عن العادات الكويتية السيئة!.. يكتب تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 684 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  العادات الكويتية السيئة

د. تركي العازمي

 

بعد قرابة عشر سنوات أمضيتها في عالم القيادة والإدارة الإستراتيجية واستمتعت بجانب القيادة الأخلاقية، ويبدو إن إعجابي نابع من تأثري بوصف المولى عز شأنه لخاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى «وإنك لعلى خلق عظيم».

كيف لا أتأثر وأنا مسلم بالفطرة وكلنا مسلمون بالفطرة ولو أن أحبتنا من قياديين وأتباع عادوا إلى فطرتهم السليمة وتمعنوا في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» لما استمرت حالة الاحتقان وانتهت «الشخبطة الإعلامية»!

قلت هذا من ضمن سياق الحديث الذي جمعني بأحد الزملاء بعد ندوة جمعية الصحافيين عن قانون «الإعلام الإلكتروني» وبينت أهمية الالتزام بالأخلاق التي سطرتها لنا السيرة النبوية العطرة لصفوة الخلق.

ماذا تستفيد من نقد جارح لشخص ما لا تعرفه؟ لماذا تتهم غيرك وأنت لا تعرف الظروف المحيطة بالموضوع . أي موضوع. لأن الاختلاف طبيعي لكن الأخلاق الصحيحة ثابتة لا تتغير مع تغير الزمان.

في الكويت أصابنا البلاء... وهنا أذكر انه في رواية للبخاري أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال «تعوذوا بالله من جهد البلاء. ودرك الشقاء. وسوء القضاء. وشماتة الأعداء» والحديث هذا فيه دعاء عظيم يصور الحالة التي نعيش فصولها!

الكل أصبح سياسيا.. وناقدا سياسيا... ومحللا لمجريات الأمور! هذه هي العادات الكويتية السيئة... فمن يصنع العادة للفرد والمؤسسة والمجتمع ككل؟

يقول ستيفن كوفي في كتابه العادات السبع عن «Habit ـ العادة».. إن الشخص عندما يتعود على عمل ما لمدة 21 يوما فإن هذا العمل يصبح عادة متأصلة فيه وتجده يقوم بها «أوتوماتيكيا»!

هذا على مستوى الفرد وقد يكون الفرد في منصب قيادي، ولذلك أعطت المؤسسات الغربية المؤمنة بنتائج البحوث العلمية أهمية قصوى تجاه تطبيق تلك النتائج والتوصيات بغية منها رفع الإنتاجية وإصلاح المؤسسات وبالتالي إصلاح الفرد والمجتمع ككل.

على مستوى الكويت... من وجهة نظري كفرد أعتقد بأننا في حاجة ماسة لتطبيق القيادة الأخلاقية التي تدفع في تطبيق القانون والحوكمة وأهمية الرأي والرأي الآخر كي لا يكون القيادي متأثرا بأهواء نفسه خصوصا وإن كانت حالة الكاريزما لديه عالية.

فنحن عندما تركنا «القرعة ترعى»... أصبحت الإساءة ونهج الفساد عادة تمارسها الأغلبية، وأصبح من ينادي بالإصلاح جالسا لوحده لا تجد من يستمع له!

أنت عندما تطبق القانون وتحيل الفاسد والمسيء خصوصا في مواقع التواصل الاجتماعي، فأنت تشعر العموم بأن الأمل في الإصلاح ملموس، وخلاف هذا يعد استمرارا لعالم التيه القيادي الذي نعيشه منذ سنوات.

المشكلة الأخرى... أن الإساءة أحيانا لا تمس الشخص نفسه وإن فرضا إنه بريء مما نسب إليه... إنها تمس عائلة الفرد والمحيط الذي يعمل فيه، ولهذا السبب ذكرنا أهمية كوننا مسلمين، ولنا في ما يحدث من العبر الشيء الكثير لكن يبدو لنا أننا ابتلينا بالحسد وسوء الظن و«عشق المادة» ونفوذ المصالح.

من منا يشعر بالراحة... لا أحد على الإطلاق لأن الحياة فيها ابتلاءات وشقاء، ولهذا نجد أن تطبيق القيادة الأخلاقية مهم في إعادة الثقة بالعمل القيادي المعني في إدارة شؤون مؤسساتنا.

عودوا إلى رشدكم كي ننعم بعادات كويتية طيبة بدلا من السيئة التي ندور في فلكها، ولنتذكر أن القيادة تعني القدرة على اتخاذ القرار الأخلاقي في حينه.. والدنيا زائلة. والله المستعان!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك