الحرب في أفغانستان تلقي بظلالها على المدنيين

عربي و دولي

ارتفع عدد القتلى والمصابين منهم 25% النصف الأول من العام

300 مشاهدات 0





أشار تقرير أصدرته الأمم المتحدة أن الحرب في أفغانستان بدأت تلقى بظلال مميتة على المدنيين، حيث ارتفع بصورة حادة عدد الضحايا من المدنيين الأفغان نتيجة لتبادل إطلاق النار والمعارك البرية بين أطراف الصراع.
ووفقا للتقرير النصف السنوي بشأن حماية المدنيين في الصراعات المسلحة Report on the Protection of Civilians in Armed Conflict، ارتفع عدد القتلى والجرحى من المدنيين خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي نحو الربع مقارنة بمستويات العام الماضي، ليبلغ عددهم خمسة آلاف شخص، ويعد هذا الرقم الأكثر دموية منذ أن بدأت الأمم المتحدة في الاحتفاظ بسجلات لعدد الضحايا من المدنيين نتيجة الحرب في أفغانستان في عام 2009. ومن الفئات الأكثر تضررا بتلك الحرب النساء والأطفال على وجه الخصوص.
وتعد تلك المرة الأولى التي ثبت فيه أن الهجمات والقتال البري أكثر خطورة على المدنيين من التفجير العشوائي بالقنابل بدائية الصنع التي أصبحت أحد أسلحة حركة طالبان الرئيسية، وهو ما يمثل إشارة مثيرة للقلق أن الصراع قد يصبح أكثر دموية في الوقت الذي تستعد فيه قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) للعودة إلي موطنها.
التقرير الذي أصدرته الأمم المتحدة أفاد أيضا أن انسحاب القوات الأجنبية، المسلحة بصورة كثيفة وجيدة الاستعداد، من معظم المناطق الأفغانية جعل من السهل بالنسبة لقوات حركة طالبان اختراق المدن والقرى، وهو ما يسفر عن وقوع مزيد من المعارك بين المنازل أو المتاجر أو المباني الحكومية.
وأوضح التقرير أن القوات الأجنبية وقوات طالبان غالبا ما تستخدم قذائف الهاون والصواريخ التي تسمح لهم بالبقاء بعيدا عن مقاتلي الأعداء، ولكنها خطيرة جدا بالنسبة للمدنيين في المنطقة التي تشهد القتال.
ومن جانبها، قالت جورجيت جاجنون، مديرة حقوق الإنسان في أفغانستان التابعة للأمم المتحدة، إن 'خلال العام الحالي، يقع القتال في المجتمعات والأماكن العامة وبالقرب من منازل المواطنين الأفغان العاديين، مع ارتفاع القتلى والجرحى من النساء والأطفال بصورة مستمرة مثيرة للقلق'.
ووفقا للتقرير، أكثر من 1000 شخص من الذين قتلوا أو جرحوا كانوا من الأطفال، ويعد هذا العدد مرتفعا مقارنة بالعام الماضي بنحو الثلث.. كما ارتفع عدد النساء اللاتي وقعن ضحية العنف الناجم عن الصراع نحو الربع ليبلغ عددهن 440 امرأة.
وكانت قد ناشدت الأمم المتحدة حركة طالبان بوقف الهجمات في المناطق المدنية، بما في ذلك المنازل والمطاعم والمباني الحكومية، فضلا عن وضع حد للاستخدام العشوائي للقنابل التي تزرع على جوانب الطرق، ثاني أكبر سبب في وقوع قتلى ومصابين من المدنيين.
وكانت قد استطاعت الحكومة الأفغانية ومؤيديها من تخفيض عدد القتلى من المدنيين الذين وقعوا على يد القوات الحكومية ما مقداره النصف العام الحالي مقارنة بعام 2009، ليبلغ عددهم 158 شخصا. ونجحت الحكومة في ذلك من خلال التحلي بالحذر عند شن ضربات جوية.
ونسبت الأمم المتحدة ثلاثة أرباع أعداد القتلى والجرحى إلي مقاتلي حركة طالبان، مشيرة إلى أن واحدا من 10 أشخاص فقط قتلوا على يد القوات الأفغانية أو داعميهم الأجانب.. كما أن نحو 12% من الضحايا قتلوا نتيجة لهجمات غير محددة الهوية أثناء معارك وقعت بين متمردي طالبان والقوات الحكومية. وأضافت أن السلطات المحلية تغض الطرف عن تلك الانتهاكات وتفشل في 'إجراء تحقيقات ومحاكمة ومعاقبة مرتكبيها'.

الآن- وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك