الذنب برقبة الأغلبية!!.. يكتب ناصر الحسيني

الذنب ( برقبة الاغلبية )
اسمع بين الحين والاخر نقد شديد على تركيبة المجلس الحالي ، وانه مجلس ( بصام ) أو مجلس .. لا يهش ولا ينش ، كذلك يتردد كثيرا بأن الحكومة تتفرد في اتخاذ القرار ، ودون حسيب أو رقيب ، بل أصبحت هي المشرع والمنفذ في آن واحد ، وايضا الاغلبية انفسهم يقولون بعد سحب الجناسي ، ( اصبحنا في دولة بوليسية ) ، وان البلد تدهورت ، وقد نتفق معهم ، او نختلف ، ولكن ليس هذا بيت القصيد ، او الناتج ، بل الناتج ان كل ما يحصل على الساحة اليوم ، من تركيبة مجلس ، او سحب جناسي ، او تفرد حكومي ، او تدهور للوضع ، هو بسبب سياسة الاغلبية وتعاملها مع الاحداث السياسية بتخبط ، وقد يكون هذا التخبط مقصود لقتل الديمقراطية بالكويت ، ولإعطاء الحكومة مبرر لاتخاذ اي قرار تريده ، وذلك من خلال المندسين الذين اشار اليهم رئيس مجلس الامة السابق احمد السعدون قبل عدة شهور ، ام ان تخبطهم ناتج عن غباء سياسي ، فلو ان الاغلبيه لديها حنكه سياسيه ، لخاضت الانتخابات بعد حكم المحكم الدستوريه ، وغيرت الوضع ، ولكن اصرارها على المقاطعه هو الذي اوصلنا الى ما نحن فيه الان ،
كذلك الاغلبيه لم تقرأ التاريخ السياسي للكويت ، فلو ان لديهم شخص واحد لديه نظرة سياسية ثاقبه ، لطلب منهم عدم المراهنه على الحراك الشعبي ، وخوض الانتخابات ، ان كانوا فعلا يريدون تحريك الشارع ضد الصوت الواحد ، لان التاريخ السياسي الكويتي لم يعطنا دليل واحد سابق ان الشعب تمت قيادته من اشخاص خارج البرلمان ، والدليل ان هناك الكثير من الحركات والقوى السياسية تم تشكليها اشخاص ليس نواب وحاولوا قيادة الشارع وفشلوا ، ثم توفى تجمعهم ، بينما قضية الايداعات قادها نائب واحد وهو مسلم البراك ، وقضية القروض قادها د/ ضيف الله بورميه ، والشواهد كثيرة.
خلاصة الموضوع ان الاغلبية تفتقر الى النظرة السياسية الثاقبة، كذلك لو اتخذت قرار واحد فقط ، وهو خوض الانتخابات ، لما شاهدنا سحب جناسي واغلاق صحف وتركيبة مجلس بهذا الشكل ، ولكن مواقفها الخاطئة هي التي اوصلت البلاد والعباد الى الوضع الحالي ، لذلك ان كان هناك ذنبا على مايحصل ، فهو في عنق الاغلبية .
ناصر الحسيني