكل أسف مازالت أساليب التعسف والتواطؤ متواجدة، بينما عادت القضية إلى النيابة وظلت 11 يوم بحوزتهم ونحن لسنا على علم بذلك، وكلما ذهبت لأسأل عنها أقابل بإهمال شديد ولا يوجد اهتمام بالقضية على الإطلاق، وبدأ وكيل النيابة المعني بالتحقيق يطلب مني أمور تعسفية حيث طلب عناوين المتهمين وأسمائهم بالكامل، فهل أنا رجل مباحث حتى يطلب مني ذلك؟!
وإثناء قيامي بتفنيد ملف القضية الأول اكتشفت مفاجأة وهي أن المباحث القت القبض على المتهم الأول بالقضية وهو صاحب الكمبيالة وزوج طليقة أخي 'محمود' وتركوه في حين أنهم ابلغونا أنه مازال هارباً وأيضاً أمتلك مستنداً يثبت ذلك .
واكتشفت بالملف أيضاً أن هناك مستنداً يظهر أن أخي هو الجاني والمتهمين هما المجني عليهم ومدّون عليه اسم وكيل النيابة الجديد المعني بالقضية، وعندما واجهت وكيل النيابة بالمستند أكد أنه لم يقم بإجراء هذا التحقيق وان هناك من وضع اسمه على هذا المستند .
كما أن النيابة رفضت مراراً وتكراراً أخذ أقوالي، ولا أدري ما السبب في ذلك حتى أنني قمت بتقديم شكوى ضد وكيل النيابة  لأخذ أقوالي بالقضية، وحتى وقتنا هذا لم يتم استدعاء أو التحقيق مع المتهم الذي كان عمه وزيراً .

ما دور مجلس الأمة والنواب في القضية ؟

أول من تحدث من مجلس 2009 عن قضية أخي النائب حسن جوهر حيث وجه عدة أسئلة لوزير الداخلية ولكن دون رد ، ثم تبنى القضية وبكل صراحة د. عبيد الوسمي وأثار الموضوع في ندواته أثناء ترشحه لمجلس 2012 ومازال يتابع معنا تطورات القضية ، ولا ننسى دور د. خالد شخير .
وبعيداً عن المجلس، هناك من كان لهم دور فعال في إثارة القضية وعرضها على الرأي العام وهم ناشر تحرير زايد الزيد ، وأيضاَ الدكتور عبدالهادي العجمي ، وأشكر حركة الكرامة الشبابية التي تقف معي وتساندني وتتابع معي مجريات القضية لحظة بلحظة، كما هاتفني منذ أيام المحاميان الحميدي السبيعي، ونواف ساري وطلبا مني أن يتبنيا القضية ومعهما نخبة من المحامين .

من تحمل مسؤولية التقصير في الحصول على حق محمود البناي ؟

احمل المسؤولية للنائب العام 'ضرار العسعوسي'  لأننا قدمنا له كل الأدلة والمستندات التي تثبت مقتل أخي ورغم ذلك حفظ القضية ، وكان يفترض به أن يوجه تعليمات صارمة للمباحث والنيابة بعدم التلاعب وطمطمة القضية والعمل بضمير المهنة  دون النظر إلى الحسابات الأخرى .

من وجهة نظرك لماذا تم التلاعب بالقضية كما سبق أن أشرت ؟

السبب الرئيسي هو وجود ابن أخ وزير سابق بالحكومة في وقت وقوع الجريمة وهو متهم أساسي بالقضية وقد اعترف عليه الحارس ورغم هذا لم يتم استدعائه أو التحقيق معه ، وبالرغم أن  'عمه ' لا يتولى أي حقبة وزارية الآن إلا أن لديه نفوذه داخل الحكومة والداخلية.

ما هي أخر تطورات القضية وما النتائج التي أسفرت عنها التحقيقات ؟ 

قدمت شكوى بالمحكمة عن طريق المحامي ضد وكيل النيابة المسئول عن القضية بسبب تجاهله أخذ أقولي، وتم قبول الشكوى وقام بعدها وكيل النيابة باستدعائي وأخذ أقوالي، كما تم القاء القبض على 'صاحب الكمبيالة' زوج طليقة أخي 'محمود' واعترف أنه كتب هذه الكمبيالة لكنه نفى جريمة القتل، وتم إحالته إلى الطب الشرعي لأخذ عينه من دمه ورفع بصماته .
ولكن حتى الآن لم يتم استدعاء أو التحقيق مع المتهم الذي كان عمه وزيراً .

شقيق المجني عليه وابنه ووالدته

وفيما يلي صوراً ضوئية من المستندات التي ذكرها شقيق المحني عليه بالحوار :-

صورة من شهادة الوفاة

كتاب موجه الى مدير إدارة السجل المركزي لتعديل سبب الوفاة

الكمبيالة التي أخذها المجني عليه على أحد أصدقائه

شهادة طبية للمجني عليه استخرجها قبل وفاته

التقرير الأول الطب الشرعي الذي يثبت خلو جسد المجني عليه من اي مواد مخدرة

جزء من التقرير الثاني للطب الشرعي الذي تدور حوله الشبهات

كشف محتويات قضية جزائية بوزارة العدل يظهر أن المتهمين هما المجني عليهم وان الضحية هو الجاني !!

شكوى تقدمت بها 'والدة الضحية' الى النائب العام 

شكوى تقدم بها شقيق الضحية الى وزير الداخلية

تقرير المباحث موجه لرئيس مخفر شرطة الجابرية

تقرير المباحث موجه الى وكيل النائب العام، وأكد شقيق المجني عليه انه تم تضليل النائب العام عن طريق هذا التقرير 

 

سجادة عليها آثار دماء المجني عليه تم غسلها من قبل الجناة لإخفاء معالم الجريمة

مقتنيات المجني عليه تم تفتيشها من قبل الجناة




الآن- أجرى الحوار: هاني مسمى

تعليقات

اكتب تعليقك