هل أصبحت 'الأوقاف' محلاً للاحتيال على أموال الدولة؟!.. وليد الغانم متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 667 مشاهدات 0



حتى انتو يا 'الأوقاف'؟
وليد عبد الله الغانم

وزير الأوقاف قام بزيارة مفاجئة لمركز الوسطية الأسبوع الماضي، فتفاجأ معاليه بالغياب الكبير للموظفين، وخلو المركز من العاملين فيه، وذكرت الصحف أن إجمالي العاملين في الوسطية قرابة 300 موظف، لم يجد منهم الوزير إلا عدد الأصابع، مما دفع الوزير لاحقاً لنقل ادارة المركز من سلطة وكيل الوزارة.
هل يُعقل أن في الأوقاف لعبا بالدوام كما في البلدية والشؤون؟ هل أصبحت هذه الوزارة التي تتولى رعاية شؤون المساجد ونشر الدعوة وأمور الإفتاء محلاً للاحتيال على أموال الدولة كما يجري في مؤسسات أخرى؟ هل يُعقل أن الجهة التي يفترض بها القدوة في الالتزام والنصح والاجتهاد والأمانة أن تقع فيها الكوارث الإدارية حالها حال المستنقعات الوظيفية الأخرى الداثرة؟ للأسف ان الإجابة «نعم.. ونعم.. ونعم».
قبل فترة كتبت مقالا عما يتردد اعلاميا بخصوص التلاعب الواقع في بعض عقود صيانة المساجد، وكيف أن الوزارة أحالت أكثر من عشرين موظفاً للقضاء بعد اكتشاف تلاعب في مناقصات الصيانة، كما فرضت عقوبات إدارية على مسؤولين وموظفين لهذا السبب، ويتحدث بعض موظفي الأوقاف عن وجود مخالفات جسيمة في التكليف بأعمال الفترة المسائية خاصة، حيث تم قبل بضع سنوات اكتشاف اكثر من 200 موظف، تُصرف لهم مكافآت شهرية من دون وجودهم على رأس عملهم في وزارة الأوقاف، وأين حصل ذلك؟ في دور القرآن الكريم.. فيا للمأساة ويا للحزن!
ليس هذا فحسب ما يجري في الأوقاف من تجاوزات وتطاول على المال العام، فقد كون بعضهم ثروات من الرواتب والمزايا والمكافآت والاستطالة في المهمات الرسمية، ويروى عن بعضهم من قياديي الأوقاف أنهم يصطحبون زوجاتهم في المهمات الرسمية، فأنى لهم هذا؟ وهل هذه أفعال من يتولى المسؤولية في المؤسسات الحكومية؟
نشكر وزير الأوقاف على جولاته الميدانية، ونطالبه بالاستمرار فيها، وتصحيح ما انحرف في مسار هذه الوزارة، ويا حبذا لو قام بالاطلاع على تقارير ديوان المحاسبة، وتقارير ديوان الخدمة المدنية، وتقارير لجان التحقيق التي شكلها وزراء سابقون، لكنهم ربما تراخوا عن تفعيل توصياتها ضد المدانين من بعض المسؤولين عن تجاوزات وزارة الاوقاف، كما اقترح عليه أن يراقب الشركات المتعاقدة مع الوزارة بكل قطاعاتها، ومدى التزامها بتنفيذ عقودها بشكل صحيح، وأن يخصص معالي الوزير لقاءً منفرداً لحملات الحج ليسمع من بعضها ما لا يُكتب ولا يُقال.
وللحديث بقية عن المؤتمرات وفرق العمل والتكاليف التي لا تنتهي.. والله الموفق.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك