ثقافة مجتمع .. 'يوك' ! - الجزء ثاني، بقلم شعيب القلاف

زاوية الكتاب

كتب 1020 مشاهدات 0


 

'يوك' هو مصطلح تركي بمعنى لا يوجد، نراه متداول الآن خصوصا في رمضام بين المغردين بعد مشاهدة الفنانة يسرا بدورها كالوالده باشا في مسلسل سرايا عابدين

في الجزء الأول من المقالة تطرّقنا لرؤية المجتمع للمعارضة والنظره السلبية تجاه هذه المعارضة ومحتواها من شخوص وأفكار.

أبرز ما يعانيه هذا المجتمع 'المتآكل' هو القطبية؛ قطبية الدفاع عن الطائفة، القطبية المناطقية، القطبية العائلية، وأخيراً وليس آخراً القطبية الإيديولوجية أو الفكرية.

في بدايات التكوين المجتمعي للدولة المدنية الكويتية استوعبت السلطة أن استيراد المفاهيم الديمقراطية والمدنية ستجعل من هذا المجتمع كالكتلة الإسمنتية الصعب تفكيكها عند الحاجة لتحقيق المآرب لدى بعض او حتى أغلب المتنفذين.

في الكويت، وَعَت السلطة أن أكبر تهديد قد يكون لميراث الطبقة المسيطرة من تجار و شيوخ ومتنفذين هم القبائل فسعت في البدايات لاحتوائهم من خلال احكام السيطرة على أمراء ووجهاء القبائل.

وزد على ذلك حصّنت هذا الشّيء بخلق صراع مُخْتَلَق بين السنّة والشيعة باستغلالها للأحداث الإقليمية في المنطقة منذ أواخر السبعينات.

في البدايات وعي الشعب أفسد ما لهم من مخططات ولكن رهان السلطة بغرز هذا الصراع في نفوس الأجيال المتلاحقة توّج بما نراه الآن من مهازل بالطّرح وخَلْق بيئة خصبة لصراع يَغُضْ البصر عن أيادي السرّاق والمتنفذّين.

كل هذه الشّواهد التاريخية والأمور أوجدت الشعب الموعود الذي تريده السلطة، ولا أبلغ من هذا إلّا ردّات الفعل القبيحة على موضوع سحب الجناسي الأخير، ولا ننسى 'حرب البسوس' المستعرّه بين المذاهب في مواسم محرّم والحج ورمضان والانتخابات لذلك تقع على المعارضة الإصلاحية مسؤوليات أكبر من تحقيق بنود مشروع او رؤى أحزاب،

بل الرهان الأكبر هو إذابة جبل الجليد الذي صنعته السلطة لتفكيك هذا المجتمع اليوك !

 

 

كتب: د.شعيب نوري القلاف

تعليقات

اكتب تعليقك