إعدام مَدَني .. ! بقلم ناصر السطام

أصدر مجلس الوزراء قراره بسحب جنسية نائب سابق وجناسي عائلته المكونة من 54 شخص بتهمة الحصول على الجنسية عن طريق الغش !! وكأن الجنسية الكويتية ورقة إمتحان يغش الطالب فيها ويسحبها مُراقب اللجنة متى ماشَك بالطالب , بل حتى الغش في المدارس يتم كتابة محضر غَش يشرح طريقة غَش الطالب ومَن ساعده على الغش فلو فرضنا أن إتهامه بالغش في الحصول على الجنسية الكويتية صحيح فمن ساعده ومن منحه الجنسية بهذه الطريقة الغير قانونية ؟ ولماذا لم يُحاسب ويُذكَر اسمه في بيان مجلس الوزراء الذي ذَكَر اسم النائب السابق وعائلته ؟ فمِن غير المعقول حصوله على الجنسية بالغش لوحده دون مساعده من مسؤول في الجنسية ، ولماذا لم يكتشفوا غشه بالحصول على الجنسية الكويتية إلا الآن في 2014 بعد الحراك الشعبي الكبير في الكويت منذ ثلاث سنين الذي كان هو أحد أفراده إننا لا نتحدث عن شخص عادي سُحبت جنسيته إننا نتحدث عن رجل وصل الى مجلس الأمة مرتين أي إلى السلطة التشريعية في الدولة وشارك في مراقبة السلطة التنفيذية والتشريع للأمة فكيف تُسحب جنسيته بيوم وليلة بتهمة الغش أين كان تطبيق القانون قبل وصوله للمجلس وظهور مواقفه السياسية المعارضة لنهج الحكومة أين هم عنه قبل مطالبته باستقالة رئيس مجلس الوزراء السابق 'ناصر المحمد' أين هم عنه قبل معارضته للصوت الواحد ؟ علامات إستفهام كثيرة تحتاج إلى تفسير أهمها سؤال هل سحب جنسية هذا النائب السابق لتطبيق القانون أم لمواقفه السياسية ؟
كان في مقدورهم إعادة جنسية النائب السابق وعائلته للمادة التي جُنسوا عليها لا أن تُسحب بهذا الشكل وتَتَشتت أُسرة كاملة لاذنب لهم 54 شخص تم إعدامهم إعدام جماعي لكن ليس إعداماً جسدياً بل إعداماً مَدَني فتَذهب مُميازاتهم كونهم مواطنون كويتيين فتُقطع أسباب الرزق عليهم وتتشتت أُسرة كاملة فيها المهندس والضابط وأصحاب المناصب والمراكز الإجتماعية
وأحمد جبر مالك قناة اليوم تُسحب جنسيته بتهمة تقويض نظام الحكم !! هذا الإتهام الخطير والكبير الذي بسببه سُحبت جنسيته يحتاج الى شرح وتفصيل فما هي الأفعال التي فعلها لتقويض نظام الحكم وما الدليل عليها ؟ وما الذي عُرض على قناته مس مسند الإمارة أو الذات المصونه ؟ وإذا كان فعلاً تآمر على الحُكم لماذا لم يتم القبض عليه وعرضه للقضاء لمعاقبته على تقويضه للحكم ؟
وماهذه الصدفه أن يكون مالك قناة تبنت الحراك المعارض ونقلت صوتهم من خلالها فأصبحت منفس للمعارضة في الكويت أن تُسحب جنسيته وتُسحب وراءها رُخصة قناته ؟
نعم لتطبيق القانون بالتساوي نعم لسحب جنسية من تستحق السحب لا للإنتقائية بتطبيق القانون لا لسحب الجناسي بسبب المواقف السياسية فلا يوجد مواطن صالح سيرفض تطبيق القانون لكنه لن يقبل تطبيقه بانتقائية واستخدامه كوسيله للإنتقام ، القانون صَمّام أمان للمواطن يُفترض أن تكون له هيبه في وجه الفاسدين والمخالفين له واستخدامه لأغراض سياسية وتصفية حسابات سيُضعفه ويُذهب هيبته
إن سحب الجنسية ليس سحباً للوطنية فالجنسية لا تثبت الوطنية فالوطنية شيء عظيم يثبته حُب الوطن والولاء له والدفاع عنه فكما أن كلمة ذَكَر المكتوبة في البطاقة المدنية لا تثبت رجولة حاملها فكلمة كويتي في البطاقة لا تثبت وطنية حاملها فالوطنية تثبت بالتضحية لا الورق والكويت تشهد على تضحية وفداء الكثير من الكويتيين البدون في الغزو العراقي الغاشم وفي تفجير موكب الأمير جابر رحمه الله
والجنسية مُهمة لكسب المواطن حقوقه كمواطن وأخذ مميزاته هو أبناءه وإقحامها في الخلاف السياسي خطأ وظلم عظيم وقطع الأرزاق لا يقبله أحد ، أضعفُ الإيمان إن كان الخصم لا بُد لهُ أن يُخاصم ويَفجُر بالخصومه فهناك وسائل غير سحب الجنسية وإن أصعب أنواع المُخاصمه أن يكون خصمُك هو الخصمُ والحَكَمُ !!

كتب / ناصر السطام