مغذيات التطرف هي الاستبداد والفساد وهدر الكرامة برأي - أنور الرشيد

زاوية الكتاب

كتب 1108 مشاهدات 0


مع الأسف يكررون نفس سيناريو أفغانستان ومن ثم يشتكون من الإرهاب ! بريطانيا ترفع حالة التأهب خوفا من هجمات ارهابية محتملة من المتطرفين الاسلاميين وعليه يكون قد عاد نفس السيناريو ، الآن بدل القاعدة طلعت داعش وسبق داعش النصرة وسبق النصرة القاعدة وسبق القاعدة جهيمان العتيبي وسبق الجهيمان الجهاد وسبق الجهاد الاخوان وسبق الاخوان الخوارج ….الخ وأستطيع أن أعدد حركات إسلامية متطرفة لاحدود لها هذا لم أحسب معهم بوكو حرام والسباب المجاهد ولم احسب الأجنحة العسكرية السلفيين ، لذلك أؤكد وحتى لو تم القصاء على داعش ستستمر مجتمعاتنا تنتج مثل هذه الجماعات ، اذن لابد وأن تكون المعالجة ليست عسكرية فقط لأن العنف لايجر إلاعنف مضاد ، سبق وأن تم اتباع سياسة تجفيف المنابع وهذه السياسة اقتصرت على تتبع وقطع التمويل المالي وتركت التمويل الفكري الذي لم ينقطع بدليل  لازالت مجتمعاتنا تنتج مثل هذه الحركات ، لذلك مهما حاولت الدول والمجتمعات المتحضرة مُحاصرت هذه الحركات ستفشل إن لم تكن المعالجة معالجة جذرية وفكرية وفتح المجال أمام التيار المدني لكي يأخذ دوره في المجتمعات لخلق حالة توازن على الأقل ولمنع المجتمعات من الانزلاق بحروب دينية مذهبية مثل ما يحدث الآن في العراق فداعش لم تترك اتباع أي مذهب أو دين لم تُقصيهم أو تقتلهم  أو تهجيرهم .

عندما ضُرب التيار المدني اليساري وأقصائه من الساحة وفتح المجال أمام التيار الديني ودعمه ليسيطر على الساحة ، اليوم مجتمعاتنا والمجتمعات الدولية تدفع ثمن ذلك ، وهذا هو الواقع يحكم ويُعلن عن نفسه أنا لا ادعو لإقصاء التيار الديني والعياذ بالله ، فهو تيار له جذوره ومكانته السياسية والاجتماعية والدينية ، ولكني أدعو لإعطاء التيار المدني نفس الفرص التي يتمتع بها التيار الديني على الأقل مع الدفع بالتيار الديني لأن يتحول لتيار سياسي بعيدا عن استخدام الدين كوسيلة لكسب مؤيدين ، كذلك المناهج التعليمية يجب أن تُنقح من بث كراهية للأخر وإظهارنا كأحسن خلق الله بشكل ينافي الواقع ووقف استخدام نظرية المؤامرة التي توحي بغير ذلك ، ستظل مجتمعاتنا تنتج حركات ارهابية لاحدود لها ، فقد جرب الغرب حل القوة العسكرية ولم تنفع وجرب حل تجفيف المنابع المالية حتى أصبحوا تتابعون  كل فلس في العالم وأيضاً لم يفلحوا ، لذلك لاخيار لهم اليوم إلا أن يجربوا فتح وأقول فتح وليس دعم فتح المجال للتيار المدني العقلاني ليأخذ دوره
ولنا في فترة النهضة القصيرة التي مرت بها مجتمعاتنا في خمسينيات وستينيات القرن الماضي خير مثال على ذلك فقد كانت فترة انتاج وإبداع ، حتى الصراع الموجود بذلك الوقت كان يتيم بالعقلانية ليس كما نشاهده الآن من اجرام وقتل وتدمير وتهجير .


لاحل إلا بالليبرالية والعقلانية غير ذلك حرث ببحر وسيصل الارهاب للغرب كما أعلنت بريطانيا يوم امس من رفع حالة التأهب فالعدو عدو مشترك ولابد من التعاون وفتح المجالات للجميع  ومن ضمن ماتحتاجه مجتمعاتنا لعبور هذه المرحلة الدموية القاسية هو ترسيخ دولة القانون والشفافية والقضاء على الاستبداد والفساد وهدر الكرامة الإنسانية والحرمان هذه العناصر هي المغذي الرئيسي والأساسي للجوء للتطرف والرجوع للخالق كوسيلة لتخفيف الضغط النفسي ، وبالتالي ونتيجة لهذا الضغط النفسي الكبير جداً هو الذي يخلق لنا وللعالم متطرفين لا يعدوا لهذه الحياة أهمية طالما أنها حياة زائلة وليست الحياة الدائمة التي ستتوفر بها كل عناصر الحرمان من جنس بأقصى تطرفه حتى الخمور المحرومون منها بالحياة سيرتوون منها بلاشبع وغيرها من تصورات تتسق مع واقع الحرمان والذل التي يعيش بها المواطن العربي المسكين الذي ما ينفك من استبداد إلا وجاءه ما هو اكثر استبداداً منه على سبيل المثال في الحالة السورية الآن لاخيار لدى الشارع السوري 'نار بشار أو نار داعش والنصرة' يعني من سيئ إلى أسوأ وبطبيعة الحال يختار المرء السيئ ولا يختار الأسوأ بمعنى لاخيار بين السيئ والأفضل مع الأسف الشديد.

أنور الرشيد

كتب - أنور الرشيد

تعليقات

اكتب تعليقك