شملان العيسى يكتب: لا مستقبل لدولة يقرر طلابها الفاشلون كيف يتم تقييم الطالب!

زاوية الكتاب

كتب 1997 مشاهدات 0


الوطن

ملتقطات  /  التعليم: مو شغلكم (2-2)

د. شملان يوسف العيسى

 

ذكرنا في مقال الأمس أن السبب الرئيسي لتدني التعليم وكل قضايا المجتمع سواء كانت اقتصادية أو تنموية يعود إلى غياب الرؤية الحكومية وتدخل نواب مجلس الأمة في قضايا لا تخصهم وليست من اختصاصهم وانتقدنا تدخل نواب اللجنة التعليمية في قضايا التعليم وخروجهم مع الطلبة المتظاهرين ضد توجه وزارة التربية إلى اعتماد «الوزن النسبي» في احتساب درجات الطلاب.
نعود إلى نوابنا في اللجنة التعليمية، هل طرحتم على وزير التربية أفكارا ورؤى لكيفية الرقي بالتعلم العام؟ هل طرحتم بدائل عقلانية وعملية لكيفية النهوض بالتعليم وتحديثه والرقي به إلى مستوى الدول الآسيوية الجديدة؟ هل حرصتم على حث الوزير لإكثار الاختبارات في العلوم والرياضيات واللغة الأجنبية حتى يستطيع طلبتنا منافسة الآخرين من دول العالم..؟ هل لديكم علم ودراية ما هي الأسس الجديدة للتعليم؟ ولماذا تخل معظم دول العالم عن الإنفاق على التعليم العام واتجهت إلى التعليم الخاص؟ هل سألتم وزراء التربية لماذا تكلفة الطالب في الابتدائي في المدارس الحكومية وصلت 3500 دينار وهو سعر مرتفع يفوق ما تطلبه المدارس المتميزة الخاصة في الكويت؟، هل أنتم راضون يا نواب عن تدني نسبة المواطنين في سوق العمل إلى %15 من مجموع العمالة؟، أليس لديكم ضمائر لتسألوا أنفسكم لماذا لا يوجد لدينا متخصصون في جميع الأعمال بعد أكثر من قرن في التعليم النظامي في الكويت؟!.
نحن العاملين في حقل التعليم في الجامعة نعاني معاناة حقيقية من ضعف وتدني مخرجات الثانونية العامة، لذلك نحاول أن نتشدد في قبول الطلبة في الجامعة بأعداد كبيرة حتى نحافظ على المستوى الرفيع في الاداء الأكاديمي حيث نتعرض لانتقادات قوية من المجتمع لأن مخرجات التعليم الجامعي ضعيفة جدا ولهم الحق في مثل هذا الانتقاد لكن عندما نحاول التشدد في قبول الطلبة لدخول الجامعة تأتي الانتقادات من النواب والأهالي.. لماذا لا تقبلون كل الطلبة خريجي الثانوية العامة حتى ذوي الدرجات المتدنية..؟ ولا أحد من النواب أو الأهالي طرح على نفسه السؤال البديهي.. لماذا أبناؤنا ضعاف في تحصيلهم العلمي؟ الجواب بسيط وهو أن الأهالي أو أولياء الأمور لا يهتمون بتربية ورعاية أبنائهم أو الاهتمام بتدريسهم في كل المراحل التعليمية المختلفة. لا أحد من الأهالي أو النواب لديه الاستعداد لانتقاد نفسه لأنه لم يرب أبناءه ومن السهل عليهم انتقاد الوزير أو العاملين في وزارة التربية أو دكاترة الجامعة..
هل تعلمون يا سادتي النواب بأن هنالك أسسا وقواعد علمية تحدد أعداد الطلبة الذين تستطيع أي جامعة قبولهم في كلياتها لكي يحافظوا على المستوى الأكاديمي الرفيع. نحرص على قبول أفضل الطلاب لكن ليست مشكلة الجامعة أن الطلبة ينجحون في الثانوية العامة عن طريق الغش وشراء الامتحانات ورشوة المدرسين والضغط على الحكومة والنواب لقبول كل الطلبة، هل تعلمون بأن الجامعة التي تم بناؤها عام 1966 لتستوعب 15 ألف طالب وصل عدد طلابها اليوم إلى حوالي 40 ألف طالب وطالبة وأنتم لا تزالون مصرين على قبول كل الطلبة حتى المتردية درجاتهم.
وأخيرا أقولها بصراحة لا مستقبل لدولة يقرر طلابها الفاشلون كيف يتم تقييم الطالب ويؤيدهم نواب مجلس الأمة. لا لشيء، فقط إرضاء الدهماء في الشارع.. لقد صدق الشاعر العربي الأفوه الأودي حين قال:
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم
ولا سراة إذا جهالهم سادوا
والبيت لا يبتنى إلا له عمد
ولا عماد إذا لم ترس أوتاد
تهدا الأمور بأهل الرأي ما صلحت
فإن تولوا فبالأشرار تنقاد
إذا تولى سراة القوم أمرهم
نما على ذاك أمر القوم فازدادوا

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك