عبدالله الطريجي يتمنى من الحكومة ان تقص الحق من نفسها، وتقدم استقالتها نتيجة فشلها المتواصل ؟!

رؤية 
كفاية يا حكومة 
 
كتب د. عبدالله محمد الطريجي
 
لا أريد الخوض في تفاصيل وملابسات إضراب مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية ولكن ابارك لهم حصولهم على الوعود الحكومية بتنفيذ مطالبهم فهم قد عرفوا اللغة التي تفهمها الحكومة والطريقة الكفيلة بتحقيق مطالبهم، وان كان هناك من يستحق اللوم فهو اسلوب وآلية تعامل الحكومة مع مطالب موظفي الدولة.. آلية تعتمد على ردة الفعل ودون ان يكون لها برنامج عمل لمعالجة ملف الرواتب والكوادر بصورة عادلة وشاملة.

الحكومة مقبلة على موعد مع عدد كبير من الإضرابات والاعتصامات ومع كل إضراب أو اعتصام سيكشف لنا المزيد من مسلسل فشل الحكومة الذي لا ينتهي ويفضح عجزها وعدم قدرتها وتخبطها في ادارة ملف الرواتب واتخاذ القرار السليم بشأنه باقي الموظفين في القطاعات التي لم تصلها بعد حمى الإضرابات لهم مطالبهم وهي مطالب مشروعة، فهم يقومون بواجباتهم ومسؤولياتهم ولهم حقوق وعليهم واجبات ومنتظرين تحسين أوضاعهم ومساواتهم بغيرهم من الموظفين، وقد تجنبوا سلوك طريق الإضراب، ولكن هذا لا يعني سكوتهم في حال طال انتظارهم من دون أمل في إعادة النظر في رواتبهم حينها قد يترتب على طول صبرهم انفجار في أي لحظة.

رفع مستوى المعيشة للموظفين وإعادة النظر في الرواتب أصبح مطلبا مستحقا لا يجوز تأخيره والانشغال عنه بل يجب تحقيقه بأسرع وقت، وكذلك لا ننسى شريحة المتقاعدين وهم جزء من هذا المجتمع قد تأتي عليهم لحظات يتحركون ويشكلون ضغطا يحرج الحكومة.

يجب ان تعي الحكومة ان الاوضاع لا تستحمل مزيدا من التردي وفقدان الحكومة لهيبتها بسبب سوء ادارتها وطريقة تعاملها مع القضايا الوطنية، وكذلك فإن استعادة الحكومة لهذه الهيبة امر في غاية الصعوبة وليست بالسهولة التي قد تتصورها الحكومة.

اتمنى ان تقص الحكومة الحق من نفسها وان تقدم استقالتها لأن ما تسجله من سقوط وفشل في مختلف المجالات افقدها الكثير من المدافعين والمتعاطفين عن سياساتها وبرامجها حتى أصبحت عاجزة عن معالجة ابسط القضايا فكيف بقضايا التنمية ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه.