البدون عبء على الكويت!، بقلم أحمد سالم نعيم

زاوية الكتاب

كتب 1934 مشاهدات 0


إذا أردتم معرفة سبب وجودنا في هذا البؤس والضيقة والحرمان, بحيث نعيش مهمّشين, وفي ضواحي تفتقر إلى أدني شروط العيش الكريم, في بلاد يعد أغنى دول المنطقة, وأكبر دول مصدر للنفط في العالم, لأن ركنا إلى استعذاب الاضطهاد.

ولو أمعنا نظر عبر تاريخ الاحتجاج السلمية ومقاومة اللاعنفية, لوجدنا حياة خلاف حياتنا الذي نعيشه بالخوف والجهل, لنفهم مسيرة أولئك الذي انتفضوا على المستبد, واعتبار المستبد لا يقتصر فقط على الأخ الأكبر, إنما كل من تواطأ في معاناة البدون, وأشد ما أكره اليوم وصفي بالمقيم بصورة غير قانونية, ومشكلة ليست فقط في الفصل العنصري, وإنما في من يتهاون عن حقه, يتطلب الكفاح ضد اللاعدالة, فالصمت يقوي السلطة بتعبير شارل ديغول.

ووفق الأطر القانونية والإنسانية تتسع مشكلتنا, ولا يمكن للقائمين بالسلطة, على رغم من كل هذه معاناة, والقوانين الجائرة, الاطمئنان الكامل إلى أن أحد من البدون, لن يتمرد, فيكون الحل في اعتقال كل من يتمرد على نظام ديمقراطيتنا الخيرة, لذلك عبدالله عطاالله وعبدالحكيم الفضلي منذ أربعة أسابيع حبيسا زنزانة, معتقلان تعسفيًا, تكيل لهما الحكومة اتهامات تلفيقا, وفيما يدفعان ضريبة خوضهما معركة الحق, يزاول الاغلبية من البدون ثرثرة.

وفي الجانب الأكثر ثرثرة حول وضع الحلول, إذ يحول الجدل نيابي حكومي بين القوانين وإقرارها, وفي ظل المتاجرة بين سلطتان, لا أجد غرابة في سحب جناسي مواطنين, فالسلطة غايته رجوع لعصر الإقطاع لا التباس فيه, ذلك العصر في غيهب تاريخ أكثر ظلماً وظلاماً في أوربا, بحيث تفرض السلطة إرادته على الأمة, والأدوات التي تستخدم في فرض هذه الإرادة لا تقتصر على أدوات القهر المادي من أسلحة وسجون وأدوات تعذيب الجسماني بمختلف صوره, بل أصبحت اليوم تشمل صوراً جديدة للقهر المعنوي, عن طريق ما أصبحت تسمح به وسائل الإعلام من تأثير في عقول الناس وميولهم, وغسيل أدمغتهم, وبث ما يريد الممسكون بالسلطة بنشره من أفكار, والحال على ما هو عليه, وما دام هذا نهج السلطوي سائدا نقيض لسنة الحياة وهو التغيير, لا ألوم القلة التي نزلت شارع في استعمال الشغب كنتيجة حتمية لمخاطبة السلطة, إذ يكون الشغب لغة من لا يسمَعون, رغم ذلك أصر على استعمال منهج اللاعنف لتحقيق مجتمع سلمي.

وإن على يقين بأن لا جهة معنية لديه قدرة في وضع حلول الجذري, وما أرى من تسويف, ومماطلة لاستعمال البشر كوسائل لمقاصد سياسية, بالتضحية بهم على خلاف إرادتهم بالاستغلال, والتضليل, والتعتيم, جرم في جميع الأحوال, بحيث يغرس في نفوس, الحقد, والانتقام, والكراهية, خاصة حينما تكون المقاصد سلطوية التي يتذرع بها في ذلك مناقضة لهذا الاستخدام, كالعدالة, والكرامة الإنسان, من شأنه أن يقلص من شرعية النظام برمته, كما الحال اليوم في الأنظمة القامعة التي فقدت شرعيته في المنطقة, بعدما أجهضوا كل محاولات بناء مجتمع سلمي, فأدى بذلك تهاوى مجتمع بكامله, بعكس تلك النظم التي تسعى في التخفيف نزعات العدوانية للفرد, وثمارها مجتمع سلمي أكثر تقدمًا, وفق الحرية والتعايش, قويا قائم على العدالة والإنتاج وأمن وأمان واستقرار البلاد.

وفيما نحن نعاني من اختلال, وفي عدة ميادين معاً, مبرر لصعود التفرق العنصري والتمييز العرقي, لذلك علينا سعى في توغل إلى نهاية, عمّا نعتبره نهاية الاستبداد, مدفعين عن القيم الانسانية, متحاشين العوائق, متماسكين بالفكر, والوعي, على خطى دعاة اللاعنف, يسند مقاومتنا منظمات الحقوقية وصحافة الدولية, حتى ننعم بمجتمع سلمي يتمتع فيه الأفراد بالحرية والمساواة في الحقوق, ولا أحتاج الآن جهد كبير لإثباته, فمن هدر الحقوق, تسليم الأعمى لفكرة الزمن, بحيث مسلمين أمرنا للزمن, فالزمن ليس حليفنا, وإنما هو القاضي الذي يحاكمنا, فنحن ابناء كاظمة الخرفشي القضيبة ملح, إن لم يكن لنا دور وتأثير في إنهاء اللاعدالة, فمنذ الآن عبء أن صح التعبير, عبء على وطننا الكويت.

الآن - رأي: أحمد سالم نعيم

تعليقات

اكتب تعليقك