الرشيد يرثو خادمته الفلبينية

زاوية الكتاب

25 عاما من الوفاء والإخلاص والإنسانية

كتب 11457 مشاهدات 0

اخر صورة لمايورين

أنور الرشيد يرثو مربية أولاده

لم اتفاجئ عندما سألتني الممرضة في اخر زيارة لي عن من حمودي الذي كانت تناديه طوال الليل قبل رحيلها عن دنيانا الفانية ؟ كانت اخر من تحدث عنه عقلها الباطن قبل أن يغيب إلى الأبد ، منذ خمسة وعشرين عاما استقدمتها من الفلبين وعشنا سويا طوال ربع قرن لم تكن بالنسبة لنا مايورين أو كما نناديها أو نسميها سيتر أو مانان بلغة التغالو وتعني العمه ، خادمة بقدر ما هي مربية اصبحت مع مرور الأيام هي من يسير كافة الشؤون الداخلية للبيت وهي من تشرف وتحدد مالذي يجب والذي لايجب كانت بالنسبة لنا جميعا أم ، هي من تحدد وهي من يقرر ، وشاءت الأقدار أن تصاب أبنتها بمرض عضال وعندما علمنا بذلك استقدمناها وتم معالجتها واصبحت بأتم الصحة والعافية وما لبثت فرحتنا بذلك حتى صُدمت بابني محمد يقول لي بأن مايورين مصابة بمرض عضال بالصدر صعقت من هذه المعلومة واتصلت فورا بزوجتي اخبرها بذلك وفحصت عليها سريريا وأذ بها تشعر بورم بالصدر صعقت من حجمه وأخذتها فورا للفحص المخبري وبدأت رحلة العذاب مع الكيمو لم تستمر سنة حتى أسلمت لنا روحها الطاهرة ، وفي احد الأيام  وهي في المستشفى جاء مندوب من السفارة الفلبينية لزيارتها للاطمئنان عليها وسألها هل تحضين بمعاملة جيدة لدى من تعملين معهم ؟ فقالت: له لا اعمل لدي احد فهذا منزلي وهم أبنائي ، وبعد أن علمت بأن أيامها اصبحت معدودة قلت لنفسي وهي على فراش المرض قد تكون رؤية حفيدها ينعكس إيجابيا عليها ويعينها بمقاومة هذا المرض اللعين  ًأحضرته لها وفرحت  فرحاً شديدا لم أشاهدها من قبل بتلك الفرحة إلا أن القدر لم يمهلها كثيرا لتكون أكثر سعادة وفرحاً  بحفيدها ، بالدموع والحزن ودعت وعائلتي رمزا للعشرة الانسانية،  فقد عاشت معنا ام ومربية ومدبرة ومديرة ، وستكون ذكراها العطرة معنا طوال حياتنا بكل تأكيد، رحمك الله يا مايورين ونلتقي بجنات الخلد إن شاء الله

الآن : أنور الرشيد

تعليقات

اكتب تعليقك