حجر ..ورقة.. مقص! بقلم أحمد الحميدي

زاوية الكتاب

كتب 1018 مشاهدات 0

أحمد الحميدي

هو مقالٌ يكتبة طفلٌ أمسى أطولَ مني وهو يرتقب!
هو ليس كأي طفل آخر .. هو عالمٌ لوحده .
ما رأيكم أن نكفَ عن توبيخهِ لليوم فقط، لنعرف ما يريد؟

بدأ كلامة بـ حجر ورقة مقص!
لم أفهم..!
ظننت أنه يريد اللعب .. فرفعت يدي لألعب معه .. ولكن سرعان ما التقط يدي .. ونظر إلي عيني .. وقال: 'نحن لانلعب بها هي التي تلعب بنا..!'

(لم أقوى على مقاطعته .. وتركته يتحدث ..!)

إن الورقة قادرة على الإنثناء والإلتفاف حول الحجر رغم صلابته لتُغطيه..
والفكر المتحجر لايستطيع مقاومة تظليل هذه الورقة..
نحن نعيش بين هذه القوى التعيسة فهي من تتحكم بنا .. وللمقص حكاية طويلة..!

المقص..
تلك الأداة الحادة التي تجزئنا كلما تلاقت أذرعها..
المقص إسمٌ ليس بالمُفرد ولكن بدهائة أخفى علينا ذلك، له وجهان أو سكينتان متقابلتان دائماً ما يتفقان على هدفٍ واحد..!
هو مُفرد مُثنى مُذكر مُؤنث .. ليس كمثلة شيء..
هو جمادٌ بلا مشاعر ذو حيلةٍ عظيمة قد يتفوق على دهائنا البشري..!
تربّع هذا المقص على واجهة المشهد لفتراتٍ طويلة، ومارس حقة المشروع -كما يظن- في فرض هيمنتة القسرية على كل شيء..

قطع طريق الإصلاح بدل أن يقطع علينا شوطاً طويلاً من طريق التردي والإنفلات!
قطع الرقاب والألسنة .. فلا حرية تعبير مع مقص..!

إزداد حده عندما أمسكه حلّاق كاذب يبيع الكلام ليُشعر 'الزبون' بأن سطوة يدية ستجعله أجمل..!

تمادى هذا المقص إلى أن كرهت ضعف الورق وغباء الحجر .. هو المنتصر دائماً بنظري .. يستغل ضعف الورق تارة وتارة يستغل قوة الحجر، هو أخبث من كل شيء أعرفة أو لا أعرفة.

لن ينهزم هذا المقص إلا مع ورقة سليمة صادقة مبسوطة ليس لها ظلٌ كاذب واضحةٌ للجميع وحجرٌ متفتح صلب المباديء وراسخ الثوابت.
عندها فقط سينكسر..!

لن تتعرّف على الحقيقة إلا إن سمعتني بأذن طفل لم يتعرّف على شيءٍ بعد .. ولن تقتنع بما قلته لك إلا إن تخليت عن أفكارك المسبقة.

ولا تخافوا من طفلٍ يهذي..
كل ما في الأمر أنني طفلٌ يخشى الظلام وأنتم تخشون النور..!

أحمد الحميدي

الآن - رأي: أحمد الحميدي

تعليقات

اكتب تعليقك