مصائب رئيس الوزراء!.. بقلم منى العياف

زاوية الكتاب

كتب 1321 مشاهدات 0


الوطن

طوفة عروق  /  الآن تحقق ما أردنا.. والشريط في النيابة!!

منى العياف

 

أخيراً وبعد مخاض طويل.. استمر لما يقارب ال 5 شهور، تم تحويل «الشريط» الى النيابة، تلك الجهة الوحيدة الآن التي يمكننا ان نأتمنها على قول كلمة فاصلة، في أصل «الجريمة» من حيث هي «جسم» ومن حيث هي «محتوى».الآن بالامكان ان نستوعب كأفراد أي طلب يطلب منا نحن المواطنين سواء من الديوان او النيابة بعدم الخوض في هذا الموضوع، لأن «جسم الجريمة» او «القضية» موجود الآن لدى النيابة لتفصل فيه وفي صحة المعلومات الخطيرة التي تردد انه يحتوي عليها والتي تداولتها الألسن طوال تلك الأشهر!!.
٭٭٭
لا ادري هنا هل أتقدم بالشكر من «الخرافي» لأنه قدم شكوى ضد «حساب وهمي» لكن الأحداث تتقاطع وتتداعى وتكبر حتى وجدناها تجبر رئيس الحكومة على تقديم ما لديه من أشرطة الى النيابة؟ بل أنه فاجأنا أكثر بمواقفه التي عكسها بكلامه المنشور في جريدة «الوطن» على صدر صفحتها الأولى في (الجلسة السرية) أمس والتي قال فيها: «الموضوع من وجهة نظري لا يستحق كل هذه الأهمية خصوصاً في ظل وجود فبركة وعدم وضوح الكلام وعدم تطابق الصوت مع حركة الشفاه، ولم يطلب مني بشكل رسمي الا بعد اثارة الموضوع من قبل الشيخ احمد الفهد ولم نرغب بالتوسع بالموضوع لعدم وجود اساءة للأسرة او خوفاً على الاسرة من كلام مفبرك وغير واضح وحتى لا نسيء للأسرة».
٭٭٭
هذا بالضبط الكلام – المصيبة - لرئيس الوزراء كما نقل وكتب في الصحف!! وهو ما يجعلني أعتبر ما جاء في كلامه بالفعل مصيبة!.
من الغريب والعجيب ان نرى ونسمع ونقرا كل هذه التناقضات، فالحاصل يا رئيس الوزراء انك في بداية كلامك (في الجلسة السرية) قلت وأكدت لكل النواب ان الشركات العالمية تقول ان الشريط الاصلي صحيح؟! ثم بك تفاجئهم بكلام آخر قلته في معرض ردودك على النواب، وتتحدث عن فبركة وعدم تطابق حركة الشفاه مع الصوت؟!.
ماذا نفهم من ذلك، ألا نفهم انكم كنتم تستخفون أو خائفون ان تتعاملوا مع هذا الموضوع بغير اهتمام وبلامبالاة طوال تلك الشهور.. بينما نحن كنا نتألم حزناً وخوفاً على النظام وعلى الأسرة وأيضاً على المال العام الذي كان حاضراً في الفضيحة، كل هذا كان شعورنا، بينما انتم الآن تبرهنون لنا بانكم كنتم تنوون «وأد» الموضوع والطمطمة عليه، انها بالفعل كارثة!!.
٭٭٭
دعني أسألك مجدداً هل اعتمدت على جهاز الدولة ومخابراتك العسكرية لمعرفة حقيقة محتوى «الأشرطة»، لكنك لم تفعل كما أعلنت في الجلسة، لأنك كنت تخاف من تسريب «الشريط»؟ ولماذا تخاف؟ أليس لأن محتوى «الأشرطة» مخيف؟!.فكيف يستوي حديثك عن خوفك من التسريب.. من ان «الأشرطة» لا يستحق أهمية.. مع ذاك؟
واذا كان لا يستحق أهمية فلماذا أمتنعت عن تسليمه الى جهاز الأمن الرسمي في الدولة ممثلاً في وزير الداخلية، وهو «ابن عمك «ومن الاسرة الكريمة، لماذا لم تسلمه هذه «الاشرطة»؟ هل خوفاً من التسريب أيضاً؟ فكيف تأتي اليوم وتقول ان الموضوع لا يستحق من وجهة نظري؟ هل لأن فيه اساءة للأسرة وهو مفبرك! كيف تريدنا نحن المتابعين للشأن السياسي ان نستوعب ما حدث ونقول عفا الله عما سلف.. بدون ان تقول ذلك جهة قضائية محايدة تفصل بالأمر!! هل يجوز؟.
٭٭٭
هنا المصيبة لم تكن واحدة في الحقيقة.. بل مصيبتان.. ولعل الأكبر منهما كانت في قول رئيس المجلس ومحاولته التأكيد ان التسجيلات ملفقة بهدف التضليل، فهو يشرح لنا قائلاً: «الصور مبهمة وغير مفهومة والأصوات لا يمكن فهمها ووجود ترجمة كتابية غير معروفة المصدر والتسجيلات والفيديو جرى العبث فيها، وتمت ازالة مقاطع وتحرير اخرى من التسجيلات الصوتية، ويراها بالنهاية هي تلفيق وتضليل المجتمع من التسجيلات، كما جاء على لسانه في صحف الأمس!.
٭٭٭
الأخ مرزوق أليس هناك حمرة خجل لما تقوله!! أما كان أحرى بك ان تنأى بنفسك عن هذا الموضوع، وان تتجنب وانت المسؤول، القيام بالدفاع عن «خالك» وأن تنتظر رأي القضاء؟ أين المصداقية؟ هل تريدون ان يسدل الستار نهائياً على الموضوع لأنكم أصحاب مصلحة مباشرة في طمطمة الموضوع؟.
من نصدق نحن اليوم؟ نحن أمام رئيس وزراء لا يثق بوزير الداخلية في حكومته، ومن أبناء عمومته، فلا يسلمه «جسم الجريمة» للاحتفاظ به لحين التحقيق، بل ولا يثق بأي أحد الا وزير الدولة.
٭٭٭
أنتم توزعون صكوك غفران مع احترامي للأشخاص جميعاً.. ولا نقول انهم أبرياء أو مدانون، فهذه كلمة النيابة والقضاء، نقول ذلك انطلاقاً من استقلاليتنا، فليس لدينا خصومة مع احد، لكن كل موقف من المواقف التي اتخذناها معروفة أسبابه وظروفه.
لكن نحن الآن أمام قضية تم تداولها وتم انكارها من قبل جميع أبطالها، وقالوا عن الذين يحملون هذا الملف ما قاله «مالك في خمر».. وبالنهاية اتضح ان هناك «اشرطة» وان رئيس الوزارء أعرب عن مخاوفه من تسريبها، اذاً ليس هناك دخان بدون نار ونحن نريد ان نعرف الحقيقة؟ وعندما يخرج بعض النواب من الجلسة ليقولوا «الشريط صحيح والأمر جلل»، ثم يأتي نائب اخر ويقول هنا ابتذال!! ماذا نسمي هذا؟ هذا يعني ان الموضوع يجب ان يكون بعيداً عن رئيس السلطتين، لأن رئيسي السلطتين لهما علاقة مباشرة بتلك القضية.. عبر علاقتهما بأطرافها وأشخاصها، ومن ثم فانه لن تكون هناك مصداقية فيما قيل الا في رأي القضاء!.
٭٭٭
وفي رأيي أنه في هذه القضية بالذات يجب ان نتصدى لهذين الرئيسين لأن ما حدث مسرحية كبرى لا يقبلها العقل ولا الضمير ولا الاخلاق ولا الوطنية ولا نزايد على أحد لكن طريقة التعامل مع هذه «الأشرطة» أعتبره جريمة بحق الكويت.
ونحن بانتظار كلمة القضاء والأيام حبلى!!.
٭٭٭
في رثاء صباح الناصر.. 
لا ادري ماذا أقول اليوم.. وقد رحل ذلك النجم المضيء الذي تصادف انني كتبت عنه قبل أيام قلائل أحيي جهوده ومشروعه للأمل (مشروع فزعة الوطني).
هذا الرجل صاحب التاريخ الوطني المشرف أمام الغزو والذي ضرب أروع صفحات البطولة مع المقاومة.. وبعد ان تقاعد من وزارة الدفاع (وكان وكيلاً لها) كان نموذجاً لرجاحة الرأي والعقل.. وطرحه لحلول المشكلات التي تواجهنا كان يعيد لنا الثقة في ان الأسرة الكريمة مازال لديها رجالات فكر.. فقد كان جراحاً ماهراً يعرف موضع العلة ومكمن الداء، وأيضاً يمتلك الدواء رحمة الله عليه.
قبل رحيله كان لديه نواة لمشروع عملاق اسمه «فزعة» هدفه حل المشكلة الاسكانية حلاً جذرياً على مدى 7 سنوات.. وغاية املي ان يكون أروع تكريم له بعد رحيله هو النظر في هذا المشروع حتى يرى النور.
.. رحم الله الفقيد وأللهم أهله وذويه الصبر والسلوان.. ولا عزاء لنا.
.. والعبرة لمن يتعظ!!.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك