الشرعية الدولية لا يمكن أن تكون بديلاً عن الوطنية!.. هكذا يعتقد عبد الله الظفيري

زاوية الكتاب

كتب 479 مشاهدات 0


القبس

إشارة  /  الشرعية.. وطنية أم دولية؟!

عبد الله الظفيري

 

أزمة بعض الانظمة السياسية وبالتالي ازمة الدول، التي تقودها هذه الانظمة، تنبع اساسا من المشروعية السياسية والاجتماعية التي تتمتع بها هذه الانظمة من شعوبها. وكلما قلت هذه المشروعية قل التفويض الشعبي الممنوح لهذه الانظمة وقل الدعم الشعبي والوطني لها.

الاعتراف العالمي بالانظمة نابع اساسا من حقيقة تمثيل النظام السياسي لشعبه، وهو ما يمكن دول العالم على التعامل مع نظام ما بصفته ممثلا حقيقيا للشعب، لكن تطور هذا الاعتراف الى ما يسمى الشرعية الدولية، وبدأ هذا المفهوم يأخذ معاني اخرى مع سيطرة الدول الغربية المتقدمة والغنية على الدول التابعة والمتخلفة، وصار سلاحا بيد هذه الدول ضد شعوبها، حيث يتم منح الشرعية الدولية لنظام ما بمقدار ما يراعي مصالح الدول الغربية لا بمقدار ما يكتسبه من مشروعية وطنية.

الانظمة المستبدة التقطت الرسالة وبدأت تحرص على الشرعية الدولية ضاربة بعرض الحائط الشرعية الوطنية المستمدة من شعوبها، وكلما انخفض التفويض الشعبي لهذه الانظمة، حرصت على إرضاء الدول الغربية وعلى شرعية وجودها المستمدة منها.

من نتائج ذلك أصبحت بعض الدول تحرص على ارساء السلام ومكافحة الارهاب العالمي في الوقت الذي ترزح فيه شعوبها تحت وطأة الفقر والبطالة، مدركة ان إرضاء الخارج اهم بكثير من إرضاء الداخل، وهو ما يعمق أزمتها الداخلية ويباعد بينها وبين شعوبها لتعود فتعالج هذه الهوة بالتقرب أكثر لمراكز القوى العالمية وتنفيذ اجنداتها التي لا تخدم سوى هذه المراكز - الدول، حالها كحال القط الذي يلعق مبردا، كلما سال الدم من لسانه، زاد من قوة لعقه ظنا منه انه يلعق دم فريسة!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك