محمد الشيباني مناشداً 'السلطة': الطفوا بشعبكم واقضوا حاجاته المشروعة!

زاوية الكتاب

كتب 717 مشاهدات 0


القبس

البلد كشة ضايعة..!!

د. محمد بن إبراهيم الشيباني

 

هل يعتقد بعضهم أن الأمن هو فقط أن يخرج بعض المواطنين في تظاهرة لنصرة زيد من الناس، ثم تقوم القوات الخاصة بضربهم واعتقال بعضهم؟ وفي الجانب الآخر يرى المتظاهرون أن القوات الخاصة أو غيرها لم تنتصر عليهم، وإنما هم انتصروا عليها وتحققت جميع رغباتهم:

أولاها: احتكاكهم بهم وإرغامهم على استعمال المحظور، والشكاية الآن مرفوعة عليهم إلى منظمات حقوق الإنسان الدولية.

الثانية: إشغال الأمن والأذية للطرفين، سواء بالضرب أو غيره من الأضرار.

ثالثها: استقواء الطرف المتظاهر بكل أطرافه، وفي النهاية هو المنتصر شعبياً.

الرابعة: استطاعوا أن يشغلوا الشعب الكويتي، بل العربي والعالمي، بنشر أخبار التظاهر، وأن الأمن الكويتي يعتقل زعيم المعارضة، ثم بعد ذلك الحكومة الكويتية تطلق سراح الزعيم!

الخامسة: نظر العالم كله إلى الكويت على أنها بلد متجهة حكومته إلى تعنيف المواطنين برجال القوات الخاصة، وهم لا شك بين نارين -أي أفراد القوات الخاصة- العمل والإخلاص فيه وتطبيق القَسَم الشرطي، وبين أن من أضرب هو أخي وقريبي وجاري وصديقي وزميلي، فنحن نختلف تماماً عن أي دولة، عربية أو خليجية أو غربية، في تلاحم المواطنين بعضهم مع بعض، فالقوات الخاصة أولادنا وأقرباؤنا وجيراننا، بل إخواننا في الدين والوطن.

مازلت أقول وأنادي وأناشد المسؤولين أن تلطفوا بشعبكم، واقضوا حاجاته ولبوا رغباته المشروعة في كل مناحي الدولة، فقد أغلقتم على المواطن الكويتي وضيّقتم عليه وأنتم في تصرفاتكم وإجراءاتكم صفدتم أغلب الأبواب في وجهه، خففوا من التصريحات والخطابات والبيانات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وترديداتها باستمرار، فقد حفظها المواطن قبل أن تُذاع وتلقى وتعلَن.

اجلسوا مع الأطراف المتصارعة والمختلفة معكم، وحلّوها وديا، فالجميع يجمعهم الوطن والدين.

حلّوا كربة موظفي التأمينات وأزيلوا من رأس مسؤوليها الكبر. وحلّوا مشكلة المرور التي أصبحت فوق التصور لفوضوية قوانين وإجراءات وزارة الداخلية. ولو كنتم تريدون حلاً أو جزءاً من الحل لما نقلتم اللواء عبدالفتاح العلي إلى غير مكانه؟! الخير كثير وفي زيادة، فلماذا تقترون على أهليكم وهم ردؤكم في الملمات والخطوب؟! التفتوا قليلا إلى يمينكم وشمالكم، انظروا إلى إخوانكم في دولة الإمارات العربية المتحدة وحبهم لشعبهم وقربهم منهم، والعكس صحيح. ما المانع أن تفعلوا مثلما يفعلون من إنجازات، الواحد تلو الآخر، وتظهر في فترة قليلة أمام العالم كله؟ ولماذا نحن كل يوم يقف عندنا مشروع وتضيع أمواله المرصودة له؟! هذه تذكرة، فمن شاء أخذ بها ومن شاء أهملها، ولكل أمر تداعياته إن استمر الوضع على ما هو عليه.. والله المستعان.

• الصبر:

«ومن يستعن بالصبر نال مراده

ولو بعد حين، إنه خير مسعد»

(الطغرائي)

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك