السائق الخاص 'شر لابد منه'!.. بقلم سامي الخرافي

زاوية الكتاب

كتب 889 مشاهدات 0


الأنباء

جرس  /  انتبهوا!!

سامي الخرافي

 

حدثني صديق من فترة قريبة عن أمر كان يظن أنه من المستحيلات أن يحدث في بيته، فلقد قام بوضع كاميرات مراقبة أثناء سفر السائق الى بلاده، وعندما عاد السائق مرة أخرى الى بيت صديقنا كانت المفاجأة التي لا تخطر على البال فقد رأى من خلال الكاميرات الهوايل من السائق والذي كان يظن انه شخص مسالم ومحل ثقة وأمنه على بيته ولم يكن حسبما يعتقد فقام بطرده بعد ثلاثة أيام من وصوله وألغى إقامته وأعاده إلى بلده مجددا، ويقول صديقي: الله يستر ما يرجع هذا السائق الى شخص آخر بجواز مزور ويعمل البلاوي مرة أخرى.

ما ذكرني بتلك الحادثة هو ما أراه كل يوم في الشارع وعند المدارس وحتى مراجعات الطبيب.. إلخ هو اعتماد الكثير من الأسر على السائقين في حياتهم اليومية بشكل تستغرب منه فقد أصبح السائق هو الركيزة الأساسية لدى الكثير من البيوت الكويتية، لدرجة ان أحد الاصدقاء عندما اردت أن آخذ رأيه عن أهمية السائق فقال لي بالحرف الواحد هو «أهم من عيالي» لقد اصبحت خطورة السائق تكمن في أمور كثيرة قد يعرفها الكثيرون ولكن سأذكر بعضا منها:

٭ أهمية الأب أصبحت داخل البيت تكاد تكون معدومة لدى الكثير والسبب قيام السائق بكل متطلبات البيت وما أكثرها.

٭ التحرشات الجنسية التي قد يتعرض لها الكثير من الخدم من قبل السواق لأنهم وحدهم في البيت دون وجود رقيب، وكذلك أيضا يتعرض أحيانا الأولاد للتحرش عندما يكونون مع السائق، وكذلك استغلالهم مقابل ما يقومون به من أخطاء، فمقابل سكوتي أخذ ما اريد وهنا تكمن الخطورة.

٭ معرفته لأسرار البيت واستغلالها اذا كان عديم الضمير وما أكثرهم.

٭ يعرض الأسرة الى الخطر بقيادته المتهورة وما أكثرهم فتشاهدهم لا يعرفون حتى مبادئ القيادة للأسف، وكم سمعنا عن أسر ذهبت ضحية سائق «غشيم».

٭ يستخدم سيارة الأسرة لأغراض مشبوهة، ومن يدري عنه ما دامت السيارة بيديه والأب والأم لاهين عما يدور حولهم لأن كل الأمور أصبحت تحت سيطرته للأسف.

٭ سرقة أغراض من البيت بالاتفاق مع آخرين وبيعها وأهل البيت «يا غافلين لكم الله».

نحن لا نختلف عن أهمية السائق في حياتنا اليومية ومقتضيات الحياة السريعة والتي تتطلب تكليفه ببعض المهام، ولكن ليس بهذه الدرجة التي نراها لدى الكثيرين، فهل من المعقول أن تذهب فتاة بعمر الزهور مع السائق وحدهما لتوصيلها للمدرسة.

وما يحز بخاطري كثيرا وبسبب طبيعة عملي «مدير مدرسة» انني أرى كثيرا من السواق وهم الذين يأتون بالطلاب صباحا ويأخذونهم بعد الظهر مما يعني أن السائق هو وسيلة التواصل والتخاطب لدى هذا الطالب وهو الذي يشاركه همومه اليومية المدرسية.

نحن نعلم أن ظروف كثير من الأسر تحتم وجود السائق في بيتهم لظروف خارجة عن ارادتهم، ولكن يجب وضع ضوابط لكي يعرف هذا الانسان حدوده وواجباته دون أن تفقد أهمية الأب أو الأم ويصبحا تابعين للسائق وليس العكس.

فلقد أصبح الكثير رغم عدم وجود مسؤوليات وفاضيين يقولون في أنفسهم ما دام السائق مريحني «وفاكني» من كل هالامور وشايل عن راسي هالمسؤوليات فمرحبا بكل ما يريده هذا السائق.

وأخيرا: أيها الاخوة والاخوات انتبهوا من السواق فهم «شر لا بد منه» ولكن يجب أن نراقبهم ونعرف تحركاتهم وألا نضع ثقتنا كاملة فيهم فمهما بلغت أمانتهم، فانهم يظلون غرباء عنا، فالواجب أن يشعروا بأنهم مراقبون طوال الوقت ونعرف تحركاتهم ومحاسبتهم لكي يعرفوا أن خطواتهم مكشوفة، وإلا فسيكون هناك ضحايا آخرون «كصديقنا» لهؤلاء السواق، فهل نعي الرسالة جيدا؟

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك