افتتاح ملتقى حافظ الشيرازي .. شاعر المودة و التآخي

منوعات

805 مشاهدات 0


قال وزير الثقافة والارشاد الاسلامي بالجمهورية الاسلامية الايرانية السيد علي جنتي ان كلام حافظ الشيرازي واشعاره سحرت منذ عدة قرون قلوب وارواح عشاقه ومريديه.

واضاف في كلمة القاها بافتتاح ملتقى (حافظ الشيرازي..شاعر المودة والتاخي) الذي اقامته المستشارية الثقافية للجمهورية الاسلامية الايرانية بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب تحت رعاية وزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح الليله بالمكتبة الوطنية ان حافظ يمثل القمة في اللغة الفارسية ومحيطها العام الذي لم ولن يبلغه احد غيره بل واصبح خارج حدود اللغة الفارسية وممثلا عن الثقافة الايرانية الاسلامية.

وذكر الوزير جنتي ان اشعار حافظ تمثل نموذجا لسمو خطابه الحكيم البناء منذ عصره الذي عاش به الى وقتنا الحالي حيث استفاد من هذا الخطاب رواد كافة المدارس الفكرية والانسانية المهتمه باللغة الفارسية والثقافة الايرانية.

وبين ان صدى اشعاره قد وصلت الى العالمية ويمكنها اليوم ان تشكل افضل حلقة وصل لتحقيق الحوار بين الحضارات والثقافات لاسيما اننا نعيش في عالم امسى قرية صغيره تتمازج فيها الثقافات والافكار والاراء وتتكامل مع بعض.
واشار الى ان الجوانب الجمالية تكتسب اهمية خاصة في اشعار حافظ حيث انها تعتبر نموذجا بارزا من الفن البلاعي بالشعر الفارسي مضيفا ان اشعاره تمثل حافظة امينة للذاكرة الجماعية والعامة .

من جانبه قال المستشار الثقافي الايراني بالكويت الدكتور عباس خامة يار بكلمة القاها بافتتاح الملتقى ان فهم واستيعاب شعر حافظ يحتاج الى من يقراه قراءة صحيحه بناء على فهم تام للغته برموزها وفنونها ومصطلحاتها ودلالاتها .

مضيفا ان ديوانه يقدم نظاما كونيا باسلوب شاعري عذب جميل بعيد عن روح الفلسفة واساليبها والتصوف ومصطلحاتها المعقده فهو شاعر يؤمن بالعدل والجمال والتوازن في الكون .

وشكر خامة يار المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب لاقامته هذا الملتقى بالتعاون مع المستشارية الثقافية لسفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية لتعزيز التواصل الثقافي والادبي مع شعوب العالم لاسيما مع الجوار الايراني لاهمية هذا المشروع ومكانته في الساحة الادبية العربية.

متمنيا بان يفتح هذا الملتقى افاقا في الفكر العربي والاسلامي ويثرى مصادر الادب والفكر في عالمنا الذي هة اليوم بامس الحاجة الى الفكر الاسلامي الوسطي والنقي المفعم بروح التاخي والتسامح والبعيد عن التشاحن والتنافر.

وتحدثت رئيسة قسم اللغة الفارسية بجامعة عين شمس الدكتورة رملة غانم ببحثها بعنوان (حافظ الشيرازي امام الشعراء) عن تاثر حافظ الشيرازي بشعراء كبار وكيف اثر بدوره على معاصريه ولاحقيه بصورة كبيرة فقالت : ان اشعار حافظ الشيرازي. كانت ومازالت اشعاره موضع اختلاف كبير حول تفسير معانيها .

مضيفة انه اجتهد في ذلك النقاد الايرانيون وغيرهم واحتج كل منهم بحجته لكن احدا لم يختلف حول جمال تعبيراته وأساليبه الشعرية وروعة صياغته التي لن يدرك جمالها إلا من ألم بالفارسية وقرأ غزليات حافظ بها .

 

واشارت الى انه ببساطة شعر جامع ترى فيه ايران بكل مافيها بطبيعتها الساحرة بالورود والمياه ومعاني الخير والجمال ويتحدث عن القيم الانسانية المتعلقة بالتفاؤل وحب الحياة والزهد.

وذكرت الغانم ان اشعار حافظ طوت افاق الزمان حتى وصلت لعصرنا الحاضر وتجاوزت حدود ايران فتاثر بها شعراء وقراء الشرق والغرب بعد ترجمتها الى معظم لغات العالم ففي المانيا تقام احتفالات دورية لتكريم حافظ في مدينة فاي مار كما توالي نشر الكتب عن حافظ باللغة الالمانية منها كتاب ( جوته وحافظ) لبهاء الدين خرمشهري وفي عام 2013 عقدت جامعة زيورخ بسويسرا جلسة علنية حول الاداب الشرقية واختارت حافظ الشيرازي ليكون شخصية العام .

كما ترجمت اشعاره الى الايغورية وتاثر اهل تلك اللغة القاطنين في شمال غربي الصين بهذه النماذج الشعرية التي تدرس في مدارسهم كشواهد بلاغية عالية وكان اهم من ساهم في نشر اشعار حافظ وزيادة تاثيرها على الادب الايغوري. القديم السيدة ' زليخا بيجوم' وهي شاعرة قديرة استطاعت ان تنقل غزلياته بنفس اوزانها ومعانيها بدقة ، اما في روسيا فقد حظي ديوان حافظ بالنصيب الاكبر بين الابداعات الادبيه الفارسية من الترجمة والدراسة طوال القرن العشرين كما ترجم الى اللغات الاوكرانية والبلغارية والارمنية والدنماركية والبنجالية واليابانية والصينية مرات عدة .

 

 

ومن جهته قدم استاذ الدراسات العاليا بالجامعات الايرانية الدكتور موسى اسوار بحثا بعنوان (سر التميز الفني وسماته في شعر حافظ الشيرازي) وذكر فيها ان الشاعر الكبير حافظ الشيرازي كان سباقا في الافادة والاقتباس عن رهط الشعراء المتقدمين.

وانه تفوق على اقرانه من سابقيه بفضل موهبته الفريده وحسه المرهف وذكائه الحاد وبراعته الفنية المتميزة وتكنه من ضروب الكلم وثقافته الادبية العميقة لاسيما توغله العلمي في القران ودواووين الشعراء العرب والفرس.

وبين ان من اهم اسباب تربع الشيرازي على هرم الشعر يرجع الى حماليات العناصر الشعرية وفرادة الخصائص الفنية في نتاجه وتوظيفها في عملية البناء الشعري .

ومن جانبه ذكر استاذ اللغة الفارسية بجامعة ال البيت الاردنية الدكتور عبدالكريم جردات ببحثه بعنوان (اثر الالفاظ العربية في اقامة القافية في الشعر الفارسي) دور اللغة العربية وتاثيرها في الشعر الفارسي وانهم احتذوا بالنموذج العربي وباوزانه وقوافيه وخصائصه الفنية .

 

واشار اان الياحثون اختلفوا في الحكم على عقيدة حافظ في الحياة التي انعكست على غزلياته فمنهم من جزم ان ثقافة الشاعر عرفا نية بامتياز وان غزلياته تستقي الشرعية من حقل العرفان والتصوف وبعضهم اعتقد ان في بداية عمره كان دنيويا ثم اهتدى فتغيرت دلالة المصطلح في شعره.

وقال استاذ اللغة الفارسية في جامعة السلطان قابوس الدكتور احسان بورقته بعنوان (بلاغة التشخيص في غزليات حافظ الشيرازي) ان شعر الشيرازي تميز بوضوح استعاراته التشخيصية وبروزها بغزلياته موضخا التشخيص بالتجسيد صفات البشر الى افكار مجرده او اشياء لا تتصف بالحياة.

وذكر ان الشيرازي كان يتعامل مع التشخيص ما كان يتعامل مع لعبة جمالية لا يخفي وراؤها مضمونا باسلوب تشكيلي اندمج اندماجا وثيقا مع الجانب الفكري لتكل بيانا للرؤية .

واضاف اللواتي انه حول بشعره الموجودات كلها العاقل منها وغير العاقل الى بشر يتحرك وذلك دلالة على انه يحمل رواية كونية وجودية ترى في الموجودات مفهوما لا مصدقا للرؤية العامة المنطلقة من فكرة وحده الوجود بمعناها المقبول.

واشار اللواتي الى ان  الشيرازي صهر عالميين لصنع عالم جديد  فمن جماليات التشخيص عند  حافظ انه لا يبقي العالميين عالميين منفصليين  وانما العالمان هنا  المستعار منه والمستعار له يتحولان بقدرة حافظ  من كلمة شعرية الى عالم مختلف  وهذا يعيد الى ذهننا  النظرية التفاؤلية في الاستعارة  والتي تبين ان المستعار منه  والمستعار له ليسا لفظيين  بل  هم يتبادلان التاثير  والتاثر ويتفاعلان  لينتجا  لنا موجودا

الآن - فن وثقافة

تعليقات

اكتب تعليقك