لا بديل عن الغاز الروسي لأوروبا بقلم كامل عبدالله الحرمي

إلى أن يصل البديل، على أوروبا أن تتعايش مع الأمر الواقع، ومراعاة المصالح والتبادل التجاري بينها وبين روسيا.

لا تستطيع أوكرانيا ولا أوروبا الاستغناء او التحوّل عن الغاز الروسي حاليا، ولا خلال 7 سنوات مقبلة. وعلى هذه الدول التعايش وقبول الأمر الواقع والزيادة في سعر الغاز. وليس من السهل التحوّل الى مصدر آخر وبهذه السرعة. حيث تعتمد القارة الأوروبية على %30 من وارداتها على هذا الغاز، ومن عشرات السنين وخاصة دول الاتحاد السوفيتي سابقا، والتي تعتمد بشكل كلي على النفط والغاز الروسيين. البدائل قد تكون موجودة، ولكن ليست على المدى القريب، وانما بعد أكثر من 5 سنوات من الآن.

والعجيب في الأمر أن الصادرات الروسية قد زادت من %22 في عام 2010 الى %31 حالياً. وتصدر حاليا أكثر من 156 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، في حين يبلغ اجمالي أوروبا من الغاز حوالي 515 مليار متر مكعب. وتستورد كل من المانيا وتركيا وفرنسا والنمسا وإيطاليا وهنغاريا بنسب متفاوتة، ما بين %12 و%35 وتستورد القارة الأوروبية - كذلك - من النرويج والجزائر وقطر ما يزيد على 200 مليار متر مكعب. وتبلغ قيمة الصادرات الروسية في حدود 60 مليار دولار سنويا. وهي بصدد رفع سعر الغاز مرة اخرى بحوالي 100 دولار لكل 1000 متر مكعب ليصل الى 380 دولاراً.

طبعاً، فرص البدائل موجودة، خاصة من الغاز الصخري الأميركي، وبدأت المباحثات والنقاشات حول استيراد الغاز الأميركي، وقد يكون من السهل الحصول على الموافقات والتشريعات واعطاء الأولوية لتصدير الغاز الى أوروبا، لكن بناء البنية التحتية وتطويرها لتسلّم وتصدير الغاز سيكونان عملية طويلة ستأخذ عدة سنوات، ان لم نقل أكثر من 5 سنوات. والبديل الآخر قد يكون مصدراً آخر من إيران، ومع زيادة الصادرات من قطر والجزائر، ولكن لن يحل محل الغاز الروسي.

وعلى أوروبا في الوقت نفسه الإسراع في عمليات البحث والتنقيب عن الغاز الصخري على أراضيها، وخاصة بريطانيا التي بدأت عمليات التنقيب، وفي التشيك.. وعليها ان تضع خلافاتها بخصوص الأضرار بالبيئة جانباً إلى أن يُكتَشف الغاز الصخري ويُستخرَج، وبعدها لكل حادث حديث.

وإلى أن يصل البديل، على أوروبا ان تتعايش مع الأمر الواقع، وأن المصالح والتبادل التجاري بينهما لا يمكن ان تصل الى درجة المقاطعة. وايجاد البديل عن الغاز الروسي أمر استراتيجي وقومي.

كامل عبدالله الحرمي