مؤشرات رضا المريض في دراسة لوزارة الصحة

قامت إدارة التوعية والإعلام الصحي بوزارة الصحة باستعراض آخر الأبحاث الصحية العالمية والخاصة بقياس مؤشرات رضا المواطن عن الخدمات الصحية، حيث أن رضا المواطن يعتبر من أهم أهداف وزارة الصحة، ولذلك حرصت الوزارة على جعل ذلك الهدف على رأس أولوياتها لخطتها الصحية الحالية والقادمة، وخصوصاً إذا عرفنا أن رضا المواطن يعتبر من المفاهيم الحديثة نسبياً في الإدارة الصحية، فلم يظهر مفهوم رضا المريض إلا في أوائل الثمانيات من القرن الماضي حيث ازداد الاهتمام بهذا الجانب كنتيجة طبيعية للطفرة النوعية والكمية للخدمات الصحية وعلى كافة الأصعدة، وكذلك للتقدم الهائل في التكنولوجيا الطبية.
ولقد تم بحث كافة جوانب هذا الموضوع في إدارة التوعية والإعلام الصحي عن طريق مناقشة بعض الأبحاث من الجمعية الأمريكية لأطباء العائلة وغيرها، والتي تعرضت لأحدث الدراسات العلمية في هذا الخصوص، ولقد بين البحث العلمي أن مؤشرات رضا المريض تنقسم الى مؤشرات خاصة بالمريض، ومؤشرات خاصة بالطبيب المعالج ومؤشرات خاصة بالنظام الصحي ككل.
ولقد ذكرت الدكتورة كارولين ثيدكي Carolyn Thiedke  في دراستها والتي لخصت فيها أكثر من ثلاثين بحثاً علمياً في هذا المجال أهم النقاط الأساسية لكل مؤشر من المؤشرات السابقة، فمن المؤشرات المهمة والخاصة بالمريض أن العوامل مثل العمر، والجنس والمستوى الاجتماعي وكذلك الوضع الصحي للمريض وغيرها تعتبر عوامل تؤثر على نسبة رضائه عن الخدمات الصحية، فالمريض الكبير في السن أكثر رضاءً من الصغير في العمر، وذلك لأنه قد عاصر تطور الخدمات الصحية، ويعرف الفرق بين نوعية الخدمات الصحية في الماضي والحاضر، وكذلك إذا كانت الحالة الصحية للمريض غير جيدة فهو أقل رضاء منها إذا كانت حالته الصحية ممتازة وهكذا.
وذكرت الدكتور كارولين في بحثها أن العوامل المتعلقة برضا المريض والخاصة بالطبيب المعالج عديدة، منها طريقة تواصل الطبيب مع المريض ودرجة إتقانه لخطة التشخيص والعلاج، وقدرته على السيطرة على كافة مراحل الخطة العلاجية، وكذلك مهارته التقنية عبر استخدام الأجهزة الحديثة أو التقنيات المتقدمة، ولقد ركزت الدكتور كارولين على أهمية التعرف على توقعات المريض (Expectations) من الطبيب أو الخدمة الصحة المقدمة له، فقد يرى المريض أن حالته الصحية طارئة ولا تحتمل التأجيل، ولذلك فقد يصر على موعد عاجل لمراجعة الطبيب المختص حتى وإن كانت حالته الصحية من الناحية الطبية لا تحتاج لمثل هذا الاستعجال، وتظل قضية توقعات المرضى من الخدمات الصحية المقدمة لهم في العالم أجمع من القضايا الشائكة، والتي تحتاج إلى دراسات أعمق لبحث أفضل السبل لتطوير الخدمة الصحية بما يكفل استمراريتها وكذلك جودتها.
وأكدت الدكتورة كارولين في نهاية البحث على الاهتمام يجب أن ينصب كذلك على هيكلة النظام في الإدارة الصحية، فلقد تطور علم الإدارة بشكل كبير للغاية، وخصوصاً الإدارة الصحية، فلم تعد المفاهيم القديمة للخدمة الصحية قادرة على توفير نوعية متطورة للخدمات الصحية، فقد ظهرت الكثير من المفاهيم الجديدة مثل مفهوم اقتصاديات الصحة، وأن الصحة مسئولية مشتركة وليست فقط منوطة بوزارة الصحة، وغيرها، فنظام التحويل للمستشفيات أو للعيادات التخصصية ونوعية فريق العمل الجيدة، وكذلك ضمان استمرارية وجودة الخدمات الصحية، تعتبر كلها من القضايا الأساسية لقياس مؤشرات رضا المريض عن الخدمات الصحية.
وتعتبر هذه الدراسة أحد مشاريع العمل في إدارة التوعية والإعلام الصحي، حيث يتم تطوير قدرات العاملين فيها على آخر الأبحاث العلمية وأحدثها في كافة القضايا الصحية لتطوير العمل، وكذلك لبث الوعي الصحيح للعاملين في وزارة الصحة بما يكفل الأهداف التي رسمتها الوزارة لهذا الغرض.