الإبداع البشري ثروة لمن يجيد عملية جنيها وقطفها!.. بنظر سعاد المعجل

زاوية الكتاب

كتب 585 مشاهدات 0


القبس الإبداع.. ثروة! سعاد فهد المعجل يأتي دعم المبدعين وتشجيع الابداع في قمة هرم برامج التنمية البشرية، باعتبارها رافداً أساسياً في أي بنية مجتمعية ناجحة ومتقدمة! قد لا يكون هنالك تعريف محدد وواضح للابداع، لكن ما اتفقت عليه الأغلبية أن الابداع هو أي عملية ينتج عنها عمل جديد ترضى عنه الجماعة أو تتقبله على انه مفيد! في الدول المتقدمة اصبح الاهتمام بالابداع والمبدعين ضرورة قصوى، لتمكين المجتمع ودفعه إلى الأمام، لكن ذلك وبكل أسف لا يزال امراً مهملاً في عالمنا العربي بشكل عام! والكويت لا تختلف في ذلك كثيراً، وبالرغم من اطلاق وزارة للشباب مؤخراً مهمتها رعاية الابداع والمبدعين، فإن المسألة لا تزال عائمة وغير محددة الملامح! مؤخراً، حققت احدى فتياتنا الكويتيات قفزة جميلة في حقل الابداع، وذلك حين حصلت المهندسة نورة محمد المشعان على درجة الدكتوراه في الهندسة المدنية من جامعة جون هوبكنز، احدى أعرق الجامعات في الولايات المتحدة، وفي تخصص نادر، ولتصبح بذلك أول مهندسة كويتية وعربية تحصل على الدكتوراه في «هندسة الكوارث» الساحلية والتسرب النفطي! الدافع من وراء مثل هذا التخصص النادر، وفقاً لما جاء على لسان نورة المشعان في لقاء صحافي، هو أنه تخصص يتماشى مع حاجة الكويت في هذا المجال. ونورة، التي اهدت نجاحها للكويت، تنتظر مثل غيرها من المبدعين من أبناء وبنات الكويت أن ترد الكويت تحيتهم وجهودهم بمثلها. نتمنى ألا ينتهي مشوار نورة المشعان الابداعي في مكتب في كلية الهندسة بجامعة الكويت، وجدول دراسي ومحاضرات نظرية بحتة. فالتخصص الذي عادت به نورة يتناول دراسة أمواج البحر، والترب الطينية التي تعتبر أرضية الخليج العربي، إضافة إلى طرق بناء الجسور فوق البحر، وبناء البيوت بالقرب من الساحل، والتصدي للتسريبات النفطية في الماء بسبل مختلفة! هذا المقال لا يخص نورة المشعان وحدها، وانما هو دعوة الى أن تتعامل الدولة مع المبدعين من ابنائها بشكل يجعلهم لا ينزوون في مكاتبهم إحباطاً، أو يغادرون بلدهم بحثاً عمّن يقدرهم ويقدر ثمرة ابداعاتهم! فالابداع البشري ثروة لمن يجيد عملية جنيها وقطفها!
القبس

تعليقات

اكتب تعليقك