يكتب مشاري الحمد عن الملوخية الكويتية!

زاوية الكتاب

كتب 570 مشاهدات 0


القبس

منتصف الشارع  /  الملوخية الكويتية!

مشاري عبد الله الحمد

 

العلاقة طردية بين الحرية والإبداع، فكلما كانت الحرية مرتفعة تجرأ العقل لأن يضع قدمه خطوة أمامه، وغير مطلوب نهائياً أن تركض العقول. فجمالها أن تتمخطر بهدوء في ساحات التطور والمعرفة، وكلما وضعت خطوة أمامك كانت أجمل من القفزة في الإبداع، لذلك الصعود التدريجي لكل شيء يضفي عليه جمالاً.

في مصر، وبسبب الاحتكاك مع كثير من الحضارات وانفتاح المدارك كانت الحريات مرتفعة، فخرج المبدعون. وطبيعي سيقفز عدد السكان كعامل مساعد، ولكن اختلاف المناخ ما بين قبلي وبحري وزراعي يساعد على وجود بيئة خصبة لانطلاق الفكر والتفكير.

في الكويت، الأمر ليس بعيداً، ولكن العامل مختلف، فالعامل الاقتصادي ساهم من بداية نشأة الدولة على إيجاد جيل يسافر للعمل ويحتك بالآخر، وحتى بعد الدولة الحديثة كان الفرد متطلعاً يعمل بشكل دائم على إيجاد هامش للحرية يعيش فيه، ولم يعتد الفرد على أن يكون متراجعاً في حريته، حتى في أضيق فترات وجوده على هذه البقعة.

عندما ينخفض هامش الحرية في أي مجتمع ينقسم الناس إلى قسمين: إما مقاوماً لانخفاض السقف، وإما منبطحاً تماماً، هارباً من الواقع، مبرراً لكل تراجع حتى لو كان على حساب نفسه، وهي قاعدة أضعها في فهم توجهات الناس، ولكن نتائج ما يحصل في الحالتين أن الناس تتراجع أفكارهم، وتصبح معدلات إبداع المجتمع في غير موضعها، لأن الحرية بمفهومها كل وليس جزءاً، وهي ما تجعل الإنسان ينطلق بأفكاره من دون وساوس أو هاجس.

في مصر عندما كانت الحريات تضيق وترتفع في كل فترة من فترات الحياة السياسية المصرية كان يرتفع وينخفض معها مستوى النكتة في مصر، حتى أن أحد الكتّاب المصريين كان قد قرر الكتابة عن الملوخية المصرية الشهيرة، ولكون المطبخ المصري شهيراً بأطباقه، ويمكن الكتابة عنه، فهناك مساحة للإسقاطات، ولكن في حالنا.. ما الذي يمكننا الكتابة عنه؟! هل «المجبوس» موضوع جيد؟! «ما احنا مكبوسين وخالصين»، ونحن لا توجد لدينا ملوخية كويتية.. وسّعوا الأبواب قليلاً، واتركوا العقل بحاله.. ودمتم.

• نكشة القلم

الحرية للعقل كالهواء للرئة.. فهل تفهم؟!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك