كيف تحارب أميركا 'داعش' المتشددة وتسمح بتشدد تيري جونز؟!.. سلطان الخلف متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 595 مشاهدات 0


الأنباء

فكرة  /   خطة أوباما عسكرية وتفتقد حلولاً سياسية

سلطان الخلف

 

الاستعدادات العسكرية في هذه الأيام على أشدها بعد أن أعلن البيت الأبيض عن خطته في القضاء على تنظيم داعش أو ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام، حيث أضيفت إلى قائمة المنظمات الإرهابية. وكالمعتاد لن تقوم الولايات المتحدة بمفردها في تنفيذ الخطة، فقد أقامت حلفا جماعيا يضم حلفائها العرب الذين سئموا تجاهل البيت الأبيض لمطالبهم منذ بداية الأحداث في وضع حد للسياسة الطائفية في العراق وفي وقف الاعتداء الوحشي لنظام البعث الطائفي تجاه الشعب السوري، وهو ما أدى في النهاية إلى تنامي التشدد والتطرف كردة فعل ضد تلك الممارسات الطائفية تحت مرأى وسمع إدارة أوباما، كما يشير إلى ذلك بعض الساسة الأميركيين وعلى رأسهم السيناتور الجمهوري جون ماكين، حيث سكتت عن الاضطهاد الطائفي البغيض الذي كان يمارس في العراق بعد إسقاط نظامه البعثي وتجاهلت القمع الوحشي الذي كان يمارسه ولايزال نظام البعث الطائفي في سورية من ارتكاب مجازر واستخدام للسلاح الكيماوي المحرم دوليا وتدمير المناطق المدنية السنية بالسلاح الثقيل والطيران الحربي ، بل إن النظام السوري زاد من عملياته التدميرية في هذه الأيام للمدن السورية على أساس أنه قام بمشروع في محاربة إرهاب داعش بعد إعلان أميركا الحرب عليها وكأنه تشجيع غير مباشر للنظام السوري على ارتكاب المزيد من الدمار والقتل في الشعب السوري. يحتار المرء في فهم سياسة الرئيس أوباما المتناقضة.

نسلم بأن داعش ترتكب أعمالا إرهابية ضد المسلمين وغير المسلمين في المناطق التي استولت عليها في العراق والشام، لكن ماذا عن النظام البعثي السوري وحلفائه من المليشيات الشيعية الأجنبية التي ترتكب أعمالا إرهابية في سورية؟ أو جرائم الحرب ضد الإنسانية التي ارتكبها الجيش الصهيوني في حربه الثالثة على غزة؟ كيف يمكن لنا التسليم بمصداقية البيت الأبيض في محاربته للإرهاب وهو يغض الطرف عن نماذج إرهابية أخرى ترتكب جرائم أفظع مما ارتكبه تنظيم داعش؟

لن تجني منطقتنا العربية غير المزيد من الفوضى والاستقطاب الطائفي في ظل تخبط إدارة أوباما منذ تراجعه عن حل الدولتين والامتناع عن توجيه ضربات جوية للنظام السوري، وفي دعمه لحكومة العراق الطائفية السابقة ورفضه تقديم الدعم العسكري للجيش السوري الحر مع التعويل في خطته على الجيش العراقي الذي تغلب عليه الصبغة الطائفية، وهو ما يدفع العرب إلى الشعور بعدم الارتياح من خطته العسكرية التي تتصف بالضبابية وفي عدم تضمينها حلولا سياسية كفيلة بوضع حد للاستقطاب الطائفي.

****

القس تيري جونز الأميركي حرق مئات النسخ من المصاحف دون أن تبادر السلطات الأميركية إلى منعه، وهو عمل تجرمه القوانين الأميركية التي تعاقب كل من يدعو إلى كراهية واحتقار عقائد وديانات الآخرين، فكيف تحارب الإدارة الأميركية بكل الوسائل داعش المتشددة وتسمح بتشدد القس تيري جونز؟

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك